أنشودة الموت البائسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى كل من ركب الابتداع وتنحية الإبداع فراح يشتري ويبتاع مؤن المتاع بدنيا الفناء
هي ذمة تلقى وتُصرم الأعناق لمن ضاع بسرب الأوهام فحطم سفن النجاة والشراع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ذا يتوق مذاذ العسل من نــحل ... كزغب بلا ريش بــــزق الأم ترفل
فبت أحنو لحنو مما رأيت بمعضل... بما شــاق حملي ما عُـنيتُ لأُنـشلِ
لكنها غدرت كغدر الماءٍ إذ وشـل ... فجف الرضاب ودمـعُ العين بالمقلِ
وأنا الطريحُ بحِـمةٍ بالعيِّ حـــمئةً ... أُسارق سـحراً تراه العـين فــي آيلِ
فسجمتُ ما تحوي العــيون مقنناً ... لنكى الخطوب فعــــــالُ الغدر مُنكل
فركبت في نُوبِ الــدهور بما جفا ... بظــهر الذلول لـــواذعٍ بالقلب مُجفل
بشؤمٍ كبومٍ أحاط الصدغ صـدعهُ ... قراح يشجو بـــــشلِ الـكف من كللِ
فأين المفر وكفٌ بالقــــيود مكبل ... كمثل القباء مفرجا من قـــدمهِ سـملِ
فتطيب السجان سوط الجلد كــفهُ ... نسيٌّ إذا حان حين بــــجلد قــد يُذلِ
فراح يشدو غرير الموت هلـــكةً ... كــحرق هشـيمٍ بـــقدح النار في غيلِ
فحُللَ سفكاً للرثيــــــث به ومــق ... وعانق كأس الخــمر كرش المُـهدلِ
فكشر أنياباً بسم القــضم نــــاقماً ... نهم الشراهة من لحوم الخلق مـأكل
أنس الــرواغ كــثعلب في مــكره ... بطبع الرذيل مزيةٍ في رخصه عُتـلِ
برداءِ غيٍّ ترى الــختار ملبســـهُ ... ما زانه النقــصان فعلاً سامهُ الـخللِ
متوهماً في عليةٍ ذاك المــــناط به ... فهل جحور الجرذ تدنو إلى زُحـلِ
فساح يمخر بحر الـــوهم مركــباً ... والسـوس ينــخر لُبهُ بالقــاع والكثلِ
فهل جراد العوث يبقـــي أو يــذر ... كمثل كثيبٍ أضـاع العشب في رملِ
فما استفاق حتوف الختم قلـــــبهُ … فسيق في زُمر الدواب بسحلٍ مُركل
فغيب عـــقلاً ما فات ليس مدركاً ... ضـيقٌ البلاقع مـا ضاق وسع الهجلِ
فبات السراب رهين العيــن رؤية …كمثل الغمام بصيف لا رجاء لمهطل
فرهت به قدم تلتف في قدمٍ يزل ... ويُشـق فــي أُسل الــــــــرماح الذُبل
أما حسبت تباعد الجنبين جرفها ... كأنما وزغٌ الـــحراشف نافق بالـذيل
فأبدلت من رنق الكـؤوس بأجــن... فعاقرت كأساً رحيـق الخمر تـُــثـملِ
فما سعيت كنملة في حمل قوتها ... وما دريت بحــصد الـروح كـالـدغل
فدُرست كالزغل في طحن الرحى ...فبان رســمك نـقشهُ كالأثرِ بالطـللِ
فدع لروحك قبل الرحيل مودعـاً ... فكن وجـــــلاً بذات لا تكــون مُهلهلِ
واطرق بها باب الغـفور لرحمة ... في توبة قبل القـُـفول لـــبابٍ يُــسدل
فلا داوم لكحل العيـــــن من رمدٍ ... لا تنبت العجزاء جِــرد البور مُقحلِ
فأن تصلبت عوداً كالــدويل نفل ... لا ينفع المذخور عشـق المال مُوهلِ
فيجف عرقاً بجذ الطرف فــجأة ... بنــقوط ماءٍ تروم الــرشف في أجلِ
فيدنوالهـــزال كإبل ضاع وبرها... وكسرٌ لقرنٍ بـدفع الصول من وعلِ
فرأف بروحك قبل الرحيل مــنيةً ... وانشـل بها الذات ما صبت بالـهَزلِ
وأعلم بذرئك مذ خلقــت بنــطفةٍ ... لا من بقاءَ لسـادر في دائُه مستفحل
أبو مصط
فى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق