مرثية إلى أختي أم الشهيدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمن أختاه من بعد الفراق له أأوى** جسدٌ نحيفٌ بالفتراق لكم ضـوى
وأيٌ بعد خولة ضبية بالحي أخوى** وـجمر اللــظى في الكـبد كـدوى
كجريد نخل بت المقيل بـــــعزلةٍ ** وكنز المرارة بات الصدر أحوى
فعاتبت دهري ما جفاه ولم يــــدر** هماً بـطيات الـحشاشة قد أطـوى
بمجامر تلك الصـــحائف بالشوى ** والعـين تبـــخص بالنبــال جـوى
فما لي إلا بصبر لوعدٍ قـد قـضى ** فعَساهُ يُصــبحُ تائباً مـــما غوى
فلا تعجزن لعجزاء ببور بـكرها ** وأشحذ لقوتك نملة وأشــدد قوى
ثم أستشط إذ ما اعترتك نوازعٌ ** وأتـرك بـما ران القـــلوب هــوى
ولا تقرب بها زبر الحديد وحمئة** واصـبر على زمنٍ لكـفك إذ لـوى
ولا تبتئس لمصيبة إن حل حينها ** سمة الصــبور بالنـوائب ما ذوى
وفوض اله الكون خــــــير مدبراً ** هو الــمفرج للكـروب منْ اكتوى
بدار الهجير لأختٍ قد صُليت به ** بهجر واصــبٍ حط اللحود ثـوى
فإذا حللت من ندبٍ والباب غُلقت ** فكن حليماً بــعزٍ قائمــاً لا تـدوى
فمن يتوق لحق بات يعرف أهـلهُ ** فيُضلُ في فـيء الإله به انضوى
وأرشد بها نبع النقاء بمن عرف ** وانبـذ ذئاب الغدر في نبــح عوى
فالزيغ يورث أن تراكم فعـلـــهُ ** فيُغــيب الدر من عقلٍ بلا جدوى
ولا تدع الجهالة بالطباع مغلباً ** فالــداءُ ينـكى علـةً بالـذات عدوى
فهل ترضى البلاء مما بليت به ** أن حل مــقدور المــنية لا شـكوى
فلا دوام لسلطان فـــذاك زائـلُ ** كـجفاف جذر بشح الماء ما روى
وأعلم برمس القبر أخـر منزل ** وجهز لذاتك مقعداً في اللحد تقوى
أ
بو مصطفى آل قبع