الأربعاء، 8 فبراير 2023

فلنتاين حزين

 قصة قصيرة كتبتها قبل أوانها قبل يوم عيد الحب الرابع عشر مِن فبراير 


فلنتاين حزين


دعوها مكانها لا تقطفوها ؛ لابد من محب يوما ما قد كان هنا مواعد حبيبته أن يهديها وردة من الزنبق الأحمر في يوم عيد الحب ، نبتت من بين أنقاض المباني الهاوية جراء الهزة الأرضية التي ضربت أسسها المتينة!

أنظر هنالك مثلها الكثير منهن ؛ لكنهن صغيرات الحجم ؛ بالكاد نبصرهن ؛ لربما حب وليد ، لم يبصر النور من جديد ، بين قلبين منسجمين ، لا يكاد يظهر للعيان خوفًا من كلام العذال والمتشددين ، لا نعرف كم وعودا من الحب قطعت هنا ، قطفت قبل أوانها!

كل ما عليكم أن تهدون دببكم الحمراء إلى أرواحهم .

دببه كبيرة عند كل زهرة يافعة ، دببه صغيره جنب الزهيرات الفتية ! أما من معه نبته و شمعة ؛ ليشتلها هنا ؛ لعلها تكون حديقة لمن فارق حبيبا أو شمعة يوقدها منارة تنير درب العاشقين.

تشكي الدببه لهفة لمن يحملها ، وتنحني الزهور حملًا لمن يثمنها ، تبكي الشموع حرقه لمن يبصرها ، يدق ناقوس قلوبنا ألحانًا حزينة يحن إلى أحباب فقدناهم.


تجمهر المحبين والفاقدين من كل حدبٍ وصوب ، يبحثون  عن مكان كان هنا ، شرفة شباك ضاعت منا ، ونحن بينها نعصر حجيرات قلوبنا ،!

وإذا  بطفل صغير يرفرف بأصابع يديه كأنه طير كروان يشدو بين الأغصان ، أمي قالت تعال هنا ، وعدتني وهي تدفع أملها من بين أنقاض المبنى ، دفعتني بعيدًا ولم أستطع رؤيتها ؛ ظلامً دامس وخلفي نور واهج ، أصابعي بين يديها وساقي يسحبوها من فردة حذائي، نداءات تطرش أذني : هل من ناجٍ ينادينا ؛ نأتي أليه أم خائف يرشدنا وننقذه  أو صرخة أم تسعفنا ، لكم أتعبتنا أصوات الثكالى!

نادت علينا بعلو صوتها : قلبي هنا ، اِبني أنا ، مستقبلي هو ، حلم حبنا ، باكورة عشقنا ، فلذة كبدنا!

قالت لاتخف علي وهي تدفعني صوب النور ؛ إنك بأيادي تحبك تسحبك ؛ لتعطيك الأمل !


أصبر أسبوعين ، تذكر مكاني ، صدري ينتظر ضمك ، حضني يشم عطرك ، شفتي تلثم خدك ، أناملي تلمس قطنك.

سار فرحًا بين الدببه الصغيرة والكبيرة ، اِستقرّ عند أوسطها حجما ، لمس قطنه وشم عطره ، حضن صدره 

أمي …. أمي …. أمي

وضع رأسه في حجره ، مات ضاحكًا ؛ كأنما أمه تناغيه .


علاء العتابي 

الولايات المتحدة الاميركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 كبد مجروح.. عجيج الآه يجلجل فؤادي ويسألني و أنا أحدّق في المرايا كيف هوى بك الهوى دون ميعاد أجبته والحسرة تعصر حشايا لم أكن أعلم وقتها  وته...