الاثنين، 7 نوفمبر 2022

لم تكابرين؟.... الشاعرة نهلة دحمان

 لم تكابرين؟



لما تتوقف الحياة بعينيك

وتبقين حبيسة مقلتيه

أهدابه ،أنفاسه و شفتيه

لما تشتاقين إليه

ولازلت في أحضانه

وبين ذراعيه

لما تتناسين اسمك و جسمك

وتنسين وجعك و حزنك

ولا تذكرين إلا جفنيه

نظرة عينيه 

ولمسة يديه

فلم تكابرين؟

تكذبين و تنكرين

أنه حبيبك في الأولين 

و في الآخرين

 و حتى يوم الدين؟


لما تغير الشمس مشرقها

فتشرق من كفيه

بدل أن تشرق من مطلعها

وتغرب من مشرقها

بدل أن تغرب من مغربها

لما يغير الكون نظام الحياة

فيطلع البدر في وضح النهار

و تلمع النجوم في مقلتيه

بدل أن تلمع في كبد السماء

وينير وجهه عتمة المساء

بدل النجوم و الشمس و الأقمار

لما تزهر السماء بدل البساتين

و تغرد الغربان بدل الحساسين 

و تعطر الكروم الأجواء بدل الرياحين

فلم تكابرين؟ 

تكذبين و تنكرين 

أنه حبيبك في الأولين 

و في الآخرين 

و حتى يوم الدين؟


لما يورق الشجر في الخريف

و تكتسي الطبيعة حلة خضراء في الصيف

لما تغادر النجوم مخدعها

فتستقر براحتيه و جفنيه

بدل أن تستقر في أعالي السماء

لما الأسود و الغزلان تصير إخوان الصفاء

و دمعي يصير عذبا كما الماء

و لما يصير حبيبي بعيني 

هو الداء و هو الدواء

ولما يصير هواه هو الهواء

فلم تكابرين؟ 

تكذبين و تنكرين 

أنه حبيبك في الأولين 

و في الآخرين

و حتى يوم الدين؟


نهلة دحمان الرقيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...