(مُرّ الهوى)
بقلمي : سمير موسى الغزالي
سوريا
بسيط
إنْ أنْتَ لمْ تَشْرَبَنْ مرّ الهوى أبداْ
لنْ تَلْقَيَنْ من حبيبٍ منْحةً وفِدا
عمرٌ يضيع بلا حبٍّ فليس له
أنْسٌ وهمسٌ ولا صوتٌ ورجعُ صَدَى
لحْظاتُ حبٍّ من الأيامِ خالدةٌ
ودَهْرُ بُغْضٍ من الأيام ما خَلُدَا
فالحبُّ باقٍ دواءٌ للقلوبِ بهِ
شفاءُ وجْدٍ وصدٍّ في الجَوَى وصَدَا
فاقْحَمْ غِمَارَ الدُّنا ما دمت مقْتَصِدَاً
كيلا يضيع الهوى في مقْلَتَيْكَ سُدى
لا تخْشَ صدَّاً فكلُّ الحُبِّ أوّله
صدٌّ ورَدٌّ وشكّ في القلوبِ بَدَا
ثابرْ على الحبِّ إنَّ الحبَّ مأثرةٌ
من يرحمِ القلبَ إنْ ماتَ الهوى كَمَدَا
شاغِلْ عيونَ الهوى ولْتَصْنَعَنْ ثقةً
فالصدُّ أهوَنُ من موتِ القلوبِ رَدَى
خيِّرْ حبيبكَ في صدٍّ وفي صلةٍ
واقبلْ صُدوداً كريماً في الهوى وهُدَى
واهنئْ بوصلٍ عزيزٍ ما بهِ هِنةٌ
يُشْفي صدورَ الوَرَى في يومِنَا وغَدَا
إنْ كانَ وصلاً فعهدُ الحبِّ يجمعُنا
لكلّ ذنْبٍ سماحٌ دائمٌ أبدا
إنْ كانَ وصلاً تعالي عندنا أبدا
وهاتِي عيناً وقلباً في الهوى ويدا
قومي صليني بلا ريبٍ ولا خجل ٍ
هنِّي العذابَ الذي صيَّرْتِهِ كَبَدَا
قومي ولا تتركي عذراً ولاصِلَةً
ولا يقيناً ولا وهْمَاً لهم سَنَدَا
وأخبريهمْ بصدٍّ ما بهِ أَمَلٌ
طرْحَاً وجَمْعَاً حساباً قسمةً وَجِدَا
وأعلني بالفم المَلْآن مشْهِرَةً
جزماً ونصْباً وتمييزاً وحدُّ مِدى
إليَّ يا بهجةَ الدُّنْيَا وزِيْنَتهَا
إليَّ نحيا الهَنا في جنَّةٍ رَغَدَا
ياربِّ هيئْ لنا حِلْمَاً ومعرفةً
ولا تخيِّبْ لنا بنتا ولا ولدا
واجْعِلْ هَنَانَا عِباداتٍ لشُكْرِكمُ
كلِّي رجاءٌ فكنْ لي في الوَرَى عَضُدَا
واجعلني سمحاً إلهي ليِّنَاً أَبَدَاً
واغفرْ ذنوبي وزِدْنِي في السماحِ هُدَى
ياربِّ هيِّئْ لنَا حُبَّاً لخَلْقِكُمُ
ياربِّ هيِّئ لنَا من أمْرِنَا رَشَدَا