صمت الليل
مضى من أمامي
ولم يقل صباح الخير
فمضيت ولم ألق السلام
تعكر صفو الهواء الآتي من قرب
حجب عني أنفاسه
فمزق الليل صمتي
خنق الدمعة في المحجر
أزف السكون المقيت
المشبع بهدير الوجع
أببن الحزن قلبي
وأسدل عليه ستائر من حرير
وخط تحت سجاد مخفي
بعضا من قصيدة بترت أوصالها
نغما شجيا
فنام الهوى وبكى بين أحضان الشجن
بعد أن فك رموزه المخفية
ليل يرفل بهواجس تتقاسمه فينشطر
نسيا منسيا
كبر الحلم ،واحتكم للغيب
وآثر السكون الموشى بالعدم
صدح لريح كامنةكادت تلقي به
في مرمى العجز ،فنثر بصيصا من أمل ليعبر
ليل يجثم على مآسيه فينتفض
يستل الخنجر ليطعن كل حرف كسير يرتديه...
لا ينزف على مقاسه ،يطوعه كما السمر الشفيف
هديل على لمسات النسيم حين تمضي
لتذكرني :
لازلت أمضي ،فتمضي
فتغرورق الأبجدية في المدامع
وتسكبها الظلمة ،لتشرق قبس وجع
ركام ،تدب فيه رفات تشتاق للحياة
تنغمس في رماد الذكريات
علها تعثر على مجامر تكابد عناء التلاشي ،فتزفها بشرى الصمود
بقلم نعيمة مناعي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق