الخميس، 13 مايو 2021

يوميات مضيفة طيران
بطاقات العرس
الجزء 18
ابونا جاك  أخذ العرسان إلى المحلات الخاصة بالعرسان، محلات من الصعب أن يعرف مكانها غريب عن باريس،  هناك  وجدت  العروس كل ما تطلبه، وفهموا  بان ابونا جاك محبوب جداً من أصحاب تلك المحلات التي زاروها...
 اعجبت سحر بنوعية الألبسة، وبجمالها، وبساطتها، واتقان صناعتها واشترت كل ما يلزمها، وبأسعار التكلفة  تقريباً، علما بأن تلك المحلات نادرا ما تعطي خصماً على أسعارها... دفع لويس بالبطاقة الذكية وقال لهم: فضلاً صندقوها جيداً  وسلموها إلى أمانات المطار حتى يرسلوها إلى عنواني في  دمشق... 
 تشكر لويس ابونا جاك جزيل الشكر، وشدد عليه الدعوة إلى مطعم مكسيم حتى يتناولوا وجبة الغذاء هناك...
مطعم مكسيم من المطاعم المشهورة، وله شهرة واسعة وفروع في أغلب عواصم العالم... 
طلب كل واحد الطبق الذي يحبه وابونا جاك هو الذي اختار لهم نوع النبيذ المناسب للطعام...
سأل لويس مدير المطعم، إذا  كان  بالإمكان ارسال طلبية طعام إلى دمشق في سهرة 14 شباط أي في عيد الحب...شريطة أن تصل ساخنة وقت  العشاء؟
قال مدير النادي، سأتحقق من شركات الطيران فوراً وسنخبركم جوابنا...
رجع مدير المطعم،  وقال لقد وجدنا طائرة  في التاريخ المطلوب، ونحن جاهزون للخدمة...
قامت سحر ولويس باختيار بعض الاطباق من المأكولات الفرنسية والحلويات والمشروبات الفرنسية، وبموجب البطاقات الذكية دفع  لويس ثمن الطلبية حسب الفاتورة التي قدموها...
قالت سحر فرنسا لها  حضور في العالم كله... 
قال الأب جاك. صحيح فرنسا عانت ظلما وفقرا في زمن الملوك والنبلاء. وجاع الشعب من غلاء الأسعار وقلت الموارد، وكان النبلاء يفرضون الضرائب على الشعب، بينما الشعب كان عاجزاً حتى عن شراء الخبز... وكان النبلاء ينهبون كل ما يصل إلى الدولة، كانوا هم حكام فرنسا، وكانوا هم ذاتهم لصوص فرنسا...  
لذلك قامت الثورة وتم الهجوم على الباستيل في عام 1789
وتوسعت  الثورة حتى شملت فرنسا كلها، واستلم الشعب الجائع السلطة، ومن شدة المه نصب  المشانق المقصلة  وأخذ بقطع رؤوس سارقين أموال الشعب  هم وأولادهم، واسترجاع  الثروات المسروقة، آنذاك، عانت البلاد من الفوضى الكثير، تلك الفوضى كانت هي الضريبة التي دفعتها فرنسا حتى استطاعت أن تقف على قدميها وتستعيد حياتها.
كانت فرنسا بلاد الظلمة، بينما اليوم صارت بلد الحضارة والنور.
في اليوم التالي قام العروسان بشراء هدايا إلى الجميع في دمشق، وكانت الهدية الكبيرة ثوب خمري اللون من أجل هدى كونها اشبينة العروسة، وقد خصصوها بالألبسة الفخمة ولوازم من الإكسسوار  لزينتها... واشتروا أيضا كل الأغراض التي أوصوهم عليها بدمشق من ألبسة  وهدايا للأولاد وللجميع...
بعد نهار شاق  في الأسواق، عادوا باكرا إلى الفندق متعبين، سرعان ما نام جورج. بقي العروسان في صالون الفندق يتسامران ويحتسيان النبيذ ويتمتعان بأكلات حبات الكستناء  المشوية الساخنة  اللذيذة المتوفرة بكثرة في أوروبا  في أيام الشتاء... 
قال لويس: أنا أحمد الله بان جورج احبك، وهو يعرف بانك ستكونين في المنزل مكان المرحومة امه، عادة الأطفال لا يتقبلون وضعاً مشابهاً...وقد أدهشني عندما قال للخوري بأنك انت خطيبتي، وقال عن امه بانها رحلت... والذي أدهشني أكثر هو الصداقة والألفة السريعة  التي  جمعتكما وهذا هو الأروع  الذي اشعرني بالسعادة، وقد قلت لك بانك ستكسبين محبة الأولاد، والأولاد سيحبونك، لأن قلبك مليء بالمحبة والعذراء مريم صديقة قلبك وحياتك...
قالت سحر، الحق معك، لكنني أعزي هذا الأمر  برمته  إلى أختي هدى التي تمهد  لي الطريق حتى لا يستغربوا وجودي في بيتك...
اعترض لويس، لا تقولي بيتك، بل قولي بيتنا، أنا وانت... أنت يا سحر كل حياتي وكل قلبي، وكل ما هو لي هو لك...لأننا سنصبح  أنا وأنت أنا جسداً واحداً...وروحاً واحداُ...ومعنا اولادي أولاد جورجيت ، أليس هذا ما قلتيه لي انت عندما كنا في الصين؟
قالت ارجو من الله أن يساعدنا حتى  نسعدهم ولا نشعرهم بغياب امهم التي رحلت عنهم بالجسد... 
استأذنت سحر وقالت  بانها متعبة ودخلت غرفتها واخذت بالبكاء... وقالت هل انا اشتريت ثياب عرسي أم ثياب كفني؟ يا رب ارحمني...
في اليوم التالي أخذهم ابونا جاك إلى مطبعة يعرفها حتى يطبعوا بطاقات دعوات العرس...اختاروا بطاقات من النوع الفاخر طبعاً، وطلبوا طباعة ألف بطاقة.
قالت سحر أتصور ألف بطاقة 1000 عدد كبير، قال لويس ليست مشكلة إذا زادت البطاقات، لكن المشكلة إذا نقصت...
قرر لويس ان يوزع منها على الأشخاص الذين يعرفهم في باريس، وكانت أول بطاقة قدمها إلى ابونا جاك وقال له البطاقة  متضمنة أجور السفر إلى سورية ذهاباَ واياباً مع الإقامة الفندقية كاملة...
قال الأبونا: هذا مكلف جداً، شكرا جزيلاً... 
قالت سحر: ربنا يكون في عون العريس الفقير، عندما يقرر العريس والعروس الارتباط الكنسي... 
يحضر المسئول الفواتير المطبوعة والممهورة من قبل الأساقفة، ويقول بجدية، انها قوائم مقدسة لا يجوز مناقشتها أو الطعن فيها...
الشاب يخجل من امام المسئول والعروس  تقول له لا بأس الكليل مرة واحدة في العمر، والحقيقة، هي غايتها حتى تتفاخر أمها  امام  نساء تافهات مثلها...
وناهيك  عن النفقات الأخرى، مثل البطاقات بحد ذاتها كلفتها باهظة، وهى بالتالي لا تعني شيئاً سوى ارهاق للفقراء المعترين، وثمن الزهور، والسيارات، والضيافات، والضربة الكبيرة عند مزينين الشعر، للعروس، وحواشي العروس، وعشاء السهرة الذي  يقضي على العريس بالكامل،  كما يقضي  الجزار بالذبح  على الخراف...
قال ابونا جاك: الحق معك ابنتي سحر، هذا الموضوع جعل الشباب يهربون من تحت سقف الزوجية، إلى تحت سقف المساكنة... الشاب يعطي  الشابة مفتاح بيته، او هي تعطيه مفتاح بيتها، ويشتركان  في حياة مشتركة... قد تدوم المساكنة اياماً، أو اشهرا، او سنوات، وعندما يختلفان يعيد المغادر المفاتيح إلى من يملك البيت وينتهي الامر ببساطة... ويبحثان عن مساكنة جديدة...لذلك لم يعد شباب اليوم يرغبون بالإنجاب، خشية فك هذا الارتباط الهش، الذي لا جذور له، وغير مبني على أسس متينة، مجرد اختلافات صغيرة، قد تؤدي الي فض تلك الشراكة، ويذهب كل واحد منهم يبحث عن سكن جديد...والسبب  الرئيسي لذلك هو غياب  الله عن تلك البيوت...
والغالبية اليوم، يشجعون مثل هذه المساكنة البعيدة عن الدين، ويقول البعض: الانفصال  افضل من البقاء تحت سقف بيت تصبح الحياة  فيه لا تطاق...
لذلك الكنيسة  اليوم حيرى في هذه المسألة، هل  تنظم وتشجع هذا المنهج الجديد الذي يفرضه الواقع، ام تقف بعكس التيار وبالتالي تخشى أن تفقد  غالبية ابناءها... 
في  الفندق اتصلوا مع مدير المصنع في الصين، ودعوه هو وزوجته اذا كنتم تحبون  أن نعزم احداً من عملاء المعمل الذي تتعاملون معه في فرنسا.
قال المدير الصيني، ربما مدير المعمل في باريس هو وزوجته... ومعملنا  يتكفل بمصاريف حضورهما إلى دمشق...
امضى العروسان وجورج تلك السهرة في عزيمة مدير معمل القطع الكهربائية وزوجته واولاده بأحد مطاعم باريس الفاخرة...
وجورج كان سعيداً جدا بأصدقاء الجدد... 
كاتب الرواية: عبده داود
إلى اللقاء بالحلقة  19
الرجاء ممن يود قراءة حلقات سابقة يجدها في :
(مجموعة يوميات مضيفة طيران)

الأربعاء، 12 مايو 2021

أمنية...... د. عبدالله دناور.

 أمنية

ـــــــــــــ

في هذا الجوّ الغائم كليّاً

إلا من فرجات سماوية صغيرة

تشرق فيها الشمس

ويضحك القمر

أفتش في كلّ مكان

عمن يضحك من قلبه

ضحكة زهرة تفتّحت للتوّ

أن يمرّ ..

مرور غيمة ماطرة

رافعاً رأسه كشجرة

صاعداً في ملكوت البهاء كحورة

فرحاً كفراشة

ينطح صخور الأحزان كموجة

سعيداً كنحلة

لماذا الجميع يغني كناعورة

تندب أيام الينابيع

مجروحاً كناي

ايّها القلب..

عندما تعثر على من له.. 

هذه الصفات الحسنى

أخبرني بأعلى نبضك

عندها سأكون أسعد..

إنسان في العالم 

وسأصرخ بأعلى صوتي..حقّاً

نستحقّ أن تزورنا الأعياد بجدارة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. عبدالله دناور.      13/5/2021

( عدت يا عيد )

بأي  حال عدت  يا  عيد

وإني لأخشى عليك  .. 

أن يصيبك ذهول الإنتظار 

ترتعد خوفآ .. 

من مصاب قد حال 

بين وريدك ونداء السماء 

عدت يا عيد .. 

بأي  حال  من أحوال  البقاء

بدمعة طفل جائع ؟؟

وحرقة أم ثكلى .. 

وعذارى تنتظر فارس 

قد رحل دون سؤال  ..

عدت  يا  عيد  الفرح

وأول  الفرح جرح 

بأي  شكل  عدت  ..

أبتباشير  الفرح  ...!؟

أم  بليلة   القدر 

 التي حملت  في  طياتها  جرحآ

وطفلآ جريحآ يحاصره الخوف

من فقدان الحياة .. 

السواعد  السود  في  قدسنا

أدت  الغرض  .. 

والعزة .. عزتنا شيعت 

فرحاً  إلى  الحياة

زغردن أمهات أطفال  الحجارة 

ارحامكن  أنجبت بطولات .. 

بأي حال  عدت  يا  عيد .. 

بأي  حال  من أحوال النقاء

رواية دموية ...

من ضحايا القهر والظلم

 والإحتلال .

ما زلت أسمع ..

عويل وطن يستجدي العروبة 

وطفل جريح يحاصره الخوف 

من فقدان الحياة 

ما زلت أبصر  .. 

وقع أقدامهم 

هناك على المقابر 

ينشدون تباشير النقاء 

بأي حال عدت .. 

عد إلينا بتباشير 

الفرح والإنتصارات 

عد إلينا بتباشير ...

ضماد جرح قد نزف 

ونحن نزف شهداءنا إلى الحياة .

( خربشاتي) 13/5/2021


      بقلمي/ ثراء الجدي
كيف العيد
جمعت حروفي من أعماق أشجاني
ودمع العين بات مقياسا لأحزاني

هذي حروفي ودمع العين يخبركم
كم  هدني الشوق  إليكم واضناني

العيد أقبل  وهذ ا  اليوم موعده
كيف  العيد وقد فارقت خلاني

لو كنت أعلم قبل هذا بفراقهم
لكنت جهزت مع الخلان أكفاني

فكيف  انسى عبر  الدهر ذكرهم
لطالما  أن  فراقهم   أشقاني

عل وعسى الاقدار تجمعنا معا
ونلتقي   خالدين  بجنة  الرضوان
بقلمي رابية الأحمد
لا تتكبّري

كـونـي كـَمـا تـَشـائـيـنَ
لـَكـِنْ لا تـَتـَكـَبـَّري
فالـْوَرْدُ يـَشـْرَئـِبُّ عـالـيـاً
بـِعـَبـيـرِهِ لا يـَبـْخـَل
فـالـْنـُّجـومُ فـي عـَلـْيـائـِهـا 
تـَتـَلألأءُ
لـَكـِنَ نـورَ الـْبـَدْرِ
 مـِنـْهـا أسـْطـَعُ
كـونـي كـَنـَسـيـمِ الـْصـُّبْحِ
 مـُنـْعـِشاً
لا كـَهـَجـيـرِ الـْظـُهـْرِ حـارِقـا
أنـْتِ مـِنْ طـيـنٍ وَمـاءٍ
لـَكـِنَّ روحَ الـْلـَّهِ فـيـكِ
 تـَتـَمـَرْجـَحُ
وَلا تـَكـونـي فـي رأيـِهـا
 تـَتـَأرْجـَحُ
كـونـي صـَخـْرَةً 
إذا داهـَمـَتـْكِ الـْعـَواصـِفْ
وَلـَيـِّنـَةً كـَغـُصـْنِ الـْبـانَ
 فـي الـْعـَواطـِفْ
فـَإنْ أحـْبـَبـْتِ لا تـَقـولـي
 هـَذا عـالـِمٌ عـَلـَمٌ
وانـْصـُتـي لـِنـِداءِ قـَلـْبـِكِ
 وَإلأ أصـابـَكِ ألـَمٌ
وَلا تـُصـْغـي لـِقـَولِ الـْغـَيـْرِ
 فـي الـْحـُكـْمِ والـْحـِكـَمِ
أنـْتِ نـِصـْفُ الـْحـَيـاةِ
 وَلـَسـْتِ كـُلـَّهـا
والأخـْذُ والـْرَّدُ
 فـي الـْحـَيـاةِ سـِرُّهـا

بقلم فؤاد حلبي
الأقصى ينادى
*********
انا الاقصى اناديكم 
دم الاطفال تحييكم
وتحريرى بأيديكم
هلموا يا بنى العربان
ندائى للعرب أجمع
صراخ الأم لاتسمع
عويل الطفل فى المخدع
عساكم ان تصموا أذان
نسيتم مسرى سيدنا
ومعراج بصخرتنا
فلموا شمل أمتنا
وهيا فجروا البركان
أنا ثالث حرم وشريف
غفلتم عنى صرت نزيف
ودنسنى عدو وسخيف وذنبى فى رقاب من خان
أنا الاقصى وبيت الله 
انا مسرى عريض الجاه
اناشدكم بطوق نجاة
نحرر مجمع الاديان
انا الاقصى ايا عربان
انا الاقصى لكل زمان
سأبقى مهبط الاديان
فهيا مجدوا البنيان
انا الاقصى اسير الظلم والطغيان
وقومى غفلى بكل البعد والنسيان
هيا اتحدوا وردوا سطوة العدوان
فدين الله باق مدى الازمان ومحمد باق ومحمد باق باق باق مدى الازمان 
***********
جمال على الشرقاوى 
شاعر العامية 
مليج منوفية
قصيدة نثرية

الليل يفتخر  بك يا قدس

عبدالصاحب ابراهیم أميري 
*********
ليلة قاسية قضيتها  بالأمس، 
بين الحياة والموت
معركة كبرى تدور   رحاها حولي  
لا سلاح  معهم  إلا الحق 
لا سلاح معي إلا الحرف
فتيان بالحجارة  يقاتلون قوى المكر
 حتى الموت
كأنني كنت  في القدس، 
ماذا أفعل وفكري الخصب
يؤرقني
يقتلني 
إلى القدس ينقلني
لن يتركني 
ليتني كنت جاهلا كجهلاء العصر
ليتني لم أكن 
ليتني لم ألد 
من بيوتهم العز  يطردون
ويقاومون
كما طردوا خلال  العقود
 رويدا رويدا
هذه هي سياسة الخصم 
 من مسجد الأقصى يمنعون في ليالي القدر
ويصلون
جريمة كبرى تحاك  
السادة نيام يشاهدون تفاصيل العرض
يشاهدون فيلما هم صانعوه 
ليلة قاسية قضيتها  بالأمس،
**************
ليلة قاسية قضيتها  بالأمس
الإرهاق ارهقني 
غفوت  لحظة  دون إرادتي
لأني لم أود أن أكون كسادتي
هربت من النوم على صوت استغاثة 
صراخ 
بكاء
لا أدري 
بدأت أبحث  عنه  حولي
الأستغاثة 
تدوي
لا أحد حولي 
أمر غريب  هذه الليلة يجري 
من هو الباكي في هذه اللحظة
 وفي بيتي
تركت المنزل متفحصا لأجد الباكي
لم أجد أحدأ
 سوى صوتا يمزق الأذن
صرخت بأعلى صوتي
هل أنا أحلم
أم طفح الكيل وجن جنوني 
-فكرك الخصب، جعلك تعي
أنا الليل 
أصرخ و أبكي 
 بك أتوسل ياصديقي
انهض 
ليس الوقت للأستراحة 
 إخوتنا في القدس  تحارب بالحجارة
عبد الصاحب إبراهيم أميري
********
يوميات مضيفة طيران
باريس   
الجزء 17

الح لويس على هدى أن تذهب معهم الى باريس، لكن هدى اعتذرت بشدة لأسباب مختلفة اختلقتها، والحقيقة السبب الرئيسي لا تريد أن تكلف صهرها مصاريف لا مبرر لها... ولا تريد أن تترك الأولاد فترة طويلة، وفعلا هدى أحبت أولاد لويس وصارت تشتاق لهم وتحب أن تقضي  معهم معظم أوقاتها... 
لويس أحضر معه ابنه جورج، لأنه كان يشعر بآلام ابنه التي يحبسها في قلبه اشتياقاً لوالدته المرحومة... 
فكرت سحر أن  تغتنم الفرصة وتتقرب من جورج  طالما سيكون معهم  لمدة خمسة عشر يوماً... ربما هذه المحاولة اليائسة قد تساعد في ابعاد شبح جورجيت من فكر لويس.
جاءت دلع تدفع العربة،  محبة سحر وتواضعها منعاها من ان تترك زميلاتها دون مساعدة على متن الطائرة، لذلك قامت وارتدت ثياب مضيفة الطيران، وأخذت تساعد المضيفات رغم ممانعتهم الشديدة لذلك، بذات الوقت  كانت ترغب أن تسعد جورج، وتكسب قلبه، ادخلته على غرفة الكابتن سليم، وكم أفرحته هذه الزيارة...  
كذلك الذي اسعد جورج هي  سحر المضيفة التي تحضر امامه عربة مليئة بالعصائر والحلويات التي يحبها...
سحر تشبه العروس التي تغرق، وقد استسلمت للمصير البائس...وقالت هذه مشيئة الله لا مشيئتي... 
في باريس، طلبت سحر بأن يقيم  جورج معها في غرفتها، فهم لويس سحر وايدها في رغبتها...
في الحقيقة، جورج أحب سحر التي تحكي له القصص، وتحادثه باللغة الفرنسية...وتطلب له المأكولات التي يحبها...
لويس يعرف باريس جيداً، وقد زارها مرات عديدة هو وجورجيت، استأجر سيارة فخمة لتكون تحت تصرفهم حيث يذهبون... رغم صعوبة إيجاد موقف للسيارة حيث يمرون  لكن من الأصعب التنقل هنا وهناك بدون سيارة، وهم جاؤوا أصلاً  ليتبضعوا  جهاز عروس وتواصي  أخرى للجميع،  ومن الصعوبة بمكان انتظار سيارات الأجرة  في الشوارع في أواخر شهر كانون الثاني البارد جداً في باريس...
لم تكن سحر تشتري أي شيء، فقط كانت تدور في الأسواق، وتشاهد المعروضات وتقول سنشتري أغراضنا بعدما نعاين  النوعيات ونعرف الأسعار...لم تكن تعنيها أسماء الماركات العالمية البراقة، التي كانت المرحومة تحبها وتتعامل معها كما كان يقول لويس...
 كانت سحر  تبحث عن الجمال البسيط والاسعار المعقولة والأقمشة المتينة...كانت تقول أنا اشتري رداء، لا يهمني أسم دار الأزياء ...
بعد الظهر كانوا يزورون الأماكن المشهورة في باريس، 
ومنها متحف اللوفر... قال الدليل بان متحف اللوفر هو أكبر متحف للوحات في الارض، يضم بين جدرانه أكثر من مليون لوحة...وهذا المتحف هو قبلة الفنانين وعشاق الفن في العالم...
  سحر قرأت عنه الكثير اثناء دراستها الجامعية، هذا جعلها تتمتع برؤية لوحات قرأت عنها، واليوم تعاينها فعلاً... كانت تشرح سر جمال  تلك اللوحات، وتركز على افهام  جورج اسرار روعة تلك الرسومات وخاصة  المشهورة منها...
لويس ازداد اعجابه بسحر بثقافتها  الواسعة بتاريخ الفن وفهمها لسبر معاني اللوحات الفنية، وتفهمها أسرار جمالها، وأسباب  شهرة تلك اللوحات...
قال لويس، صحيح أنا وجورجيت زرنا هذا المتحف مرات، لكن لم يشرح لي أحد بإسهاب كما أنت تفعلين، والذين يشرحون لم أكن أفهم منهم  جيداً الذي يقولونه بسبب اللغة، كما أفهم منك الآن، اليوم انت تعوضين عليّ ما فاتني   يا أجمل مضيفة طيران، و يا أشطر  دليل... قالت سحر بسرها الحمد لله  اليوم لويس وجد فيً شيئاً لم يجده في المرحومة...تلك كلمات الغزل الناعمة الجميلة التي يقولها لويس لها، كانت عطر يبعث فيها الحياة... وكانت تقول: ربماً  يوما ما سيحبنا  لويس  سوية الجسد والروح...
الذي أعجب سحر كثيراً هو ذكاء جورج وتقبله لفهم  المعلومات التي كانت  تشرحها  له...
 يوم الأحد، طلبت سحر زيارة كنيسة نوتردام، وحضور القداس فيها، وهذه الكنيسة  من أشهر كنائس العالم... وتذكرت كلام ابونا ميشيل الذي قال بانه سيحملهما  رسالة الى ابونا جاك، وكم خجلت من نفسها لأنها نسيت الأمر...
سألوا عن الكاهن جاك، ولما عرف بانهم من سورية، ومن قبل ابونا ميشيل  استقبلهم بحرارة حميمة  وسألهم عن أحوال صديقه، وقال ابونا ميشيل من أعز أصدقائي خدمنا سوية في لبنان، وأنا تعلمت بعض العربية هناك... 
  قالت سحر ابونا ميشيل هو مرشدنا الروحي أنا وخطيبي...
تساءل الأب جاك تقولين خطيبك، إذن من يكون جورج هذا؟ 
رد جورج بالفرنسية الصحيحة، والدتي توفت، وهذه مضيفة الطيران سحر ستكون زوجة ابي...
انبهر الخوري بالفتى الذي يتكلم بلغة فرنسية متقنة وجميلة، سأل ابونا جاك جورج، أين تعلمت اللغة الفرنسية؟ أكيد امك كانت فرنسية؟
أجاب جورج: الراهبات هن اللواتي يعلمونا...
قال الخوري، ما أروع الانسان الذي يتكلم عدة لغات، فيسهل عليه التواصل مع الجميع... 
أخرجت  سحر موبايلها وطلبت الأبونا ميشيل، وتكلم الكاهنان الصديقان مطولا مع بعضهما البعض... 
سأل  الخوري جاك، هل زرتم برج ايفل؟ قالت سحر لا لم نزره بعد، لكن ربما غداً...
قال الخوري، أنتم غداً في ضيافتي هنا في الكنيسة، وبعد الصلاة الصباحية في الثامنة، سنذهب الى برج ايفل ونتناول وجبة الغذاء هناك، وتتمتعون بجمال باريس من علو شاهق...
برج ايفل تحفة فريدة  في العالم بتصميمه وبجماله، لا أحد يقدم الى باريس ولا يزور هذا الصرح الجميل، الذي أضحى رمزاً لفرنسا...
حاول لويس الاعتذار، لكن الخوري الفرنسي الح عليهم  وقال هل تريدون  أن يزعل مني ابونا ميشيل كاهنكم...ويعرف بأنني تعرفت عليكم، ولم اقم بواجبي تجاهكم...اذا رفضتم دعوتي  سأخبره ألا يكللكما...
قال لويس: في هذه الحالة سنكون عندك قبل شروق الشمس...
قال ابونا جاك: وأنتم سوف تتذوقون  أطيب  أنواع الاجبان التي نحن نصنعها  من حليب  ابقار مزارعنا... وقام  الأب جاك وأحضر زجاجتين نبيذ من نوع  (روزيه) وقال هذا النبيذ من عنب كرومنا،  ونحن أيضاً من يصنعه... والنبيذ  الفرنسي هو أشهر الخمور في العالم.
فتح الزجاجة، وسكب في الكؤوس، وقال سأحملكم الزجاجة الثانية، هدية الى الاب ميشيل...وأنا لن اتناول فطوري غداً قبل حضوركم...وبعدها نذهب  للتجول في باريس والى برج ايفل...
في اليوم التالي بعد الفطور الشهي، سأل أبونا جاك بما أن  الجو لطيف اليوم، ما رأيكم نزور أجمل حدائق باريس...
زاروا حديقة الشانزيليزيه وبعدها ذهبوا الى برج ايفل  وصعدوا الى المطعم العالي، قال الأبونا جاك: كان هذا البرج هو ألأعلى في العالم لذلك نال شهرته الواسعة، واليوم انتم  سبقتمونا شيدتم أعلى برج في العالم قاطبة في دبي...
سأل الأب جاك عن  سبب زيارة العرسان  الى فرنسا  في فصل البرد، قال لويس جئنا لنشتري جهاز العروس  إلى سحر سوف نتكلل في الشهر القادم.
قال ابونا جاك، حسننا أخبرتموني سوف اذهب  معكم غدا صباحا ارشدكم  الى دور أزياء في احياء  مغمورة...  
بعد وجبة  الغذاء  في برج أيفل قال  لويس دعونا نحضر فلماً فرنسياً... 
قالت سحر لنجد فلما للمخرج الفرنسي غودار. 
 بعدما استمتت سحر بفلم غودار قال لويس  ما رأيكم  حضور استعراضا كانت جورجيت تحبه...
قالت سحر: أنا متعبة. 

كاتب الرواية: عبده داود
الى اللقاء في الحلقة 18
ارجو من الراغبين قراءة حلقات سابقة، ستجدونها في مجموعة:
(يوميات مضيفة طيران)

كلثوم حويج

يوماً تعود

كم قُتلنا 
وكم ذُبحنا 
وكم صُلبنا 
وكم رتقنا جرحنا 
قلنا 
كفى 
فنحن لانخشى العدا 
نعيش عزاً أو نموت 
قلنا 
انتهى 
وكم 
اعطينا في الصبر دروس 
ذقنا المرارة في ظروف
فنحن لسنا كالانبياء
موسى 
محمدا
أو يسوع
كم اعطينا عبر 
صبراً في البلاء والكروب
صبرا في الابتلاء والحروب 
كم تناسيتم 
جرحنا 
عبق الماضي والفتوح 
تناسيتم 
نحن عرب 
أخوة يوسف والجدود 
لسنا اذناب اليهود
ستسقط 
كل الكراسي والعروش 
سندفن تحت 
التراب 
نواري الثرى 
ستتساوى جميع اللحود
دون واسطة أو لجوء 
القدس 
قلب العرب
فلسطين
نبض العرب
للحرية 
بالحجارة بالسلاح بالبندقية 
زهرة المدائن
لابد يوماً ان تعود 

كلثوم حويج
؛ (مسرى الرسول )

الكامل

بقلم رنا عبد الله

مسرى الرسول تالما  ولقد شكا 
رب البراق  وللسماء معانقا

وهنا اتت رسل الاله جميعها
قد عاهدت عند الاله  بموثقا

أن النبي هو خاتم  ومصدق
للسابقين بنورهم قد  أشرقا

وتكالبت أيدي اليهود بقسوة   
ونبيهم منهم براء ما دعا
 
وهنا عناق  محمدٍ بيسوعها
زاد  الوداد كليمها  فتعانقا

وكأن أديان الاله فاقسمت
وعلى تآلف ابن  آدم  ما بقى

قتل النفوس بشرعهم فمحرم

بجميع اديان الاله ومطلقا
من بغداد لفلسطين 
الكامل
بقلم عمر طه اسماعيل 

ياحاكما بالعدل إنا نشتكي
شكوى ضعيف عاجز من معتد 

في قدسنا عاث الفساد علانة 
سلب الحقوق لأهلها في المسجد 

ثوب العروبة مزقت أوصاله  
والكل فيها خانع متردد 

حكامنا باعو القضية جهرة 
وتضامنوا مع فاسد ومعربد 

بغداد تشكوا جرحها بمرارة 
صنعاء كم سالت دما لا منجد 

ودمشق فيها امطرت بمصائب
لبنان لا تبكي فما من خالد 

أختاه في القدس الشريف تضرعي 
فالله لن يطيل ظلم المعتدي 

قد طال ليل الظالمين وجورهم 

ياغارة المولى القوي فأراعد

طفلة الشوق

 ( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت  طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني  ...