السبت، 11 فبراير 2023

همسات الصباح / همسات المساء ــ 17 ــ

 همسات الصباح / همسات المساء ــ 17 ــ

******************************

طوال 16 همسة كنت أبوح .. ربما بُحت بأشياءَ لم يبحْ بها جميل بن معمر ولا ابن زيدون و لا جبران خليل ولا فرانز كافكا وغيرهم .. كتبتُ ــ ربما ــ أفظع الألفاظ و أبشعها في قصائدي ، في همساتي و في يومياتي ، ومع ذلك ما زلت أحس بالعجز ، فلم أقتنع أنني كتبت كل ما يخالجني ، وكل ما يجب أن أكتبه .

الحياة ــ في عالم حُكم علينا أن نعيش فيه ــ مرعبةٌ أحيانا ، و لا تنطق هي الأخرى بكل شيء .. لا تعترف بأي شيء ، حتى لما تسقط كل الأشياء من عيوننا ويتحطم كل شيء في داخلنا ، فالحياة مجرد رجفةٍ تائهةٍ متعِبةٍ مُرَّةَ المذاقِ .. هي مجموعةُ أوراقٍ بعضها ملونٌ .. بعضها أبيض ناصع و بعضها أسود حالك . و هي في الأخير شرٌّ لأن الألم هو دافعُها الأساس كما يقول " شوبنهاور" وليستْ فقط لذةً و ألماً كما يقول بذلك "فرويد" .

ليست اللذةُ أو السعادة إلا وقْفٌ سلبيٌّ للألمِ ، بل كلما ارتقى النظام ازداد الشقاء . وهذا ما نراه يوميا في الطبيعة .. في عالم الانسان ، و في عالم الحيوان ، وعالم الحشرات .

التقدم ، والتحضر ، والتمدن و و و كل هذه التحولات لم تستطع أن تنزع طبيعة الذئب من الإنسان .. ففي ظل المَدَنيَّةِ المعاصرةِ ، للغالب حق افتراس المغلوب .. وللقوي حق التهام الضعيف ، ولكل يومٍ همُّه ، وأنا همومي تتكاثر كل يوم فهل من مفر أصدقائي صديقاتي ؟؟؟

حقا تعبت و أتعبتُ نفسي بالهرولة خلف أبواب الفرح و المسراات التي أحْكمَ القدرُ إغلاقها بأقفالٍ سبعة . عجزتُ وآمنتُ بنصيبي فتساوى عندي الفرح والترح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...