ألوان
لا تلون حياتي أبيض في أسود ، بل زد من تدريجاتها ؛ كي تصبح ملونة مثل ريشات الديك! قلت لك ملونة، لا تمزجها رمادية!
أعدها مرةً ثانية وزد حدتها لأعلى درجة ، اجعل الشمس تخجل من درجتها والقمر يأخذ صورته مِن صبغتها ، القلب ينبض من وجنتها ، الشفاه تطبع قبلتها و العين تبصر رؤيتها!
لم تسمع كلامي ، غمقتها أكثر بزيادة ؛ بانت رمادية غامقة المعاني!
أتعرف معنى ألوان ! كلون الزرع فيه حبات من الموز و الطماطم تلك إشارة مرور قد لا تفهم بساطتها ، سار قردُ من بين الحقول رأى موزًا فوق السهول نط عاليا ؛ فعاليا ولم يتوقف ، حتى هوى مستقبله صوب المجهول!
لربما لم تفهم الدرس ؛ أعرف الألوان جميعها ، وقد مزجت الكثير منها ومنها ! ولكن أخاف عليك من مزاجية البنفسج حين يكتم أمالك ، عسر حال البني يأخذ فكاهية أيامك، إزدواجية البرتقالي بين الليمون والبرتقال تعصر ساعاتك، دموع قطرات المطر حين تركد زرقتها في عزلة الجفاء ، أنانية الوردي يسرق عطر الورد المعطر.
ماذا تريد من صورتي ؟ جسد بلا روح ، عقل من غير تفكير ، جماد بدون إلهام ، قلب لا يحب ، حلم لا يفسر ، واقع لا يلمس ، مكان لا يجلس!
لربما تفضلني ! فشل يعمم ، جهل يوطن ، حرام يحلل ، عرف يشرع ، فساد يزرع ، ظلم يؤسس ، طغيان يلمع.
أم تريد تصورني ! ضمير لا يحاسب ، قانون لا يعاقب ، وطن لا يسكن ، نجاح لا ينسب ، تضحية لا تؤطر ، شرف لا يستر .
لا تخف رسمتك من خفيف الألوان بعد سحب بريقها اللافت للأنظار والجاذب للأخطار ؛ فالأحمر لا يرى طوله الموجي ولا الأزرق يرجو قصره المرجي .
مازجت ناصع البياض مع شفافية الأضواء وقليل مِن الضلال، كلا محوت الضلال.
صرع الأسود الرمادي، فألقى ذنوبه ؛ صار أبيض .
علاء العتابي
الولايات المتحدة الاميركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق