ومن الصمت ماقتل
ماقاسيت في حياتي أكثر منه بعد زواجي من رأفت أذ أنني تزوجت من رجل لايتحدث معي إلا بكلمه واحده في كل مره.. وإذا سألته عن أي شئ أما يرد بكلمه مقتضبه أو يهز رأسه بالإيجاب أو النفي...!
كلما تجملت له وكنت أمامه في أبهى صوره لزوجه تتمنى السعاده مع زوجها.. أو أعددت له الطعام الذي يفضله.. أو أحدثت تغيير في البيت أو. أو.. فلا أجد منه إلا كلمه جيد فقط.
ذات مره اتفقت مع صديقه لي أن تجعل زوجها يفتح مجالات للحوار مع زوجي عند زيارتنا لهم ولكن باءت هذه المحاوله بالفشل.
نصحتني صديقتي أن أعرض زوجى على طبيب مختص ولو بطريق غير مباشر ففعلت فاخبرني الطبيب أن زوجى في تمام صحته وعافيته وأنه ربما ظروف نشأته أو بسبب عزلته عن الناس وعدم احتكاكه بهم.
وبالفعل ذهبت إلى زوجى في مقر عمله ووجدته في غرفه منفردا وطبيعه عمله تقتضي عدم الاحتكاكبأي أحد.
وإذا جلسنا في الشرفه أو خرجنا لنقضي بعض الوقت خارج البيت ظننت أنه ربما يجد ما يتحدث به معي لكن أبدا لاجديد كماهو.
وإذا أشرت إليه عن الأزواج الذين نراهم كيف يتحدثون في غايه الود والاحترام اجابني أن كل هذا الكلام ثرثره لاداعي لها.
ذات يوم فكرت أن أفعل أي شئ يثير أنفعاله فيصرخ.. ينفعل.. ينطق.. للأسف أنا التي صرخت وانفجرت حزنا على حالي معه.
الغريب أن زوجى كان متفوقا في دراسته طوال حياته ولعل ذلك يؤكد انكبابه واعتكافه على دروسه بعيدا عن الناس.
خشيت أن أولادنا يشبوا مثل أبيهم فحرصت على الحوار معهم وفتح مجال دائم للنقاش وتبادل الآراء.
قفزت في بالي فكره جيده رأيت انها خير ما أفعله لإخراج زوجى من اقتضابه أخبرت مسؤل الحفل المدرسي للمتفوقين ومن بينهم أبني ٠حازم أن زوجى يرغب في إلقاء كلمه بهذه المناسبه. وعندما حان الوقت لكلمه زوجى ساد الصمت بين الحاضرين فكانت الصدمه الكبرى قال زوجى :أبنائي الاعزاء شكرا....!!!!
ولما فاض بس الأمر وضقت ذرعا لفشل كل محاولاتي لم يكن أمامي سوى أن أطلب الانفصال عنه ولكن صديقتي أنكرت علئ ذلك ولاسيما أنه لم يعد لي لا أهل ولا مكان أذهب إليه ولم أجد إلا الصبر وتفويض الأمر لله
(عبد الفتاح حموده)