.. في تلكَ المعمعةِ
..
في تلكَ المعمعةِ
تقاتلُ كلَّ طغاةِ الظّلمِ
وتُهزمُ أمامَ أوّلِ معركةٍ
من أجلِ رغيفِ خبزٍ
تُثقلُكَ الجراحُ
وتُبكيكَ الهزيمةُ
البارحة ..
غدرَتْ بكِ نيرانُ العدوِّ يا دمشقُ
وبالأمسِ ..
ثارَ غضبُ الطبيعةِ
فتغيَّرَ لونُ حقيقِة الكونِ
كمْ مرّةً ستشربُ كأسَ الموتِ
وكم مرّةً ستتجرَّعُ طعمَ البؤسِ
وكمْ من مرّةٍ رضعْتَ من ثديِ حليبِ العجزِ
لِيُبكيكَ الفقرُ والقهرُ
وتركعَ بركبَتَيْكَ
على ترابِ طُهْرِ والديْك
لتذرفَ دمعةَ اليتمِ
وتتبسمرَ عينيكَ متأملةً
جوعَ روحٍ هائمةٍ
بوطِن الظّلمِ
يا مواعيدَ الإنتظار
ويا مواثيقَ الدّعاء
قدْ أتاكِ الموتَ فاغراً فاهُ
ليحتضنَ تلكَ القاماتِ البريئةَ
ويندّدُ الشّعراءُ ..
تلكَ الصّرخةُ المرتجفةُ من نحرِ الأنينِ والألمِ
قدْ غصَّتْ بوجعِكَ حتّى الثُّمالة
واستفحلَ المرضُ
وسالَ من عروقِ الدمِ
مجرّدٌ أنتَ ..
من كِّل أمانٍ وأمنيةٍ
مجرّدُ سجدةٍ ودعاءٍ لوجِه الرّبِّ
وتعويذاتٌ يتلونَها على مسمعِكَ
لَرُبَّما فارقْتَ الحياةَ
لحظةَ ينفذُ الصبرُ
مجرّدُ حلمٍ دُفنَ تحتَ الأنقاض
لنسمعَ أنينَ خواء ِقلبِكَ الغضِّ
فالغبارُ يعلوكَ
والحجرُ يمتطيكَ
وأنت..
تحملُ على ظهرِكَ
ثقلَ كرةِ الأطلسِ
لا الزمانُ ولا المكانُ
يهوِّنُ عليكَ عبءَ حزنِكَ
حتّى السّماءُ والأرضُ
من هوْلِ ما أصابَكَ ..
تبكيك
وما القصيدةُ من روحِ شاعرٍ
إلّا بوحٌ حزينٌ وشريدٌ
وما أنت ..
إلا قلبٌ مخذولٌ
ُ وإنسانٌ قد ضاقَتْ به السُّبُل
ولم يلقَ غيرَ الصّدى
من ذاكَ الظّلمِ العتيدِ
فالكلُّ هناكَ ..
مذبوٌح بينَ حطامِ غربةٍ
ليحملونَ نعشَكَ على أكتافِهِم
يا شهيدَ الدم
بكَ ما بهِم من ألمٍ وحسرةٍ
لكنَّكَ ..
حيٌّ عندَ ملكوتِ الأوّلين
وهم أمواتٌ على أرضٍ ثكلى
يقودُها إبليسٌ لعين.
بقلمي/ثراء الجدي
(خربشاتي)23\2\2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق