السبت، 16 سبتمبر 2023

احمد والسياب

 أحمد والسياب

 

حط الطائر المهاجر على نخلةٍ مثمرةٍ من بساتين البصرة الفيحاء ، قرب تمثال ( السياب ) على شط العرب .

رأى الطائر أطفالًا يلعبون في الحديقة ، لكنهم كانوا يقطفون الأزهار ويرسمون بالألوان على تمثال الشاعر الكبير ( بدر شاكر السياب ) .

غضب الطائر من هذا التصرف الخاطئ ، وقرر التحدث الى الأطفال ، إقترب منهم قائلًا : ماذا فعلتم ؟!!

ردوا بخجل : لم نكن نقصد ذلك ، كنا نلعب فقط .

عاتبهم الطائر قائلا : هذا خطأ يا أحبائي الحديقة ملك للجميع ، والعبث بها تصرف غير مهذب ، بدلًا من ذلك تمتعوا بالمناظر الجميلة الخلابة ، وفكروا بالآخرين وجمال المكان كذلك .

بعدها حانت منه التفاتة الى تمثال السياب وقد شوهت معالمه برسوم وكتابات وذكريات خطت بأصباغ ملونة .

صرخ الطائر مصدومًا : من فعل هذا ؟ … كونوا شجعانًا وتكلموا .

أشار الجميع الى أحمد .

توجه الطائر اليه ، وجده جالسًا تحت الشجرة وحيدًا وحزينًا .

- : لماذا فعلت هذا يا أحمد ؟!

رد بيأس: نعم أنا فعلتها

- : أعلم ذلك ، لكن لماذا ؟

قال أحمد بصوت حزين : لإنني وحيد دائمًا ، لا أحد يلعب معي أو يكلمني ، لذا كتبت هذه العبارات ، لكي أتذكر دائمًا وحدتي وحزني .

أبتسم الطائر قائلًا : لا تقل هذا يا صديقي ، أنت لست وحيدًا ، الكل يحبك ويرغب بصداقتك ، فقط حاول وسترى .

نادى الطائر الأطفال ضاحكًا : هيا يا أصدقائي .. تعالوا نلعب معا ، رحبوا بصديقكم أحمد ، وشاركوه العابكم .

فرح الطائر كثيرًا ، حين بدت السعادة على أحمد وأصدقائه ، وبدأوا بتنظيف الحديقة وإزالة الرسوم والكتابات من تمثال السياب .

تعلم الجميع درسًا جميلًا لن ينسوه أبدًا ، وتعاهدوا أن يحبوا بعضهم ويحافظوا على وطنهم .

ثم حلق الطائر ألى مكان آخر ، وحكاية جديدة .


مها حيدر

من مجموعتي القص


صية ( الطائر المهاجر )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...