همسات الصباح / همسات المساء ــ 17 ــ
******************************
طوال 16 همسة كنت أبوح .. ربما بُحت بأشياءَ لم يبحْ بها جميل بن معمر ولا ابن زيدون و لا جبران خليل ولا فرانز كافكا وغيرهم .. كتبتُ ــ ربما ــ أفظع الألفاظ و أبشعها في قصائدي ، في همساتي و في يومياتي ، ومع ذلك ما زلت أحس بالعجز ، فلم أقتنع أنني كتبت كل ما يخالجني ، وكل ما يجب أن أكتبه .
الحياة ــ في عالم حُكم علينا أن نعيش فيه ــ مرعبةٌ أحيانا ، و لا تنطق هي الأخرى بكل شيء .. لا تعترف بأي شيء ، حتى لما تسقط كل الأشياء من عيوننا ويتحطم كل شيء في داخلنا ، فالحياة مجرد رجفةٍ تائهةٍ متعِبةٍ مُرَّةَ المذاقِ .. هي مجموعةُ أوراقٍ بعضها ملونٌ .. بعضها أبيض ناصع و بعضها أسود حالك . و هي في الأخير شرٌّ لأن الألم هو دافعُها الأساس كما يقول " شوبنهاور" وليستْ فقط لذةً و ألماً كما يقول بذلك "فرويد" .
ليست اللذةُ أو السعادة إلا وقْفٌ سلبيٌّ للألمِ ، بل كلما ارتقى النظام ازداد الشقاء . وهذا ما نراه يوميا في الطبيعة .. في عالم الانسان ، و في عالم الحيوان ، وعالم الحشرات .
التقدم ، والتحضر ، والتمدن و و و كل هذه التحولات لم تستطع أن تنزع طبيعة الذئب من الإنسان .. ففي ظل المَدَنيَّةِ المعاصرةِ ، للغالب حق افتراس المغلوب .. وللقوي حق التهام الضعيف ، ولكل يومٍ همُّه ، وأنا همومي تتكاثر كل يوم فهل من مفر أصدقائي صديقاتي ؟؟؟
حقا تعبت و أتعبتُ نفسي بالهرولة خلف أبواب الفرح و المسراات التي أحْكمَ القدرُ إغلاقها بأقفالٍ سبعة . عجزتُ وآمنتُ بنصيبي فتساوى عندي الفرح والترح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق