المحارب الصغير
منذ أن ولد وحجر قوي لا يفارقه ، يثق بنفسه ولا يستسلم أبدًا . أستشهد أبوه مدافعًا عن تراب فلسطين ، فأراد الثأر له ونصرة وطنه الحبيب .
أخبر أمه بنيته الخروج ليقاتل الأعداء ، فرفضت قائلة :
- لا يابني .. أخاف أن اخسرك ، لم يبق لي في هذه الحياة سواك .
لكن الولد الصغير أصر على ذلك ، فوافقت الأم على مضض والدموع تنهمر على وجنتيها .
هيأ الولد نفسه للقتال . وقبل الذهاب حضن أمه قائلًا :
- سأرجع لكِ يا أمي إن شاء الله.
- عدني بذلك يا ولدي .
- لا أستطيع أن أعدك ولكن أرجو ذلك ، فإما حياة بعزة أو موت بكرامة ، هذا هو قدرنا .
قبل رأسها وانطلق وهو مهمومً لفراقها فرحً لملاقاة الأعداء.
وصل ساحة القتال ، وحانت منه التفاتة لشجرة زيتون ، فشاهد البوم الحكيم .
- ماذا تفعل هنا ؟! فأنت ولد صغير .
- جئت لأدافع عن وطني .
- نحن أيضًا جئنا كي ندافع عن فلسطين وأهلها ، هيا نحارب معًا.
دقت ساعة الحرب ، قاتل الجميع بشجاعة لا توصف ، وقد بذلت عديد الحيوانات ارواحها فداء للوطن ، ولم يبق سوى البوم والولد الصغير ، وقد حوصرا من كل الجهات .
وصرخ طير الحمام مستنجدًا :
- ياالهي !! لقد أصيب البوم بسهم .
هرع الولد الصغير لمساعدته ، لكن الأشرار أطلقوا عليه النار ، فأستشهد وهو سعيد فقد أخذ بثأر أبيه لما قتل عددا من الأعداء قبل أن يقدمً حياته فداء للوطن .
ورغم أنه وأصدقاءه لم ينتصروا ، لكن الجميع كانوا فخورين بهم . و شيعه الأهل بالزغاريد والدبكة والطبل وقد لُفَّ نعشه بعلم الثورة ، وأطلقوا عليه لقب المحارب الصغير .
بقيت الأم وحيدة لفترة ، وبعد تفكير اتخذت قرارها مثلها مثل ابنها ، ومضت إلى الميدان فرحة فقد حان موعد لقائها بزوجها وأبنها الص
غير .
مها حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق