السبت، 25 فبراير 2023

همسات الصباح / همسات المساء ــ 21 ــ

 همسات الصباح / همسات المساء ــ 21 ــ


********************************

لا يقلقني إلا انتحارك ، لا أخاف إلا من تلك الهزة العاطفية العنيفة التي جعلتني أخرج من مبنى الذات الذي بنيته حجرا حجرا ليكون سدا منيعا ضد " الكوارث" .

ربما كنت دوما أعيش و في داخلي فراغ يتسع لشخص آخر .. كنت دوما قابلا للتعدد لأن في جوفي مكان يمكن أن يرفلَ فيه صِنْوي ، وأنت اليوم هذا الصِّنْو الذي وجدته صدفة ، و إني لم أعرف كيف و متى رمي بي قدري في حضنك الدافىء .

فكرت طويلا فقلت في نفسي ، ربما حدث تَماسٌّ يوم شربتُ " حليبا أسودَ " فرمى به هو الآخر إلى عالم الحبر الأسود لأكون عالقا بين يديك الكريمتين اللتين تحسنان التعامل مع الحليب ( الحياة) ومع الحبر الأسود .

كنتُ في هَمٍّ مِنْ أنني لا أستطيع أن أتمالك نفسي بعد كل ما كان يَفُورُ بداخلي من صورٍ وخيالاتٍ وأحاسيسَ .. أستغرق في هَمِّي ، وأتحاشى وأخشى الإعتراف بضعفي ، وربما خشيتي تلك كانت في محلها . حاجتي اليوم إلى الانفراد بنفسي في غرفتي بالضبط ، وليس في مكان آخرَ .. حاجتي معنويةٌ نفسية ٌ ستخفف ما أشعر به من حرارة تشبه حرارة مِرجلٍ على نارٍ مُتَّقدةٍ .. وجعي اليومَ ليس ألماً بعينه يخص عضوا معينا ، إنه حرارةٌ فوق المعتادِ موزعةٌ بالعدل و القِسطاس على كل ميلمتر من الجسد ، من أخمص القدمين إلى فَرْوَة الرأس .. بين كفيَّ نارٌ.. تحت قدمي نارٌ ، ورأسي على بُعد درجةٍ واحدةٍ من الانفجار .. هي وحدةُ حالٍ ، وأيُّ حالٍ هو حالي ؟؟

بقلم 

أسيف أسيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...