السبت، 1 يناير 2022

 قطار العمر : ( البحر الطويل )

ألا ليت عاما رادف عام قبله

يضم لنا شيئا من السعد والبِشْر

فلم ندر ما تخفيه أيامنا غدا

أَسَعد سيأتي أم نُذَلّ من القهر

فإن حَلَّ عام قد نودِّع قبله

لعام خسرنا فيه حَيْزا من العمر

ونحسب بالأعداد في جمع غَلَّة

ولا نحسب الأعداد للعمر كم تذري

نسير مع الأعوام رتلا وإنّما

بما تحمل الأيام صدقا فلاندري

فلا خمرة الأقداح تُغْني عن الجفا

ولا الهزج بالأفراح يُغْني عن الحَشْر

فنحن رديف يمتطي خلف رادف

ونحو لُحود الأَرْضِ أقدامنا تجري

وما من رديف ضمه اللّحد والثّرى

وإلّا سنحني الرّأس خوفا من القبر

ونعدو لكسْب الرّبح في اللّيل وَالضُّحَى 

ولم نحسب الأيام في الّرّبح والخسر

نسامر نجم الليل عن سقم كربة

ونحن نغضُّ الطَّرف عن ساعة الحشْر

تأمَّلْ رعاك الله إن كنت عالما 

أما نَصّت الأقدار لليُسْر والعُسر ؟

فلا نأمن الأيام في حفظ قوتنا

ونُمْضي لبعض العام بالضّيق والقتر

فلا القِدر يحوي مايقيت جياعنا

ولا قبسة المقباس حَرَّت من الجمر

وليس الأثافي قد حَوَت جَمْر موقد

وكم ضائف يأتي ونلقاه بالسّتْر

فمِنْ خاوِ بطن لا ينال رغيفه

وَمِنْ قاضم للسِّدر من غفلة الدّهر

أفي مثل هذا العيش عذر نبيحه ؟

هل الجوع والإعياء نشفيه بالعذر ؟

فما العمر إلّا رحلة نحتسي بها

زعافا بكأس الذُّلّ والقسر والفقر

فلا خير في عام أذاب قلوبنا

وكَسَّر للأضلاع في الظَّهر والصَّدر

شَكوتك ربي أنت حسبي وخالقي

بقادم عام لا نرى فيه من عِثْر

ونرجو مدى الأعوام تأتي خصيبةً

ونُمنى بها بالخير والسّعد واليُسْر

.......................................

بقلمي : غسان الضمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...