وماتت الدروب..!!
ــــــــــــــــــــــــ
-#أخبرني،،،
وأنت، كيف تقاوم؟!..
لا يا سيدي..
أنا لم أعد أقاوم..
إنما أنهار برفق..
حتى يصبح الحزن بلا معنى..
ويصير العدم بلا صفات..
أتلاشى..
كضوء يخبو ببطء، ليمنح الظلام فرصته الأخيرة..
فيمسي وقع الخناجر في العتمة، أقل وجعا من من رؤية الأيدي التي تمسك بها..
وتصير رائحة الدماء حين تتقاطر في كل وادٍ، أهون من عناق أعيننا لشياطين وجوههم..
أجاهد..
حتى تفقد الأشياء قيمتها، وتغدو إرثا ثقيلا في ذاكرة اليأس..
فتمنحها الأيام فرصة السقوط في النسيان..
أتخلى..
عن الأمنيات..
عن الحب..
وعن الأحلام المارقة..
عن خبيئة الوعود التي لم أجدها..
وعن كل العهود التي قطعها الإفك، وقطع معها دروب الحياة في صدري..
عن لهاثي خلف السراب..
وعن تمسكي بالظلال الباهتة..
عن ذلك الدبيب الملعون بداخلي..
عن الحنين، والانتظار، والرجاء، والصبر..
عن دعوات الليل بلا إجابة، وعن سعي النهار بلا هدوء..
أنا أدلف إلى الزوال بقدمي اليمنى..
تبركا باليمين، حتى في الذهاب إلى الغواية..
إلى النهاية..
وحتى منتهى الهلاك..
لأغدو، ذلك الدرويش الذي يقاد إلى حتفه، وهو يظن أنه في حضرة صلاة..
أقفز إلى الفناء بقلبي..
حتى يكون الخلاص سريعا..
وأترك خلفي كل هوياتي..
وجهي، وملامحي وتعاريج كفي..
وتلك الحواري القديمة في شراييني..
التي لطالما قدتهم في أزقتها، حتى ألفهم الحصى وأدمنتهم الشبابيك اليتامى هناك..
وعششت على أثر خطاهم العصافير..
وعلى ذلك الشاطئ البعيد، الذي بدأت منه العاصفة..
فانكسرت على كتفه، حين نوت الاستقامة..
أودع الأيام التي تساقطت مني، فلم أستطع الانحناء لالتقاطها..
حيث لم ترحم الدنيا ضعفي، حين كسرت ظهري..
ولا أعرف أي شيء أبكيه أولا..
قلبي المكسور، كمرآة قذفت بحجر؟!..
أم ظهري المكسور، كجذع يابس غدرت به الريح؟!..
ولم يعد هنا ما أقسم ببقائه بعيدا عن يد الزمان..
لا أريد أن تكتبني الرمال في جموع المفقودين..
أو أن يعرفني الموج، فيشفع لدى الماء..
لا أريد أن يشفق عليَّ الغرق..
فتعيدني إلى الخوف المراكب..
إييييه..
لا أريد أن تَبكيني عيون هؤلاء..
ماذا أخشى؟!..
وكم مرة بعد هذه سأموت؟!..
وقد رأيتني منذ تلك المرة البعيدة ميتا..
كلي غارق في ترابٍ..
و..
يطفو جسدي على الماء..
غرباء كنَّا..
جمع بيننا تشابه الأسماء..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق