... مُهَذَّبٌ ...
مِنْ أينَ ما تأتي فَنَشْرُكَ طَيِّبُ
كمْ أنتَ يا ريحَ الحبيبِ مُهذَّبُ !
مِنْ كلِّ نافِرةٍ تُهدِّدُ بالنَّوى
أم كلِّ ضامِرةٍ عليَّ تُرحِّبُ ؟
لا بُدَّ أنَّكَ مِنْ رُبَى ما عَتَّقَتْ
مِنْ راحِ خابِيَةٍ بِنهْدٍ تَسْكُبُ
لو كنْتَ مِنْ واديْ الصَّفا بمُظِلَّةٍ
أقسَمْتُ أنَّكَ لِلحبيبِ تُشيِّبُ
وأظُنُّ أنَّكَ مِنْ سُراةِ تُهامَةٍ
و مَررتَ بالواديْ المُقدَّسِ تَحلِبُ
فأخذْتَ مِنْ عَبَقِ النُّهودِ سُلافَةً
ومَزَجْتَ مِنْ رُوحِ الطَّلى ما يَخلِبُ
فتناغَمَ الجَّبلُ الَّذِيْ سَكَنتْ بِهِ
بِنسائمٍ كانتْ لَماها تَشرَبُ
ولَعِبْتَ بالشَّجرِ المُعرِّشِ فوقَها
يا حُلْوَ مَنْ لاعَبْتَ مِمّا يَلعَبُ
وأتيتَ نَحويْ بالعبيرِ مُحمَّلاً
وعَجِبْتَ مِمّا كانَ مِنِّيْ يَطرَبُ !
فارحَمْ وبعضُ الحُسْنِ يَرحَمُ أهلَهُ
وكَثيرُهُ لِلعاشقِينَ يُخَرِّبُ
أظَنَنْتَ أنِّيْ لا أَطِيقُ خُمارَها
أمْ كُنْتَ أنياطَ الفؤادِ تُجرِّبُ ؟
عَبَثاً ! فَقلْبيْ لا يَراكَ مُعابِثاً
بلْ أنتَ مِنْ تُهَمِ الدُّعابَةِ تَهرُبُ
وبَلاغَةُ الثَّقَلَينِ صَوتُكَ ساكِبٌ
لو كُنتَ فيْ أهلِ الثَّقافَةِ تَخْطِبُ
ليْ مَطلَبٌ مِنْ ناظِرَيكَ وإنَّنيْ
مِنْ غَيرِ عَينَيْكَ الرِّضا لا أطلُبُ
لِتَظَلَّ مُحتَضَنِيْ وتُوحِيَ ما تَرى
وأنا سأرسُمُ ما عُيونُكَ تَكتُبُ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٦/٢٤م