الديك المغني
وصل الطائر المهاجر إلى ( أربيل ) ، حيث الجبال الشامخة والأجواء اللطيفة الباردة ، كذلك البحيرات والشلالات التي تكثر فيها السياحة والاستجمام .
وقف مندهشًا أمام حركة الناس قرب ( قلعة أربيل ) التاريخية وجمال الأبنية والأسواق العامرة فيها .
سلم عليه الغراب ورحب به كثيرًا ، وسأله عن أحواله ، وقص عليه حكاية صديقهم ( الديك المغني ) .
كان هناك ديك يحب الغناء ولديه صوت جميل ، يغني ويرقص في كل مكان لأنه يحب الحياة ويحب صوته كثيرًا ، لكن أصدقاءه كانوا يسخرون منه كلما حاول الغناء وتتعالى أصواتهم بالضحك عليه ، رغم ذلك لم يستسلم وجعل النجاح هدفا له .
قرر الديك الذهاب في رحلة قصيرة ليرتاح من القلق والتفكير الذي سببه له كلام اصدقائه ، ويختلي مع نفسه قليلا ويتمتع بهدوئها .
في اليوم التالي ودع الديك المغني عائلته وأصدقاءه، وحمل حقيبته الصغيرة ثم ذهب بعيدًا .
خلال رحلته في الغابة وهو حزين منكسر سمع أصوات موسيقى وغناء ، أقترب متلهفًا لسماع هذا الغناء الجميل ، وجد فرقة موسيقية تعزف وتغني والابتسامة تملأ وجوههم الضاحكة، جلس مستمعًا مسرورًا لأنه وجد من يشبهه ويشاركه حب الفن ، تمايل طربًا معهم ، فطلبوا منه أن يشاركهم العزف والغناء ، أنبهروا بصوته الجميل ، وقرروا أن يصبحوا فرقة غنائية محترفة .
في المساء وهو جالس يتأمل النجوم ، فكر وقال مع نفسه : من الصحيح ؟ هل أصدقائي الذين سخروا مني ، أم أصدقائي الذين شجعوني ؟
ألتفت ليجد زميله في الفرقة أمامه وعنده الجواب .
قال : أكيد نحن على صواب ، لأننا شجعناك وأخذنا بيدك للنجاح ، أما الساخرون منك فقد حطموا معنوياتك لعدم دعمهم لك واستهزائهم بموهبتك .
في أحد الأيام شارك الديك وفرقته الغنائية في مهرجان كبير للموسيقى والغناء ، وقدموا عرضًا مميزًا استحقوا عليه لقب ( الفرقة الذهبية ) وحصلوا على شهرة واسعة ، وكذلك محبه الآخرين واحترامهم .
بعد مدة من الزمن قرر الديك أن يرجع الى بلدته لاشتياقه لأهله وأصدقائه ، أستقبله الجميع بمحبة وود ، أعتذروا منه وندموا على فعالهم الوقحة ، قبل أعتذارهم وطلب السماح والمغفرة منه ، وعادوا أصدقاء مقربين ومتحابين .
قال الديك مبتسمًا لأحد جيرانه : (لا تهتم لكلام الآخرين حتى لا تحطم حلمك ، أجعل هدفك هو النجاح) .
مها حيدر
من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاج
ر )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق