يا أعمدة المشانق ارتفعي
وتعالي فَوْق الأعناق وأعماق الألم
لا تهابي علو الجبال ولا صعوبة القمم
ارتفعي كالغيوم عالية
فمن غضب العربي غدا ينفجر البركان
ويحبل الحِمم
أقدام العربي ترتاح فوق الغيوم
من قرف الزمن
وجبانة البشر
وحثالة ما تبقى من غجر
ومن عجم
يا أعمدة المشانق ارتفعي
وتباهي بحفلة العشاق
عشاق الموت والرحلة الأخيرة
عشاق الصفحة الأولى وآخر الحروف
والرحلة المثيرة بين الولادة على أرض المؤمنين
وجنة الخلد المسروقة
بين حمل الجسد المقتول والطيران بالروح الخفيفة
لا تقتلوا التاريخ
لا تقتلوا الشهيد مرة كل مرة.
ارفعوا أعواد المشانق في كل الباحات
في شوارع العواصم الضيقة.
في باحات الفقر والفقراء.
في قاهره المعز ،وصعيد الأنبياء، وعيش القديسين،
ودمشق المغتصبة
وبغداد الحياة
وصنعاء التاريخ
وبغداد المهيب
وعدن المصيبة
والقدس الغريبة
وكل الحروف الآرامية
في كل بيت ألف عود ومشنقة
في كل حارة شرطي، جمر، نيزك ومحرقة
في كل مدينة يزرع الطاغية أشجارا
من الموت وألف تلمود
أحرقوا كل الصفحات والكتب
اشنقوا الجسم المنهوك
باحثا عن الأمل
احملوه عاليا
ليرى علو الجوامع وأجراس الكنائس
ولتكون قدماه أعلى من رؤوس جلاديه
اقتلوا الأنبياء في زمن الردة
والعبيد
اكتبوا التاريخ من جديد
طلعت كنعان كاتب وطبيب فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق