( غربة الليالي )
غريب إذا ما الليلُ أدجى وأعلمُ
بأنَّ الذي قد مَرّ مُرٌّ وعلقمُ
وأن الذي في الغيب محضُ شقاوةٍ
وما زلتُ حمّالاً أسىً أتكتمُ
خطى قد خطَتها الروحُ في غيرِ غايةٍ
تلاشَت دروبُ العمرِ عنها تَجَهّمُ
فإن ديارَ الخلِّ أضحَتْ كدِمنةٍ
ولستُ أراها غيرَ غِرٍّ تَبَرَّمُ
فما لي وللركبانِ تمضي وإثرُها
على تربةِ المسرى أنوحُ فأسقمُ
تراودُني في كل حالٍ طيوفُها
سوى موجعاتِ القلبِ من يتكلَّمُ؟
يشاركُني جيشُ القوافي تَعِلَّتي
فمن يسمعُ النجوى ومن يتجشَّمُ
أيا فرقةَ الأحبابِ طالَ انتظارُهم
وما للرزايا لا تَكَلُّ فتُهزمُ
برغمِ ربيع العمرِ ما زال خافقي
أراهُ شتاتاً والشتاتُ عَرَمرَمُ
أراني وللعذالِ من كل وجهةٍ
حديثٌ يُداري ما تبدّى فيُوهِمُ
غريبٌ وإنْ طالَ الزمانُ بصبوتي
فإن الذي يبقى من العمرِ أظلَمُ
ممزقُ جلبابِ الفؤادِ يشدُّني
إلى كوّةِ الآجالِ حرفٌ منمنمُ
----------
د٠جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق