السبت، 2 نوفمبر 2024

نهر السعادة

 نهر السعادة 


ناداه أبوه: خالد .. خالد.

- نعم يا أبي.

- تعال … لدي كلام معك.

ذهب إلى والده ليجده جالسًا لوحده وبيده مسبحته وسيجارته في الأخرى.

- ماذا تريد يا أبي؟ لقد أقلقتني.

- بني أعلم ما في داخلك، لكنك كبرت وأنا في سن الشيخوخة، قم بتنفيذ وصيتي بأن تجد نهر السعادة لتشرب منه وتكن سعيدًا ومرتاح البال.

- لكن كيف؟ هل أتصنع الإبتسامة ؟!

- لا يا بني، أعلم أنك ذكي وشجاع وستجد حلًا للمسألة.

ابتسم خالد ابتسامة باهتة، وقبل رأس أبيه، وظل حائرًا ماذا سيفعل الآن !!

هل يبقَ هكذا ويستسلم للحياة ؟ أم يفي بوعده لأبيه ويجد النهر ؟!

بعد أسابيع، قرر أن يبحث عن سعادته، ودع عائلته وهمس بأذن والده:

- أبي كن مطمئنًا .. سأفي بوعدي.

ونزلت دمعات من العيون .

وفي طريقه وجد نهرًا جاريًا، ماؤه عذب وأشجاره مثمرة تسر الناظرين.

وعلى الجرف هنالك قارب خشبي صغير، صعد به آملًا أن يجد ما يريد.

رأى كلمات غير واضحةٍ على سطح النهر،ووجد في القارب رسالة كتب عليها ( قم بكتابة الكلمات في هذا الفراغ… ستجد سعادتك ).

اعتقد أولًا أنها خدعةٍ، لكنها العكس تمامًا.

تذكر والده .. لقد وجد الكلمة الأولى ( الطيبة).

تراءَت له والدته وحضنها الدافئ ..لقد وجدها ( الحنان).

استعرض جمال اخوته ومساعدتهم له .. نعم ( التعاون).

أخيرًا تجمعت الكلمات وملأ الفراغ، حقًا هذه هي السعادة كما يراها، وشرب خالد من النهر.

صاح بصوت عالٍ : 

- أبي.. لقد


أوفيت بوعدي.


مها حيدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طفلة الشوق

 ( طفلة الشوق )) ومن النساء أنت  طفلة تخطفني إلى عالمها تتقلب ما بين صدري وقلبي ترسم بيديها قبلة فوق جسدي ونار الحب تحرقني تغازلني تعانقني  ...