سارق الذهب
.................
يعمل في أحد مخازن التموين بصفة عامل بأجر يومي زهيد لايكاد يكفيه هو وإخوته الثلاثه الذي توفى والدهم وهم لايزالون صغار يعامل إخوته بقسوة دائم التأنيب والتوبيخ والتهكم أمه تتحمله على مضض لكونه الوحيد الذي يستطيع العمل ويأتي بشئ يسد رمقهم في أحد الأيام زارهم إبن عمهم يتفقدهم ويسأل عن أحوالهم ورأى تدهور أحوالهم وسوء عيشهم رجع وهو يفكر بأسلوب مناسب كي يساعدهم في أعباء الحياة وتجاوز هذه المرحلة الحرجة في حياتهم كان لديه متجر صغير في سوق الذهب وهو قد تجاوز خط الفقر نوعا ما ...مضت عدة أيام وهو يحدث نفسه مشفقا على أبناء عمه وما وصلوا إليه من إملاق فقرر أن يعود إليهم ويأتي بإبن عمه ليعمل معه ويعطيه أجر يسد حاجاتهم الملحة ..مرت السنين وقد كبر إخوته وشقوا طريقهم في مضمار الحياة الشاق.. وقد تزوج وبدأ مرحلة أخرى في حياته وهو يعمل وقد كسب ثقة إبن عمه بشكل ملفت وأصبحت أحواله المادية تتطور يوما بعد يوم .. في أحد الأيام جاء إبن عمه( الصائغ )ليرى المتجر قد سرق فدخل في دوامة الشك والظنون اَتى إبن عمه(الصانع) ليرى المشهد بدهشة وهو يحاول إيجاد دليل يتعرف من خلاله على هوية السارق بدأ تارة يتهم أصحاب المحلات المجاورة وتارة عملاء المتجر وأخرى أقرب الأصدقاء محاولا إلقاء التهم جزافاً وأقناع إبن عمه بصواب رأيه ..في المساء رجع إلى منزله متعبا مشتت الأفكار يساوره القلق والحيرة بقي ساهرا تلك الليلة بعد منتصف الليل بدأيتدارك ثورة أعصابه قليلا ويعود إلى رشده ويفكر بالحلول العقلانية قرر أن يترك القضية للزمن عله يكشف طلاسمها ..حدث نفسه قائلا خسارة المال خير من خسارة الإصدقاء والجيران والإقرباء دوامة الشكوك سيكون لها أثر سلبي ..دارت الأيام وشاءت الأقدار وحدث خلاف بينه وبين زوجتة وصل إلى مرحلة الطلاق فأرادت أن تبرأ ذمتها وتكشف حقيقته لإبن عمه( الصائغ) وتدله عن المكان الذي كان قد خبأ فيها المجوهرات في حفرة داخل الأرض في باحة الدار فوجدها ومعها المحتويات الأخرى المصنوعة من معادن رخيصة تستعمل كأدوات في العمل وجدها قد تَاَكلت وعلاها الصدأ أما الذهب فحافظ على وهجه حينها تذكر مقولة كان يرددها والده ..المعدن الرخيص يتغير والمعدن الأصيل يزداد بريق ولمعان مهما قست الظروف .
✍️أبوسالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق