الخميس، 12 أكتوبر 2023

المحارب الصغير

 المحارب الصغير


منذ أن ولد وحجر قوي لا يفارقه ، يثق بنفسه ولا يستسلم أبدًا . أستشهد أبوه مدافعًا عن تراب فلسطين ، فأراد الثأر له ونصرة وطنه الحبيب .

أخبر أمه بنيته الخروج ليقاتل الأعداء ، فرفضت قائلة :

- لا يابني .. أخاف أن اخسرك ، لم يبق لي في هذه الحياة سواك .

لكن الولد الصغير أصر على ذلك ، فوافقت الأم على مضض والدموع تنهمر على وجنتيها .

هيأ الولد نفسه للقتال . وقبل الذهاب حضن أمه قائلًا :

- سأرجع لكِ يا أمي إن شاء الله.

- عدني بذلك يا ولدي .

- لا أستطيع أن أعدك ولكن أرجو ذلك ، فإما حياة بعزة أو موت بكرامة ، هذا هو قدرنا .

قبل رأسها وانطلق وهو مهمومً لفراقها فرحً لملاقاة الأعداء.

 وصل ساحة القتال ، وحانت منه التفاتة لشجرة زيتون ، فشاهد البوم الحكيم .

- ماذا تفعل هنا ؟! فأنت ولد صغير .

- جئت لأدافع عن وطني .

- نحن أيضًا جئنا كي ندافع عن فلسطين وأهلها ، هيا نحارب معًا.

دقت ساعة الحرب ، قاتل الجميع بشجاعة لا توصف ، وقد بذلت عديد الحيوانات ارواحها فداء للوطن ، ولم يبق سوى البوم والولد الصغير ، وقد حوصرا من كل الجهات .

وصرخ طير الحمام مستنجدًا :

- ياالهي !! لقد أصيب البوم بسهم .

هرع الولد الصغير لمساعدته ، لكن الأشرار أطلقوا عليه النار ، فأستشهد وهو سعيد فقد أخذ بثأر أبيه لما قتل عددا من الأعداء قبل أن يقدمً حياته فداء للوطن .

ورغم أنه وأصدقاءه لم ينتصروا ، لكن الجميع كانوا فخورين بهم . و شيعه الأهل بالزغاريد والدبكة والطبل وقد لُفَّ نعشه بعلم الثورة ، وأطلقوا عليه لقب المحارب الصغير .

بقيت الأم وحيدة لفترة ، وبعد تفكير اتخذت قرارها مثلها مثل ابنها ، ومضت إلى الميدان فرحة فقد حان موعد لقائها بزوجها وأبنها الص


غير .


مها حيدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...