قصيدة بعنوان
((لا شيءَ يُشبهُنا))
_____________
لاشيء يشبهنا هنا
مرّ الزمان موارباً
حول انكسارِ الليل في ابوابنا
والنافذات ..
لا شيءَ بُشبهنا هنا ..
لا الماءُ لا الأحراجُ ..لا شكلُ السنابلِ
حين يجمعُها الرغيفُ على الفُتات
لا جدْولٌ غصَّت بصخرةِ ملحِهِ آلامُنا
بين الحَصاة
لا نحن يعرفنا الطريقُ على هداهُ
ولا اعترينا ضيقَهُ ....
مااقترفنا السيئات ..
لا لونَ يُشبه في السهامِ دماءَنا
المجني على تاريخِها...
والمسحى إرْثَها ...
متواتِراً في التضحيات
لا شيء يعرفنا ولسنا من عصِينا اللهَ
لسنا الصالحينَ ولا ...كنا من القوم البُغاة
لا جنّةٌ تحت المقابرِ تحتفي بقدومِنا
كلَّا ...ولا تفاحةُ الخلدِ التي
سقطت بحجرةِ آدمٍ بين العراة
هانحن والتاروتُ نوقدُ كلّ موتٍ نجمةً ..
ونعيدُ ترتيبَ الظلامِ على الركامِ لنقتفي
أثرَ النبيِّنَ ومنْ هم قد اقاموا الصالحات
ونعيدُ تسمية النجومِ على اختلافِ أثيرِنا
بين الطوالعِ قد تخاذلَ طالعٌ ..
يوشي بافراحٍ بغت ..
ترتديها أُمنيات ..
متواصلٌ فينا الحنينُ نعيدُ ترتيبَ الملامحِ
كلما ..زادت غموضاً في هسيس الذكريات
صحَّ الحديث وصح في تأويلِه
خطأ الأئمةِ والثِقاة
واستانف القانونُ طعناً في الرقابِ محكّماً
فينا الشرائعَ أن نكونَ ولا نكونُ ...
لينتهي فينا المطافُ مع البلادِ
الى ملفَّاتِ الشتات
هذا مصيرك فالتمسْ أعذارَهُ...
يا أيها المبنيُّ للمجهولِ قم ..
وانتزعْ عنك البقاءَ لتستقيلَ من الحياة
لا شيءَ يشبه ما اقترفتَ من الرجاءِ
ليعتريكَ الدهرُ في أوصالِه
حُزناً على كلِّ الجهات
فامكثْ لوحدِكَ والنزيفُ وآلةُ الحربِ الضروسِ
وحِفنةٌ من ماءِ أهلِكَ والبلادُ وخطبُها والبسملات
لا وقتَ حولك لاستلامِ ملفِّلك المحذوفِ
من كلّ الدوائرِ والجهات
لتقيمَ اوراقَ اعتمادِك في بيانات الوفاة
لا وقت لا استئنافَ لا حتى تفاصيلٌ
يُعرّجها الطريق على الحُفاة
فقد اكتفى السجانُ غصّت قاعةُ الامواتِ
من شغب الحياة
لا وقت حولك للجوءِ الى انتظارٍ آخرٍ
قد أُغلقت سُبُلُ النحاة..
صنعاءُ قدّت سدّها في مأربٍ
من اجلِ بلقيسٍ هوت..
والنيلُ يرزحُ تحت أشلاءِ الذين تساقطوا
و الغارقين على الفرات
سقطت حروبُك فالتقطْ أوزارها
عشرينَ ألفَ قضيةٍ بيدِ الشعوبِِ
دماؤهم في متنها ..
والمجاعاتُ التي ... في عيونِ الباقيات
لا الليلُ يعلم ماارتكبتَ من المواجعِ لا البقاءُ
يقاومُ الرمقَ الأخيرَ من اختناقك والرئات
تمشي وأشباحُ انتظاركَ تستردُ خُطاك من
بينِ الرفاة
مذ اطعموك من انكسارِك لم تجدْ فيك الحياةُ
ملاذها فاستبدّ بك الممات
سرقوك كي يجدوا انتحارك عارياً
ومعلّقاً ..ألِفا بلامِ المفردات
بسوادِ منديلٍ يلوّحُ في احتدامِِ الموتِ ان
عاد القطارُ ولم تجدْ
إلا الرصيف على الفوات
لم يفهموك ولم تكن
إلا اعتلالاً في مخارجِ صوتِهم
او اداةَ جريمةٍ ..بيد الجُناة ..
فكم ارتكبتَ طهارةً ..
في حوانيتِ العصاة
وكم اعتلى فيك السقوطُ منازلاً
قد كان شيّدها الطغاة ..
إيمان الصباغ .