همسات الصباح / همسات المساء ــ 21 ــ
********************************
لا يقلقني إلا انتحارك ، لا أخاف إلا من تلك الهزة العاطفية العنيفة التي جعلتني أخرج من مبنى الذات الذي بنيته حجرا حجرا ليكون سدا منيعا ضد " الكوارث" .
ربما كنت دوما أعيش و في داخلي فراغ يتسع لشخص آخر .. كنت دوما قابلا للتعدد لأن في جوفي مكان يمكن أن يرفلَ فيه صِنْوي ، وأنت اليوم هذا الصِّنْو الذي وجدته صدفة ، و إني لم أعرف كيف و متى رمي بي قدري في حضنك الدافىء .
فكرت طويلا فقلت في نفسي ، ربما حدث تَماسٌّ يوم شربتُ " حليبا أسودَ " فرمى به هو الآخر إلى عالم الحبر الأسود لأكون عالقا بين يديك الكريمتين اللتين تحسنان التعامل مع الحليب ( الحياة) ومع الحبر الأسود .
كنتُ في هَمٍّ مِنْ أنني لا أستطيع أن أتمالك نفسي بعد كل ما كان يَفُورُ بداخلي من صورٍ وخيالاتٍ وأحاسيسَ .. أستغرق في هَمِّي ، وأتحاشى وأخشى الإعتراف بضعفي ، وربما خشيتي تلك كانت في محلها . حاجتي اليوم إلى الانفراد بنفسي في غرفتي بالضبط ، وليس في مكان آخرَ .. حاجتي معنويةٌ نفسية ٌ ستخفف ما أشعر به من حرارة تشبه حرارة مِرجلٍ على نارٍ مُتَّقدةٍ .. وجعي اليومَ ليس ألماً بعينه يخص عضوا معينا ، إنه حرارةٌ فوق المعتادِ موزعةٌ بالعدل و القِسطاس على كل ميلمتر من الجسد ، من أخمص القدمين إلى فَرْوَة الرأس .. بين كفيَّ نارٌ.. تحت قدمي نارٌ ، ورأسي على بُعد درجةٍ واحدةٍ من الانفجار .. هي وحدةُ حالٍ ، وأيُّ حالٍ هو حالي ؟؟
بقلم
أسيف أسيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق