قصة قصيرة
(( اوجاع على ارصفة العمر))
مهدات/ إلى صاحب طفولتي الراحل رعد ساجد
بين ضياع الامل في هذا الحياة التي نعيشها في سديم الجلبة وضجيج بل التنافس المرير حيث تغط الصبوات لتجدد حلم اليقضه فينا.. فنحن ما برحنا نبحث عن مكان ينئا بفصولنا العريضة نمسحها ببلسم شافي.. كنت انظر الى الشمس وهي تلملم جذائلها معلنة عن الرحيل.. كل شيء في هذا الكون الذي نحن فيه قابل للزوال.. الكل سيرحل عن هذه الحياة.. وانا اسير امام جنازتك ياصديق طفولتي .. اتذكر يا رعد عندما كنا نعلب بقرب نهر دجلة وهو يمتلأ صخب وضجيج نبني بيوتا تهدمها رياح الصبي.. ألم تضع يدك على يديه وتقول لي ماذا ستفعل الحياة بنا عندما نكبر.. الم تقل لي انك لا تريد ان تكبر ياصاحبي وانك تريد ان تظل طفلا بريئا يحلم بتلك الاحلام الوردية.. ثم نظرت لي وعيناك كانت تترقص منها تلك الدموع.. اتذكر ياصاحبي مقولاتك التي هي نسائم ربيع طفولية تحرض الحجر على الرحيل من مكانه .. انا انظر اليك وانت اليوم مغمض العينين جاثيا على الارض تنتظر قبرك الذي سيظمك بظلمته الموحشة.. انا انظر اليك وكانك تقول لي ودعا ياصاحبي لاتحزن سنلتقي يوما ما. لقد رحلت بكل هذا القسوة ولم تظع يدك على يديه.. ماذا سأقول لأطفالك اذا سألوني عنك.. وهم اليوم جاثمين حولك واسمع كلامهم يرن باذني.. (لماذا استعجلت الرحيل بابا) ماذا يا رعد بعد هذا الفراق وهذا الم الذي يعصر قلبي.. لماذا سبقتني بهذه السرعة وحلت.. كنت اظن انني انا سغلبك لكن رحلت بكل هذا الصمت الرهيب..رحلت مثل ما رحل وطني وتساقطة امامي اوراقه الخريفي .. كنت انت ووطني ضماد لحراحي .. لم يخطر ببالي انني سأضعك بلحدك بكلتى يديه .. كان شريط الذكريات مازال ماثل امامي وانا ضائع معه تتهشم قلعي لتعلن عن صك البرائة من ذلك الهشيم المتناثر .. اتى صوت من خلفي مشوش وهو يركض نحوي ويحتضنني ويقول لي عمو ابي رحل .. كانت دموعي تتساقط دون وعي مني. فمع موت الروح البريئة تموت كل الأماني الحزينة وتنطلق روح الانسان محاولة للعثور على سبل اخرى للحياة
بقلمي الكاتب / والإعلامي وائل الحسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق