الأرنبة العجولة
وصل الطائر المهاجر الى ( كركوك ) أو العراق المصغر كما يحب ان يسميه أهله ، الجبال والغابات والأشجار المثمرة والسدود التاريخية التي تعود الى العصور القديمة وكذلك سد الدبس ، كلها أعطت أهمية لهذه المحافظة الجميلة التي أشتهرت بالنفط وتنوع سكانها …هذا المكان لا يشبهه إي مكان آخر في العراق .
أما القلعة الكبيرة التي تحوي مقام النبي دانيال ، فهي من أبرز معالمها التاريخية والثقافية.
عند بناية ( القشلة ) ومكتباتها الرائعة ، التقى الطائر بصديقة ( اللقلق ) الذي يحبه كثيرًا ، إثناء سهرهما ليلًا ، طلب من اللقلق إن يقص عليه حكاية تفيده خلال رحلته الطويلة .
- لقد أشتقت كثيرًا للحديث معك ، سأقص عليك قصة صديقتنا ( الأرنبة العجولة ) .
الأرنبة الصغيرة المدللة ، جميلة ولطيفة صوتها شجي وتعشق الحياة ، تحب أن يمدحها الآخرون ، ويثنوا عليها .
في أحد الأيام، سمعت غناء جميلًا أثناء تجوالها في الغابة ، فأقتربت من الصوت ، إنه الببغاء بصوتة العذب وألوانه الزاهية .
قالت له : ما أجمل صوتك يا صديقي !
شكرها الببغاء قائلًا : شكرًا أيتها الأرنبة اللطيفة ، هل تحبين أن أعلمك الغناء ؟
أشارت براسها موافقة .
قال الببغاء : غني يا عزيزتي لكي أسمع صوتك ، عندما أكملت ، قال لها : ما أجمل صوتك لكن عليك ........ قاطعته الأرنبة قائلة : إذا إلى اللقاء ، ذهبت مسرعة باتجاه الغابة دون إن تلتفت ، ناداها الببغاء لكي ينصحها لكنها لم ترد .
بينما هي تمشط شعرها قرب بحيرة الأسماك ، رأت غزالًا جميلًا رشيقًا له عيون واسعة غاية في الروعة ، سلمت عليه قائلة : ما أجملك أيها الغزال ، كيف أصبح جميلة مثلك ؟
رد الغزال : لكنك غاية في الجمال ، فقط ........ قاطعتة قائلة : إلى اللقاء . غادرت المكان وهي تتمايل فرحًا بجمالها ، ناداها الغزال : أسمعي ما أقول يا عزيزتي ، لكنها أيضا لم ترد.
عندما وصلت إلى شجرة الزيتون لتستريح التقت طائر الهدهد الحكيم ، اقتربت منه تسأله : كيف أكون ذكية مثلك أيها الطائر الحكيم ؟
رد : يجب أن تكوني صبورة وان تتعلمي احترام الآخرين وأن لا تستعجلي بقراراتك لإنك ستخسرين كل شيء .
قالت الأرنبة : نعم صحيح لم اكن أستمع لكلام الآخرين ونصائحهم ، انا آسفة ، شكرًا يا صديقي .
من الآن فصاعدًا لن أستعجل في قراراتيً وسأكون صبورة …إن الله يحب الصابرين .
مها حيدر
من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق