نهاية المسيرة
بقلمي أنور مغنية
ما بالُ الفرات وشَطّهُ قد جَفَانا
وأنهى بجحدِهِ ما كان فينا ؟
أنهى محبَّتنا ونساها
بعد أن كُنَّا تقاسمناها رغيفا
ما بال دجلة لا يفِ بعهدِه
ونسيَ فينا الحنينا ؟
نسيَ كيف كانت قصَّتنا
ما بال حالي أضعتُ في هواه السنينا ؟
لله يا دجلة كم صرتَ سخيفا
ما بال صدري قد ضاق بزفراته
وعاد يشكو ظلمك أنينا ؟
يا نيلُ قد طال الرقادُ
وكنت عن رقادِكَ تُغنينا
ما كان الظنُّ بك شحَّاً ونكراناً
ما كان الظنُّ أن تنسانا وتُنسِينا
كانت الآمال تصبوا أليك
ما عرفناك يوماً كفيفا
يا نيل يا سارق القلوب
عفيفا أنت وتبقى عفيفا
ما بالي وما بال ذاكرتي ؟
كلُّ شيء لا يأتي إلا عنيفا
ما الذي أوقظني من سباتي ؟
عاد بي للوراء وأغرقني في ذكرياتي
وأنا الذي لم يبقَ من روحه
ألا اليسير الطفيفا
حكايانا العتيقة و أحلامنا القديمة
ما الذي أوقظ أحلامي
وجعل الحكايا قصيرة ؟
هل كان وجهك وهماً
يوم شاهدت الياسمين تحت الضفيرة ؟
ما الذي أعادني طفلاً صغيراً؟
أفرح بثوبٍ جديدٍ
وأنامُ ملأ عيني
حين تُمسكُ يدي بيدك الصغيرة
لا لوم يا دجلة
ولا عتب يا فرات
ويانيل قد علمتُ اليوم
أنها نهاية المسيرة
أنور مغنية 02 01 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق