أحلام بلاد الوهم
بقلم محمد أحمد محرم
………………...
ما زلت أذكر
الحلم الساطع في ظلمة الليل العميق
الليل يتبع أثر النهار
الليل الذي ينشر سلطانه وضياء القمر
تتلألأ المعجزات مثل نجوم في السماء
منقوشة في قباب معبد الجمال
أيها الجمال! أيها الكاسر البريء
أيها الراهب والشاعر والساحر
يرش المسك في أرضية المعبد
ويحرق البخور العربي
بنار موقد الحياة
يتصاعد الدخان عطور ندية
تتغنى بنشوة الروح
على مزماره الهندي الأخضر
يرمي تعويذته ويتمتم
بالرموز الهيروغليفية المكتوبة
على أعمدته الحية
أنا لا أملك شيئا منه!
يقطع سكين العقل
نعومة أظفار الوجدان
العالق في زجاجات العطور الباريسية
ويمزقه بالكلمات القاسية
هناك يسير الإنسان وسط الصور القاطعة
من فن الرسم لدافنشي المعاصر
مفاجأة ضاربة
شحنة شاعرية من اللغة المتحررة
تحمل أنفاس الإلهام
وتهب الرياح خفيفة تستعصي عن القياس
تنبعث الكلمات صور الحياة
أيها المسافرون في الأحلام
قلوبكم خفيفة كالبالونات ترتفع في الهواء
هل تسير إلى الأعلى نحو الإمام؟
أم إلى الأعلى نحو الخلف؟
لا يدرون لماذا؟
قد يعود ذلك لقانون حركة الرياح
الدليل يمد الحبل للوصول عاليا
فوق قمة الهرم فوق قمة الجبل فوق الغمام
أيها الملاح الخبير بركوب الأمواج،
أيها العجوز الملاح
هل ستوصلنا بر الأمان؟
إلى شاطئ السلام
وراء حدود البحار وراء الأثير
بعيد عن الملل والضجر وحدود القلق
حتى نتعلم لغة الزهر
وألحان البلابل والأشياء الخرساء
في واحة الجمال
والسعادة اللامتناهية الذي أحببناة
وما عرفناها أبدا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق