صيام …. صيام
الحلقة الثامنة سينما ثمانية الأبعاد.
صيام لقد زارنا الملل وأصبح جليسنا في كل يوم ؛ حتى أنه ينام معانا ونصحيه كي يفطر معانا ، إلى إن اصابنا التوحد ؛ فلم نعد قادرين على فهم أيامنا ، ناهيك عن صعوبة اجتراء الروتين التلفزيوني في هشاشة أداء التمثيل المتصنع !
فقد سئمنا نوعية العروض لنفس أسم العمل ونفس الممثلين ؛ وكأن البلد فرغ من طاقاته ولم يعد يلد طاقات جديدة ،
فقد تقوقعت مداركنا وتبرمجت على نفس الوجوه آلتي نراها في كل موسم جديد ؛ حتى خجل الحوار من ملقيه إليه!
تارةً ممثل يثبت شعر مستعار ويصبغ وجهة وتارة يكبر أنفه مع حبل نشر الملابس شر فوق حاجبيه ، ناهيك عن تغير طبقات صوته ؛ حتى مرضت حنجرته وربطت حبالها إلى شحمة أذنه ؛ فلم تعد تسمع إلا طبلة اذنيه تطبل بين يديه !
لم نعد نتحمل هذا السبات الثقافي !
جد لنا حل يعيد إلينا بهجة البرامج الرمضانية مجددًا.
لا عليكما ! سمعت هنالك عروض تقدم في دور السينما المحلية ، يقال عنها : سينما ثمانية الأبعاد!
يمكن يدخل فيها الماء والهواء والتراب وحتى الغابات والأشجار إلى ثامن بعد فيها !
ما هذه ! لم نسمع بها من قبل ! سمعنا ثلاثية الأبعاد أو حتى خماسية ولكن ثمانية !
لعلها الاعجوبة الثامنة التي يبحث عنها صناع التاريخ !
أطبخي لنا وجبات خفيفة جيدة وكثيرة ، منها نفطر هناك على مشاهد السينما الثمانية البعد ومنها نوزع على المشاهدين ببركة هذا الشهر الفضيل !
أكملت من أعداد الباذنجان المحشي مع ورق العنب و حبات البطاطا والفلافل المقلية ؛ كي نتسلى فيها !
هدوء ! رجاءً بدأت كاميرا السينما بالدوران بعرض فيلم لمحات من برامج رمضان الكلاسيكية !
من هذا الذي إِيْقَظَنا من نومتنا وقطع علينا خلوتنا !
أنت من فعل هذا أيها المشاهد المسكين الذي لا يقنع بكل شيء ولا يعجبه العجب العجاب !
أم انت من طلب مشاهدة عروضنا في رمضان !
ماذا طبخت لنا اليوم ؟ أشم رائحة مخلل وباذنجان معمول بشكل جيد جدًا !
انتظري لا تفطري ، فقط اضع المشهد على التمثيل التلقائي وأفطر معاكم!
صيام هذا فيلم رعب وليس فيلم سينمائي ، فكيف عرف الممثل بكلامنا هذا اليوم ؟ دعنا نرجع ونتوب من غفلتنا بقذف البرامج التلفزيونيه طوب همومنا !
لا عليك ! ماهي إلا إنعكاسات ، وما اكثرها نشاهدها في أحلام اليقظة! أكملي فطورك !
خطوه أولى خطوة ثانية خطوة ثامنة ، رشت ملح لو سمحت فوق ورق العنب !
سلامًا قولًا من رب رحيم !!
ثمانية أبعاد! سبعة منها حوارية تفاعلية والثامنة منها نمشي ونتعشى مع المشاهد .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق