الخميس، 22 أبريل 2021

أبو مصطفى آل قبع

 رمضت فهل تذكر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رمضت فهل تذكر

 بذي عطش

سغبت بجوع 

في ثنايا الجوف

فد  عشعش

أولم تر.. أو لا ترى

طير بحومته بالقوت

من  غبش

وزعب قوتها

الرمضاء في  قش

احذر لمنزلق 

 الزمان وغش

وهاوية بالسفح  هش

رمضت .. سغبت

وهبت ... قبضت .. 

غدفت عطاءا"

قبضت مالا"

هو للزوال .. فلا تستوحش

والعمر كالزرع يدنو 

لعزق الروح  حش

أتتك الدنا

بغوايةٍ أتتك بزينةٍ

كطاووس حباه 

الله ريش

أفضت  بزينتها لبُب

بخلابة عقلٍ سُلب

هي دورة لم تستتب

أو من خيار لمحتجب

وقرت عيونك جاحظة

في كل يوم نائحة

وكما العقاب لمبصر طمع

والمال يحسر من جشع

فمال لذاتك 

لهذا الحال  تخنع

أقلع ..أقلع 

حالٌ كهذا  لا ينفع

ومرأى العيون تنقب

فذاك فيها يختلب

وأخر بالمرارة يُنتدب

وأخر في غمرة اللعب

في ركبها منجذب

وذاك حبله مضطرب 

ألوانها حلك الخطب

والرأس فيها منصدع

شجر بغيٌّ مضطجع

لو شاء نجَّى نفسه 

من ثم قد هرب

مما اعتراه  من كُرب 

وعويل ثكلى تنتحب 

فرح شفيف مقتضب

والناس تلهو بالطرب

والغيم ماله من جوب 

نكبٌ راجعة

وخيول مُراً جامحة

وروح بعزلتها قابعة

ببلقعة بالخير جائعة

رهج الغبارٌ  وعاصفة

والموت  بالناس عاطفة

لغوب هدنا تعب

لا خيفة  بالنفس  أو ريب 

أكلوا مؤن الحرام رطب 

وخرير دم بأرضٍ ينسكب

فماذا تنتظر 

أجل دناك لتحتضر

ارحل فظهرك منحدب 

وغليل أحشاءٍ نغب

فسواد ليلك مقتضب

ارحل بكف مرتعش

والجذع منخور النهش

 ماتت كواكبنا شهب

ما عاد عزٌ ترتقب

فتحدث النفس أحيانا كذب

لما استبان الشك لا جنب 

فما لنفسك مورد أرب 

فدار البقاء عنق الجنان عذب

هي المأوى وخير عقب 

بجوارح  صم واحتسب

براقة دنيا الغرور لمحتطب 


 أبو مصطفى آل قبع

إدريس هدهد

 تختفي خلف الحروف

تشبه بغداد في ابتسامتها

ودمشق في أوج زينتها

تداري الألم والحزن

تخشى على نفسها

الوقوع في الحب

لا تريد أن تنسى

لَمَّا هَوَتْ فَهَوَتْ

وهي في المنفى

صدتني عنها بكل قسوة

والدموع على خديها

جارية

لا تملِكُ إلا حججا

واهية

تتمسكُ بماضيها

ولا تريد أن تنسى

تحسب أني متلاعب

يهوى القنص

ما تدري بأني توأمها

ومِلْكُ يمينها

عشقي لها سرمدي

لا يحده زمكان

وأقسم أن عينيها

لن تجري بالدمع

وأنا سيدهما.


💙💙 


‏‏‏✍🏻  ــ❀❀ــ  ــ❀❀ــ❀❀- 👇

          - بقلم الشاعر/ (((-إدريس هدهد-💜)) -

عبد الصاحب إ أميري

 قصيدة نثرية

سر العمر

عبد الصاحب إ أميري

***************

قضيت فصولا  من فصولي، بل  قل كلها

أسأل 

دون أن أعلم ،

أسأل كل لحظة منها

كل رمشة عين  منها 

كل حين،

 أسأل 

سؤال شغل العقل وظل حائرا يسأل 

ماذا أعمل 

قرعت النواقيس

قرعت الطبول باكيا

أستجدي جوابا

 سؤال حرمني من النوم 

بدأت به كل ليلة

 أحلم

وفي أحلامي 

أسأل 

**************

رفع الستار، 

بدأ العرض ياسادتي

صفق الحضور

قالوا لي تابع العرض حتى المشهد الأخير ، جوابك ها هنا يكمن

ظهر العمر وليدا  في لحظته الأولى ملطخا بالدماء يبكي و يصرخ

صفقوا

هلهلوا

غنوا ورقصوا

لعينيه الزرقاوتين وشعره الأشقر 

قدموا فتياتهم 

 ليبني لها عشا  حين يكبر

.و هو لا زال يبكي ويصرخ

مشهد شد العقول

وأنا لا زلت 

أسأل 

***********

لازال السؤال عالقا في الاذهان، 

يبحث عن مرفأ

والعرض  لم ينتهي بعد

 وقف الوليد صبيا، رجلا، 

أشتد عوده

على حافة الطريق 

يرى العمر يلهث، 

يشق الطريق بفنون تحير العقول  وعقلي أنا الأبكم 

يحتال 

القوم بالمال تهتف كل لحظة 

أي مال كان

حلال أم حرام. أنا لا أدرى 

 بالحياة  يطالبون  

حياة  من 

صدقوني أنا لا اهذي 

بالباطل يشهدون ، من أجل دراهم واهية

يحاربون 

يقاتلون

ينهبون

الليل يأتي النهار يذهب 

ورقة من العمر تحت الأقدام تسحق

عمر عند  أول دمعة ينتهي  

آخر شيخ عجوز  يرمى في المهملات 

يستغيث

كنت وما كنت،  واليوم ماذا 

عاصفة سوداء هبت

اسدلوا الستار

أعلنوا إنتهاء الفصول

بكى الحضور

لفصل الحساب العسير

عبد الصاحب إ أميري

***********

عبدالفتاح حموده

 تأتي الرياح بمالاتشتهي السفن

منذ أن توفي زوجي وقد زادت الاعباءالملقاه على عاتقي وقد أخذت من نضاره وجهي وقوامه جسدي ما أخذته تدريجيا ومن يومهاأصبحت بمثابه الأم والأب لاولادي وقد أعلنت الرفض التام لكل من تقدم للزواج مني ولست أنا التي تتزوج بعد زوجها الذي اسعدني طوال حياتي وكان مثالا للزوج الطيب الحريص على إسعاد زوجته والجدير بكل حب واحترام.

وقد ظننت أن الأعباء الثقيله الملقاة على عاتقي كفيله باخماد الجسد وإيقاف الفكر ومواجهة الاحساس بالوحده بعد انشغال الناس عنا بأمورهم لدرجه انه لم يعد اي احد يهتم بمتابعه أمورنا والسؤال عنا ولو هاتفيا ولهذا أحسست بأن الدنيا قد خلت تماما. والاحساس بالعزله يتزايد يوم بعد يوم ولم أعد أحتمل الحياه بمفردي أبدا .

ولعل هذا الاحساس مهد لي أن أستقبل (طارق) الذي وجدته لايختلف كثيرا عن زوجي وقد جذبني إليه رقه حديثه وأسلوبه الهادئ وسعه صدره للتفاهم والتواد والحرص على إيضاح نواياه إذا غلبت على الطرف الآخر فهمها أو ظن بها غير القصد المنشود ومن الغريب أن طارق هو الآخر يعاني نفس الاحساس رغم أنه متزوج ولكن زوجته مشغوله عنه تماما بحضور مؤتمرات وندوات وكلها تخص تنميه الاسره وإيجاد الحلول المناسبه للمشاكل التي تتعرض لها.

وقد قررنا انا وطارق مواجهه أمورنا مواجهه جاده عاقله دون إلحاق اي ضرر بزوجته وأول ما نفعله أن يعيد عليها طارق تقصيرها في حقه ويمهلها مده معينه لتؤكد حرصها على إسعاده وتوفير سبل الراحه له وتعويضه عما فات وان تكون له زوجه صالحه وليست زوجه على الورق دون أي اهتمام وان تلتزم بما تقدمه في ندواتها ومؤتمراتها  في البيت.

والخطوه الثانيه انه لا مفر من زواجنا على أن يخبر زوجته تدريجيا بذلك طالما هي غير قادره على  القيام بدورها كزوجه. ولم يفوتني أن ادع الفرصه لطارق ليتقرب إلى اولادي حتى يتقبلوا أمر وجوده في حياتنا فيما بعد وكنت على ثقه تامه انه سوف يفلح في مهمته.

هكذا رتبنا أمورنا بعقليه واعيه حريصه علي الحفاظ على علاقتنا وان كان الذي يفكر بعقله يظن أن الامور كلها بيده. وظننت انا وطارق أن الأمور قد آلت الينا وأنه لم يتبق الا بضعه خطوات نبدأ حياتنا بعدها.

وذات ليله عدت انا وطارق للبيت تلبيه لدعوة أولادنا ووجدناهم قد أعدوا وجبه عشاء متواضعه على قدر امكاناتهم الا انها تعني الكثير وان كنت قد أحسست أن هناك شئ ما يدبره أولادي وراء هذه الضيافة و بعد انتهاء الضيافة استأذن ابني الأكبر اسامه الانفراد بي لوقت قليل وتابعه مجدي ثم ناهد وهنا زادت حيرتي وشغفي لمعرفه ماوراء هذا كله. وكانت المفاجأة وبدأ  اسامه يتحدث في هدوء تام:_

شوفي ياماما.. احنا فكرنا كثيرا في أمر زواجك من عمو طارق ووجدنا من الصعب بل غايه الصعوبه أن نتقبل رجلا غريبا مكان ابي وقد أعددنا هذا الحفل للترحيب به كصديق ولكن ليس كاب بديل لنا

جلست في غايه الصمت واذهلني الأمر كله وطال بي الوقت في دهشتي وذهولي ونسيت أن طارق جالس في الخارج فخرجت مسرعه إليه فوجدته قد انصرف...

مع تحياتي عبدالفتاح حموده

هدى عبده

 أمواج وحنين

...................................... 

أبحرت في عمق عينيك

توسدت شراع الحنين

غرقت في عسل عينيك

كلما إبتعدت عنك

أنتظرك يانبض الوتين

 أترقب قدومك

أراك في وجوه العابرين

أحدق النظر

فلا أرى إلا طيفك والحنبن

أنتظرك

تتضاعف دقات قلبي

 أرى طيفك تتبعثر مشاعري

أبحث عنك 

في كلمات العاشقين

أرتدي الصمت

أنتظرك

يأسرني حلمي الدفين

أتوسد كتفك أمانا وحنين

برفقتك

أكون لك جنة الحالمين

حبيبي

نور ملأ سماء قلبي

أزاح ظلمته والأنين

وحدك أنت

ملأت قلبي

والأحداق والجفون

تهديني حديثا

يمطرني

أشواقا وحنين

وبهجة السنين

إليك أكتب✍️

..............بقلمي

هدى عبده

4/2021

سهيلة مسة

 طوبى لنا


بين نور القمر 

وضياء الشمس

يُرسم وجهه المتبسّمُ

في يقظتي وغفوتي 

يردد اسمه باطني

هو من رب العالمين مُكرّمُ

منذ أن عرفت النبض

نَبَض قلبي بعشقه

حب خاص مُعَظّمُ

غائب عني

حاضر معي

أعيش على أمل رؤيته

في الغد القريب وأتوسّمُ

من اسمه 

تَعرف أن من في السماء يحمده

ومن في الأرض يحمده

حروف اسمِه نُقشت على قلبي

وجُمِّلت  بالجواهر بين كتبي 

أذكره في صلاوتي

صلى الله عليه وسلم 

صلى الله عليه وسلم ولا أَكتمُ

طوبى لنا

بحبيب أحبّنا وفضلنا 

رسم لنا السبيل لنكون أفضل أمة

نفتخرُ تحت ظله وبأحاديثه نتعطر

لا نُحرّف ولا للحقائق نُعتّمُ

أرشدنا إلى الخير 

وفي كل طيبة حسنة

الهدى لمن ظّل 

قدوة للعباد 

نور في ظلمة اليأس  

من ذا لا يُحب محمدا

فهو خاسر في الحياتيْن 

بهواه الفؤاد متيّمُ

زرع رب العرش بذور محبته في النفوس

أزهرت جنانا من خيرة الورى

بدينه وأخلاقه تتنسّمُ

طوبى 

لمن جالسهم 

لمن خاطبهم من على المنابر

لمن تزيّنت مسامعهم بعذوبة صوته 

أخرس كُفْر الحناجر

لمن رافقوه في غزوات النور

وانْتَعَشوا برائحته كالعود في المباخر

وفي رحاب جِواره تتنعمُ

طوبى لنا 

بحبيب هز الجبال من أماكنها

تحمّل الأذى والمصاعب

لتصل كلمة لا إله إلا الله إلينا وتتقدّمُ

هذا حبيبنا المصطفى

وسيرته قوانين تسري 

كبريق في الكون

ولحياتنا تُنظّم

حبيبي يا رسول الله

ذكرك في كل المجالس فخر لنا

اسم محمد في كل أطراف الدنيا يَتَرنّم

سبحان من خلقك وزينك بخاتم النبوة 

صلى الله عليك وبارَك

تصلّي عليك ملائكته وتُسلِّمُ 

حبيبي يا رسول الله

طوبى لنا .


🌼🌼🌼


بقلمي سهيلة مسة/المغرب.

خالد ع . خبازة

غادة .. من بنات العرب

من الرمل .. و القافية من المتراكب

يا لمجــدٍ .. بالعلا مرتهـــنِ

........................ قد تهاوى صرحُه في المحـنِ

أطبق الحقدُ بــهِ من زمــرةٍ 

........................ فرمــاهُ في أتــــونِ الضغـــنِ

كنت أهـوى غـادةً من أمـةٍ 

.........................أشرقَ الفكـرُ بها .. من زمن

كان في الماضي لهم جناتُهم 

.......................  راح تحكــيها  جنـانُ العــدن

طوعوا الدنيا وكادوا عندما 

.......................  ملؤوا أبحـــارَها بالسفـــــــن

هم اذا الحربُ دعتهم جِنَّةٌ

........................ قد أقامـوا جنــةً ...في عــدن

طوعوا الشهبَ وها أمجادُهم  

........................ خرقت ..حتى جـــدارَ الزمن

حكَّموا الأغرابَ في أنفسهم 

...................... و استعانَ البعضُ منهم .. بمن !

و انثنوا بعدُ ..على أعقابِهم 

....................... جرجروا  أذيالَهم في الدمــــن

فتوارى مجدُهم مستمسكا 

....................... ببقايا .. من شظايـــــا  الوطن

صبت الدنيا لهم من كاسِها  

....................... خمرةَ الــذلِ .. أتت   كالمزن

فاذا صهبــاؤها في غفلــــةٍ 

....................... أترعوها بكـــــؤوسٍ  أســـــن

فطوى الدهرُ لهم ما قد بنوا   

........................ و رماهم .. في سعيرِ الفتـــن

 فاذا آثــارُهم .. نهبَ البِّلى

........................  طمستها خربشاتُ الزمـــــن 

آهِ منـــها  أمــــــةٌ في زمــنٍ 

......................... قد سقاها الدهرُ كاسَ الوسن

في بلادِ العربِ كم من صنمٍ 

........................  شاركوا اللهَ .. وكم من وثن

ضـــللوا الأمةَ  فيما شرعوا

........................ و رمَوها في جحيــمِ المحــن  

فاذا ناديتهم ..  نحـــــو العلى

....................... وضعـــوا أيــــدِيَهم في الأذن 

حكموا الأغراب في أوطانهم 

........................ و كسَوْهم  .. برداءِ الوطـــن 

 .....

خالد ع . خبازة 

اللاذقية / سورية

زهير جبر

 قلت اكتبيني..

**********

بين السطور..

حروفا لاجمل قصيدة..

فأنا تراتيل عشق..

مكتوبة في جريدة..

قالت وقد اعتلت..

وجهها حمرة..

اي جريدة..!!

اتقصد تلك التي..

عشقت حروفها..

فكنت السعيدة..

أم تلك التي رسمت 

عليها ورود الحديقة..

تحت وسادتي..

شممت عطرها..

ممزوجة بعطر..

الياسمين...

أم تلك التي 

اهديتها..لي

بقصد الصديقة..

قلت نعم..

اقصدهن كلهن..

فانت الحروف.. بعطرها..

وكل القصيدة..


د.زهير جبر

الأربعاء، 21 أبريل 2021

قصة: عبده داود

 يوميات مضيفة طيران

الحلقة السادسة

سحر مترجمة

سحر الآن مشغولة الفكر تبحث عن طريقة تتواصل فيها مع المسافر خبز وملح الذي كان جالساً قريباً منها، هي لم تكن تعرف حتى اسمه...كيف ستبادره، وبماذا تبادره، لكنها تتراجع وتقول لا... لست أنا من تفرض ذاتها...يجب أن أحافظ على مكانتي، هو من عليه أن يبدي اهتمامه بي، وحينها أنا أبتسم له مرحبة به، ولم لا؟  شاب أعجبني...   

سحر كانت تتظاهر بالاستماع إلى زميلاتها...  بينما هي تسرق السمع إلى الحوار الدائر على الطاولة خلفها، أحاديث عن أجهزة كهربائية وقطع غيار لها... كان واضحاً  بان الأستاذ خبز وملح واصدقاءه الصينيين  يترجمون من الفرنسية ترجمات غير دقيقة...

شعرت سحر بالجوع، استأذنت من رفيقاتها وقالت أنا جائعة ساحضر فطوري، نهضت زميلة معها وذهبتا سوية إلى  المنصة الكبيرة التي تتواجد عليها مأكولات من كافة الاشكال والألوان وبكميات هائلة ومتنوعة...

(طاولة مفتوحة طويلة وعريضة)، سحر لا تعرف  اغلبية تلك المأكولات، تجاهلتها  جميعها، واختارت قطعة خبز  دهنتها بالزبدة  والعسل...وبعد ذلك جاءت  المضيفات الاخريات وحملت كل واحدة منهن صينية واخترن طعامهن...  

بينما كن يتناولن فطورهن، ويدردشن...ودلع تتدلع وجميع الصبايا يضحكن على فكاهاتها الحاضرة ...  

 فجأة صمتن، عندما جاء راكب أمس الأستاذ (خبز وملح) كما أسمته سحر، ووقف بجانب طاولتهن. وقال: أنا لويس عبود من دمشق، اتيت معكن برحلة أمس...  قلب سحر أخذ يخفق بشدة، لكنها تظاهرت بعدم الاكتراث، تابع الشاب قائلاً أنا آسف يا صبايا، لكنني أرجوكن المساعدة، لغتي الفرنسية ضعيفة، وكذلك لغة أصدقائي الصينين. الصينيون أحضروا معهم كتالوجات بالفرنسية وصلتهم من شركة فرنسية يتعاملون معها حديثاً، ونحن نتعذب بالترجمة...

ارجو منكن المساعدة، أنتن بنات بلدي، وستكون هديتي كبيرة مقابل صنيعكن الذي اعتبره معروفا وخدمة لابن بلدكم...

اشارت المضيفات جميعهن إلى سحر وقلن، سحر لغتها الفرنسية قوية وكذلك الإنكليزية، ربما تساعدك في الترجمة... 

شاورت سحر ذاتها، نظرت إلى الأستاذ ورأت نظرة الرجاء في عينيه، قالت بذاتها، هذه فرصة يجب أن اغتنمها... 

نهضت  بتثاقل مصطنع، وجاءت معه حيث هو وزملاؤه... رحب أصدقاء لويس  الصينيين  بحرارة  بالشابة  المضيفة، ذات الجمال الساحر...

ترجمت سحر لهم الكتالوجات بدقة احترافية، واستوعب لويس الموضوع تماماً، ووافق على شراء معدات كثيرة،  لكنه اشترط  معاينة  الأجهزة  على أرض الواقع، ودراسة حركتها وطاقتها الإنتاجية عند التشغيل...

كان لا بد  من  السيد (خبز وملح) عفواً، الآن صار اسمعه لويس عبود أن يترجى سحر بان ترافقهم إلى مقر الشركة، وزيارة المعمل، هي ترددت، لكن المحرج  هو الحاح الصينيين ذاتهم، ورجاؤهم  الحقيقي  بان تبقى معهم لأنهم كانوا جداً سعداء بدقة ترجمتها ولباقتها في الحديث...وهم غير قادرين على فهم  تعليمات الأجهزة ومواصفاتها...لكن بعدما جاء الصينيون جميعهم  إلى  طاولة المضيفات وترجوهن أن يسمحن إلى سحر بمرافقتهم...وافقت سحر الذهاب معهم.

في الحقيقة سحر  كانت في غاية السعادة أن تكون بجانب لويس، الذي سحرتها عيناه ولباقته وطريقة تعامله مع الصينيين، ولو إنها كانت تتظاهر بعدم الاهتمام  بكل ما يدور حولها... 

أمس لم تكن تعرف حتى اسمه، واليوم صارت مترجمة له،  تساعده وهو يترجى خاطرها، لتكمل المشوار معه الذي  قدم من سورية خصيصاً لإنجازه...

الحقيقة سحر كانت تشعر بالفرحة الشديدة لمرافقة هذا الدمشقي الغريب الذي كانت نظراته إليها نظرات حنان واعجاب وامتنان...  

المعمل ضخم جداً، يرى المرء أوله، ولا  يرى آخره، خطوط انتاج مختلفة، خطوط فك  الصناديق، وخطوط تجميع القطع، وخطوط الفحص النهائي على المنتجات الجاهزة، وخطوط تعليب وتغليف، لأجل السوق الصينية أو المعدة إلى التصدير...بالفعل ورشات عمل كبيرة، وقد شبهت سحر العمال والعاملات بخلايا النحل التي تنتج العسل دون كلل أو ملل...

عاين لويس الأجهزة والمحركات التي يريدها، وتم تجريبها حسب الكتالوجات. أعجبته ووافق على شرائها...

دخل الجميع على مكتب الإدارة الفخم، استقبلهم مدير المعمل بترحاب، ومعانقة حارة مع لويس، من الواضح بأن   صداقتهما قديمة وحميمة...

بعد أن تم التوقيع على عقود الشراء، تقدم المدير حاملا ظرفاً مغلق وقال: آنسة سحر أرجوك أن تقبلي هديتنا المتواضعة هذه...

 حاولت سحر أن ترفض الهدية لكن مدير المصنع أصر عليها. وقال الخدمة التي فعليتها لنا اليوم كبيرة، وهديتنا لك متواضعة مقابل ترجماتك الممتازة...  

في نهاية جلسة العمل، قال المدير:  

 يصادف  اليوم  العيد السنوي لنادينا، نادي النخبة، أنا أدعوكم  وبإلحاح إلى سهرة الليلة، وقال في الساعة الثامنة مساءً، ستصل سيارتي إلى فندكم لتنقلكم إلى النادي. سأكون أنا وزوجتي وأصدقاء لنا في استقبالكم... 

عاد لويس وسحر إلى الفندق، قال لويس دعينا نتناول وجبة الغذاء، أنا لا أزال بدون طعام منذ أمس...

ضحكت سحر وقالت ربما قطعة (خبز وملح) تكفيك... وضحكا... وصعدت هي إلى غرفتها واستلقت على السرير.

تنبهت عندما سمعت نقراً على الباب، وإذ سيدتان تبدوان خياطتين تحملان ثوباً طويلا ورسالة من لويس تقول هذا الثوب هدية مني لك من أجل سهرة اليوم. الخياطة سوف تركزه لتجعله مناسباً لك، أكيد أنت لم تحضري معك ثوباَ إلى هكذا مناسبة، كما حجزت لك عند مزينة الشعر هي ستناديك. 

في الساعة الثامنة هاتفها لويس... نزلت سحر بأحد المصاعد الفخمة إلى القاعة الرئيسية، مرتدية ثوب السهرة الرائع.  وشعرها مصفف بطريقة يناسب جمال وجهها. 

هذا التأنق زاد في  جمال سحر وتألقها،  عندما رآها لويس أدهشه هذا الجمال الرائع، وبعفوية صاح كم أنت  رائعة الجمال يا سحر، أنت اليوم  سفيرة سورية في بكين... أحمر وجه سحر خجلاً، ولم تجد كلمات مناسبة تقولها، واكتفت  بكلمة شكراً بالفرنسية (مرسي)... 

 فتح لويس علبة مجوهرات وقال لها هديتي، وأخرج منها عقد رقبة جميل، مناسب لثوب السهرة وثبته على رقبتها، هي شعرت برغبة شديدة بضم لويس وبتقبيله، لكنها تماسكت واكتفت بكلمات الشكر...وقالت بذاتها، الخطيب لا يعتني بخطيبته كما يفعل هذا الغريب معي. رغم أن معرفتنا لا يتجاوز عمرها الساعات... لكنها كانت كافية لها، حتى تجيز لذاتها أن تبحر في عيني لويس بحرية وتزداد اشتياقاً له، صحيح هو بجانبها، لكن في الحقيقة هي أدخلته قلبها...  

ركبا سيارة مدير المصنع (ليموزين فخمة) وانطلقت بهما إلى افخم نوادي بكين، نادي النخبة... 

  عند مدخل النادي، لاحظت سحر جميع السيدات القادمات يتأبطن أذرع الرجال الذين يرافقهن...تريثت سحر بالدخول، شابة تحضر إلى سهرة النادي الرسمية مع شاب، يجب أن تكون صديقته أو خطيبته أو زوجته. هذا مكان راق، لأكابر سكان بكين... لا يجوز أن تدخل هكذا دون أن تضع ذراعها في ذراعه...حتى تكون لها صفة اجتماعية رسمية...

هو تدارك الموقف، لوى ذراعه، وغمز سحر مبتسما، وهي تريثت قليلاً، لكنها مدت ذراعها بحركة خجولة، وتأبطت ذراعه ودخلا...

أغلب الموجودين نظروا اليهما باستغراب وتساءلوا من يكونا؟ من هذه الفاتنة؟ 

سحر كان يخفق قلبها بشدة كونها تأبطت ذراع لويس، رغم سعادتها المفرطة، لهذه الحركة التي تجاسرت وفعلتها...لكن كان يجب أن تفعلها...

حسب مقتضيات الحال.

كاتب القصة: عبده داود

إلى اللقاء في الحلقة السابعة

الحلقات السابقة متوفرة مجاناً للجميع في: 

(مجموعة يوميات مضيفة طيران

فراشة دمشقية

 أترى إن خلق الله روحك 

زهرة بنفسج ..

وكبرت وتعلمت الطيران 

كفراشة ..

ستتعذب طيلة عمر أجنحتك 

أنت الباحث عن عطرك  الأول 

ستتوه بين الألوان ...

تتلاعب بك الريح ..

وبعيدا في الأزقة الخاوية 

ستقترب من إنارة الشارع 

يغريك حديث الضوء 

لتحترق رويدا ...رويدا 

وأنت خفيف كلاشيء

وجل حلمك 

أن تعاود الخلق 

كزهرة بنفسج 


أترى إن خلق الله روحك موجا 

لتكبر وتتعلم لغة الهدير ..

 كيفية خلق الزبد ..

امتلاك سطوة النو ...

لتكسير قارب ...وإخافة سمكة 

ستجد من يهواك ..

على عنادك ...قسوتك 

مبحرا  وجل أمانه 

فنار قديم 

ودعاء بأن تهدأ ...

كفنجان قهوة ..

أو شاي بالنعناع 

وتظهر للشط لغة الامتنان 

فتنثر الصدف 

وتسكن كترنيمة نورس 


أترى إن كنت بروح زهرة برية 

أنى لك الوثوق بأزهار الأصص 

بكنار لايتمرد على الشدو بالقفص

بعد تعلم أعداد القضبان 

كيف تثق بازهار المتاجر 

وإن كانت ترشها بالماء صباحا 

فتاة بثوب وردي 

وشال مطرز بالعطر 

من المتاجر تعود ببطاقة 

تعترف بكذب الحب 

 لشاعر ما ...

في المدى تعود وثوبك 

معطر بالزعتر ...بالأقحوان 

والكثير الكثير ..

لتحلم به ...

كنحلة ...كفراشة 

كعصفور لم يمسس ريشه يوما 

الا الريح ....وأغصان الشجر 


أترى إن خلق الله روحك 

زهرة بنفسج ..

وكبرت وتعلمت الطيران 

كفراشة ..

ستتعذب طيلة عمر أجنحتك 

أنت الباحث عن عطرك  الأول 

ستتوه بين الألوان ...

تتلاعب بك الريح ..

وبعيدا في الأزقة الخاوية 

ستقترب من إنارة الشارع 

يغريك حديث الضوء 

لتحترق رويدا ...رويدا 

وأنت خفيف كلاشيء

وجل حلمك 

أن تعاود الخلق 

كزهرة بنفسج 


أترى إن خلق الله روحك موجا 

لتكبر وتتعلم لغة الهدير ..

 كيفية خلق الزبد ..

امتلاك سطوة النو ...

لتكسير قارب ...وإخافة سمكة 

ستجد من يهواك ..

على عنادك ...قسوتك 

مبحرا  وجل أمانه 

فنار قديم 

ودعاء بأن تهدأ ...

كفنجان قهوة ..

أو شاي بالنعناع 

وتظهر للشط لغة الامتنان 

فتنثر الصدف 

وتسكن كترنيمة نورس 


أترى إن كنت بروح زهرة برية 

أنى لك الوثوق بأزهار الأصص 

بكنار لايتمرد على الشدو بالقفص

بعد تعلم أعداد القضبان 

كيف تثق بازهار المتاجر 

وإن كانت ترشها بالماء صباحا 

فتاة بثوب وردي 

وشال مطرز بالعطر 

من المتاجر تعود ببطاقة 

تعترف بكذب الحب 

 لشاعر ما ...

في المدى تعود وثوبك 

معطر بالزعتر ...بالأقحوان 

والكثير الكثير ..

لتحلم به ...

كنحلة ...كفراشة 

كعصفور لم يمسس ريش

... .... فراشة دمشقية

ثراء الجدي

 .. رسالة جريحة .. 


لو كنت بدأت 


لكان لليل حضور أجمل بالقبول 


و كان للحبر الأزرق 


حكايا السطور 


وللقصيدة الحمراء 


غزل العذارى بترانيم الأفول 


تختبىء الأسماك خشية 


هيجان موج البحور 


ثكلى هي المرايا 


تنتحب أنين ضجيج الروح


لبتول قض مضجعها 


قبلة ثائر .. 


ولهيب نار واحتراق 


ضاع بصمت الذهول 


لو بدأت .. 


لرسمت للقصيدة حروفاً


يبارك لها الحضور 


وتركت على السطر 


نقشآ من ورد العطور  


لو كنت بدأت  .. 


لنثرت على صفحات البحيرة 


رقصة البجع المسجون


بحدود اللامعقول


أي زائر أنت .. 


وأي عبق بالفؤاد 


يسري بالشرايين أهازيج 


فرح وسرور .. 


كم كانت الدهشة كبرى 


وكم كان للوقت ..


تلافيف انتظار الزهور 


قطرات الندى ..


تهيم شوقاً لأرض عطشى 


من ارتواء ..


رسالة جريحة 


كتبتها أنثى .. 


تيمنت عشقاً


من سؤال الندى 


على بتلات الورد .. كيف يجول .


بقلمي/ ثراء الجدي


(خربشاتي ) 18/4/2021

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...