تلك الديار
تلكَ الديارُ ستبكي فيكَ غُربَتها
انت الدموعُ و دمعُ العين شلالُ
لا ظلَّ فيهَا يجوبُ وسطَ عُتمَتِها
غير الشجون ولحن الحزن موّالُ
كَأَنَّمَا لم تكن في الدَّهرِ غُمرَتُها
و النوُّرُ فيهَا يشعُّ حتَّى ما قالوا
من ذا سيُخرسُ مِنها صوتَ بسمتِها
كيفَ سيخبو بها الديجورُ شعَّالُ
غداة نذكرُ ساعاتٍ تجمّعنا
فكيف ننسى، وذا النسيانُ قتّالُ
منذ ارتدينا ربيعا كان يزهرنا
حينَ تبادا بريقُ الودِّ خُلخالُ
لازالَ قلبي خَليّاً ناءَ عن بشرٍ
بيني وبينهمُ للوصلِ جوّالُ
لا زلتُ فيها صبيًا طائشًا لعبًا
بينَ الترابِ و بالأبواب يختَالُ
بينَ الظلالِ أعيشُ العمر أكمَلَهُ
كيمَا تولِي بِيَا في النفسِ تمثالُ
لا زال كفِّي على الأبوابِ يطرقها
ليستعيدَ صدىً جرّتهُ أهوالُ
حتَّى النَّوافذُ بانت مدَّ جفوتِهَا
مثلي الزُّجاجُ كظيما بعدمَا زالوا
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق