قصة قصيرة كتبتها قبل أوانها قبل يوم عيد الحب الرابع عشر مِن فبراير
فلنتاين حزين
دعوها مكانها لا تقطفوها ؛ لابد من محب يوما ما قد كان هنا مواعد حبيبته أن يهديها وردة من الزنبق الأحمر في يوم عيد الحب ، نبتت من بين أنقاض المباني الهاوية جراء الهزة الأرضية التي ضربت أسسها المتينة!
أنظر هنالك مثلها الكثير منهن ؛ لكنهن صغيرات الحجم ؛ بالكاد نبصرهن ؛ لربما حب وليد ، لم يبصر النور من جديد ، بين قلبين منسجمين ، لا يكاد يظهر للعيان خوفًا من كلام العذال والمتشددين ، لا نعرف كم وعودا من الحب قطعت هنا ، قطفت قبل أوانها!
كل ما عليكم أن تهدون دببكم الحمراء إلى أرواحهم .
دببه كبيرة عند كل زهرة يافعة ، دببه صغيره جنب الزهيرات الفتية ! أما من معه نبته و شمعة ؛ ليشتلها هنا ؛ لعلها تكون حديقة لمن فارق حبيبا أو شمعة يوقدها منارة تنير درب العاشقين.
تشكي الدببه لهفة لمن يحملها ، وتنحني الزهور حملًا لمن يثمنها ، تبكي الشموع حرقه لمن يبصرها ، يدق ناقوس قلوبنا ألحانًا حزينة يحن إلى أحباب فقدناهم.
تجمهر المحبين والفاقدين من كل حدبٍ وصوب ، يبحثون عن مكان كان هنا ، شرفة شباك ضاعت منا ، ونحن بينها نعصر حجيرات قلوبنا ،!
وإذا بطفل صغير يرفرف بأصابع يديه كأنه طير كروان يشدو بين الأغصان ، أمي قالت تعال هنا ، وعدتني وهي تدفع أملها من بين أنقاض المبنى ، دفعتني بعيدًا ولم أستطع رؤيتها ؛ ظلامً دامس وخلفي نور واهج ، أصابعي بين يديها وساقي يسحبوها من فردة حذائي، نداءات تطرش أذني : هل من ناجٍ ينادينا ؛ نأتي أليه أم خائف يرشدنا وننقذه أو صرخة أم تسعفنا ، لكم أتعبتنا أصوات الثكالى!
نادت علينا بعلو صوتها : قلبي هنا ، اِبني أنا ، مستقبلي هو ، حلم حبنا ، باكورة عشقنا ، فلذة كبدنا!
قالت لاتخف علي وهي تدفعني صوب النور ؛ إنك بأيادي تحبك تسحبك ؛ لتعطيك الأمل !
أصبر أسبوعين ، تذكر مكاني ، صدري ينتظر ضمك ، حضني يشم عطرك ، شفتي تلثم خدك ، أناملي تلمس قطنك.
سار فرحًا بين الدببه الصغيرة والكبيرة ، اِستقرّ عند أوسطها حجما ، لمس قطنه وشم عطره ، حضن صدره
أمي …. أمي …. أمي
وضع رأسه في حجره ، مات ضاحكًا ؛ كأنما أمه تناغيه .
علاء العتابي
الولايات المتحدة الاميركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق