الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

الأرنبة العجولة 🌹🌹🌹مها حيدر

 الأرنبة العجولة

 

وصل الطائر المهاجر الى ( كركوك ) أو العراق المصغر كما يحب ان يسميه أهله ، الجبال والغابات  والأشجار المثمرة والسدود التاريخية التي تعود الى العصور القديمة وكذلك سد الدبس ، كلها أعطت أهمية لهذه المحافظة الجميلة التي أشتهرت بالنفط وتنوع سكانها  …هذا المكان لا يشبهه إي مكان آخر في العراق .

أما القلعة الكبيرة التي تحوي مقام النبي دانيال ، فهي من أبرز معالمها التاريخية والثقافية.

عند بناية ( القشلة ) ومكتباتها الرائعة ، التقى الطائر بصديقة ( اللقلق ) الذي يحبه كثيرًا ، إثناء سهرهما ليلًا ، طلب من اللقلق إن يقص عليه حكاية تفيده خلال رحلته الطويلة  .

- لقد أشتقت كثيرًا للحديث معك ، سأقص عليك قصة صديقتنا ( الأرنبة العجولة ) .

الأرنبة الصغيرة المدللة ، جميلة ولطيفة صوتها شجي وتعشق الحياة ، تحب أن يمدحها الآخرون ، ويثنوا عليها .

في أحد الأيام، سمعت غناء جميلًا أثناء تجوالها في الغابة ، فأقتربت من الصوت ، إنه الببغاء بصوتة العذب وألوانه الزاهية .

قالت له : ما أجمل صوتك يا صديقي !

شكرها الببغاء قائلًا : شكرًا أيتها الأرنبة اللطيفة ، هل تحبين أن أعلمك الغناء ؟

أشارت براسها موافقة .

قال الببغاء : غني يا عزيزتي لكي أسمع صوتك ، عندما أكملت ، قال لها : ما أجمل صوتك لكن عليك ........ قاطعته الأرنبة قائلة : إذا إلى اللقاء ، ذهبت مسرعة باتجاه الغابة دون إن تلتفت ، ناداها الببغاء لكي ينصحها لكنها لم ترد .

بينما هي تمشط شعرها قرب بحيرة الأسماك ، رأت غزالًا جميلًا رشيقًا له عيون واسعة غاية في الروعة ، سلمت عليه قائلة : ما أجملك أيها الغزال ، كيف أصبح جميلة مثلك ؟

رد الغزال : لكنك غاية في الجمال ، فقط ........ قاطعتة قائلة : إلى اللقاء . غادرت المكان وهي تتمايل فرحًا بجمالها ، ناداها الغزال : أسمعي ما أقول يا عزيزتي ، لكنها أيضا لم ترد.

عندما وصلت إلى شجرة الزيتون لتستريح التقت طائر الهدهد الحكيم ، اقتربت منه تسأله : كيف  أكون ذكية مثلك أيها الطائر الحكيم ؟

رد :  يجب أن تكوني صبورة وان تتعلمي احترام الآخرين وأن لا تستعجلي بقراراتك لإنك ستخسرين كل شيء .

قالت الأرنبة : نعم صحيح لم اكن أستمع لكلام الآخرين ونصائحهم ، انا آسفة ، شكرًا يا صديقي .

من الآن فصاعدًا لن أستعجل في قراراتيً وسأكون صبورة …إن الله يحب الصابرين .


مها حيدر


من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...