قصة قصيرة
بقلمي : الكاتب واعلامي وائل الحسني
( حين تحلق النوارس)
بين ضياع ذلك العمر تتساقط الاحلام الوردية تسافر الى عالم مجهول الإقامة كان يبدوا على وجهه ألم فضيض تتراطمه امواج الحيرة ويدفعه التسائل المرير عن جدوى هذه الحياة قال مع نفسه.. هي لاتعلم حجم الألم الذي يزورني كل ليلة، حجم الخيبة، حجم الأسى، حجم الضياع والتشتت، لاتعرف كيف أقسو على قلبي لكي أُكمل ماتبقى من يومي دون أن يشعر بتخبطي أحد، لاتعرف كيف أضحك بصوتٍ مرتفع وتخالط ضحكات دموعي وهي تنم عن يأسي، لاتعرف أبدًا لكني أتمنى لو أنه يزورك يومًا ضعف هذا الشعور لاأكثر.. نعم كنت تعلمين جيدآ .. نحن لا نطرق الأبواب التي أغلقت في وجوهنا، ولا نطلب لمن استدار أن يلتفت، لا نفرض على أحد وجودنا، لا نتحدث بأريحية مع من لا يهتم.. نحن بسطاء نُؤمن بالعفوية والتداخل لكننا أعزآء في نفوسنا مُدركين لمكانتنا.. أشخاصاً مثلنا لن تُدرك أهمية تواجده إلا حين يغيب وإن غاب لن يشرق مرة أخرى. حاولت محو كل صورت النساء الذن كانن ومازالن يدفعنك بالاتجاه المضاد ويبعدنك عني.. اخذ بعدها زفرة طويلة تعبر عن تنهيدة الحزن ومرارته.. صمع صوت انفجار من بعيد يتجاوب مع الافق ودخان يتصاعد على شكل طبقات في السماء نظر الى سرب من الطيور تشد رحالها عن هذا الوطن الذي اصبح فريسة للكلاب الجائعة ... كم عدد الضحايا هذه المرة.. وكم.. وكم.. وكم من ودع الحياة لتحلق اروحهم في سماء الرحمة الالهية.. مازالت اصوت سيارات الاسعاف تنقل الضحيا والجرحا.. هنا وهناك... اين اذا اساوير حكمتنا ونحن نخوض تحت مظلة هذه الحضارة.. ووترا يضرب.. ووتر يحترق.. والارض في مدارها تختنق من يشتري دمعة بلا ثمن.. من يشتري ثوب الحياة خرقة من كفن.. ومن يشتري مكائد الزمن.. وهي فقدت نجومها.. واخرجت ما اسن فلا يد تلوح في الافق الا يد تكوت بكيرها.. ومدت العنق ليعلق اللسان دمعة بمقلة تختنق وتسكب ذلك الفرح زيتا به القلوب المحروقة.. والوتر يضرب ووتر يحترق.. والارض في مدارها تختنق وهزة الصدى والعويل يتصاعد رويدا.. رويدا.. ومعاول يرن صدعها بطبلة المدى تيبس الهواء في الرئة ففر كل خائف من مخباه وسحائب الشفق تخمرت بجمرها الحدق.. فأنكسر الكأس على العيون والساقي بدمعة احترق.. ومازالت رائحة البرود التي خلفها الانفجار تطوف في السماء.. حيث الربيع لملم ازهره المتبعثرة ورحل بعيدا.. جاء صوت رنين الهاتف ليعلموه ان سلمى تحتضر في المستشفى.. تساقطت كل احلامه الوردية.. سلمى والوطن يحتضران في إننا واحد هل قتلوك ياسلمى اي أمة هذه التي تغتال أصوات البلابل.. سلمى الطاهرة والعفيفة ونقية وصاحبت القلب الطيب الجميل كيف رحلتي دون ان تظعي يديك على يديه.. وصل المستشفى وجدها غارقة بالدماء ركض اليها دون وعي منه ضمها الى صدره.. شعر ان العالم يحترق امامه.. سلمى حبيته ومعشوقته حتى الثمالة ماتت سلمى ومات كلشي بداخله.. ماتت كل الحظات الجميلة وماتت سلمى لكي تدفع ضريبة الحرية المزيفة وضريبة الذين يجلسون اليوم خلف الكراسي ويتكلمون بالكذب والنفاق.. ماتت وهي تقول لوطنها ستخضر يوما ماء وستنهض من رماد الأشياء وعنفوانه... تساقطت الدموع من عينيه بغزارة. فمع موت الروح البرئة تموت كل القيم الجميلة وتنطلق روح الانسان محاولات العثور على سبل اخرى للحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق