رسالة الى امي الحبيبة و بقيت الله من امهاتنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيا أماه ماذا أقول لدهر تملكني شـقاء*** فيسرقُ بسـمة مني ويعقبهـُا جــفاءُ
ويُصرم بالفراق حبال العنق ضــيقاً *** وكمرجل يغليٌّ بنار الحرق أحشــاءُ
فيا ليت شعري كطفل بحضنك واصباً*** خصــلٌ تُمسد ما اعــــتراني نضاءُ
واعلم بالأمومة بعد الله رحــــــــــمةً *** تحنو بنــاة الـقلب في طفلٍ فــــداءُ
وتنضى بعينٍ تساهر نجم الليل طفلها *** وتستر ضـنكها بالـــنائبات خفـــاءُ
فهل تقبلي أبن المشـــــــــيب ذوائــباً *** وكما الغمام يحـن الارض عجـزاءُ
بخريف عمري أحن لكفً لمســـــــها*** فلا بكاء لغـير من رحيلك أو عزاءُ
وأنا الذي رشف الحليب بثديــــــــها *** فشــقت بحفر اللحــد توديـعاً عـناءُ
كما الرنق المنساب دلو البئر شربة *** لمجدولة رفت تـحطم كأسها وفنــاءُ
فـأخرُ كالصــرعى بالـــوداعِ لخـــلةٍ *** وأهيمُ فــي ذكر الـخوالي ما اشــاءُ
فلا تحزن على غدر الزمان إذا جـفا *** وأدنو الى برٍ لها بعد الرحيل وفـاءُ
فعاندت ذاك الزيغ مما وجدتُ بــــــه *** وهجرت قيد الوالـــــــــــهين أماءُ
فلا أجتني مما عثرت بنــــــــــــزوة *** ألا طعـــان الـظهر من بُعــدٍ رمـاءُ
وسهامه إذ ما تمـــيل لقــــطع رحمٍ *** هي المـــــــــهاد بنار طــعنةٍ نـجلاءُ
فعلت غواشاً تُظل الرأس ظـــــــلها *** لا من مفر لها او بالخــــفاءِ خـــباءُ
فكن لها ذاك الفتى ممـــــا رأه وفى *** جزلٌ ببــــــذل الكف في بـرٍ عـطاءُ
ولا تقطع بها رحماً فذاك يغيــــظها *** لأنك والشقيق بحملها نفس الشــقاءُ
وابذل لها سقيا الاناء لرفد عطشى *** أغلى الجواهر لبها حفظاً لها وعـفاءُ
فما شربــنا وهــــاد الغــور كــفــها *** بل صفوة دمـع الغـــــــــــــمام نقاءُ
حباك الله وجهاً كالرباب بيـــــاضه *** وتغارُ مــن حسـن العــــيون ظبــاءُ
ألفتك يا اماه جــــمعاً للأخوة لُحمةً *** وهل بوهــل كمــثلك بالـــهيام جــفاءُ
فقد حط النـوى أماهُ في حـالٍ ذوي *** فعاث الزمان بقترة في حلكة ظلمـاءُ
فما وجدت نصاب الـــــــــوله ألفة *** منذ الرحيل برمس اللــــــــحد أعباءُ
فقد خــاب ظن الجمع فيــــنا فرقة *** وما استقام الـــــظل في عودٍ عصـاءُ
وثوب الدجى من حلــــكة أزفـــت *** وأبكر صبح كالغراب بعتــمة سوداءُ
فيا ليت عوداً للخوالي ما انقضى *** فيــك الـــلائي بالنـــواجذ مـــسـتضاءُ
وارقب بالسماء لوجه البدر طلعة *** فهل لروحك ومضــةٍ يسفـي الضــياءُ
فما وجدت كمـثلي عاشق لأمومة *** فأُسرت قلبــي كفـــها حـكمَ القضــــاءُ
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق