غدر الذئاب ورقص الثعالب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آهٌ على داء دوي العشق من سنن*** كسيل غشيم جارفٍ للعقل والذهن
كمثل صرير الريح أن حـان حينه ***روح تملكها خوف وحارت أعين
فلو كان برقاً سنا المفتون عشقه *** لأجـــج قلباً مكوث الصدر مكمن
فيستكين بولهٍ غامرٍ قد فاق حدهُ *** تشذيب روحٍ بتذاك الهــم والشجن
ويكشف قبر السر ما كان كتـمهُ *** ويفصح مخــبؤنا ما نـاب بالزمـن
تراءت فتاة الخدر تميس قبالتي *** وأنا القرين بعزلة بــــالذات مغتن
فقلت لها ماليّ بالصبابة سُقيـها *** بكأس الـــزؤام لموتٍ بات مُتــقن
فقالت وماليّ نأي من وجدت به *** كمكــنون درٍ أرى بالشـــجو مُفتن
أفنيت عمرك دون النيل صـبوة *** وهل بمثلك واصبا باللهف متوقن
أحنُ كزغب لمنقار نروم زقها *** كأنك بحر الوهـــــل تطفو به سفن
رنقُ النقاء أدنو لرشف قبلــةٌ *** عسلٌ يُسـاق ببــذل الشــــهد ألسن
فسحا سحاب اللثم أجج صبوة *** والقلبٍ يندى بطـيب الثغر كالمُزن
فينأى الثبور بوشل القطر غمرة*** ومكر القــرود بسوء الـظن يُوهن
فأشتط من ركب الوشاية بالنكى*** فشط من وتر بالـــــــــعود مُلحن
فشجا بعزف نائح كالبوم نشجه *** كسقوط هدب بمرالسهد من جفن
وكمرجل غلي الحشاشة أصطلي***بثوب الكآبة لـبس الوجه مُـحزن
فأهيم في فلكٍ الديار بـــــــلوعة *** وأُشيع الروح لوح الموت بالعلن
فيُشل كفا لغوب الدهر مــا جنا *** في لجة السَّدم ما ساقت به محن
وبدمعة قد صغت خاتم مهرهـا *** وأعنف الفم قـفل الصمت منْ لَكن
وكفاقد للعقل لا يستعين بغيره *** كحُكم الفطـــام غريمة حرباً تُشن
فهل أنت كالنعام تــدفن رأسها *** فتدنو لجبن بدفن الرأس يالوسـن
وهل تعلم مناك تسفي البك منية*** وحتف الموت جـاراً لـقلب يقطن
أيقنت آنذاك الأســير بــه الأنا *** بإنذار طرقٍ بـرقي السمع بالرن
والروح هائمة مثل الهوام ببرها*** كحلاج قطن بترس الحـلج سحن
فلم أحذر كما قيل الذئاب بحذرها**ورقص الثعالب هز الذيل كالـجن
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق