… السَـفَـرُ الدِراسِي …
أضـعـتُ مـرافِئَ الأدبِ النُواسي
وأسـألُ في عـيونِكِ عنْ مَراسي
إلى أنْ دلَّـنـي هُـدُبٌ تـعـدَّى
بِـعِلْـمِ اللهِ سـادسـةَ الحـواسِ
فألـفَيْـتُ الذي ضـيَّعْـتُ قَـصْـدًا
لأحـيا مُـتْـعَـةَ السفَـرِ الدِراسي
على بحـرٍ مِنَ الفيـروزِ أصفى
وفي جَـبَـلٍ على المـرجانِ راسِ
لَـعـلِّـي ألـتـقـي بـورودِ لـيـلـى
أُقـايـضُ صـدرَهـا راسًا بـراسِ
وآخـذُ مـا تَـنَـزَّلَ مِـنْ مـعـانٍ
على الحوراءِ في كأسِ النُـعـاسِ
وأعـطـيهـا الذي مِنْـهـا عـلـيـها
يـغـارُ ومِنْ قساوتِـهـا يُـقـاسي
فـيـا لـيـلـى ومـا لـيـلـى بِـسِـرٍّ
على مَنْ شَـقَّ بالأمسِ الأماسي
وحـدَّثَـهُ الـذي يــسـقـيـكِ ثَـغْـرًا
ويَـعـبَـثُ في خُدودِكِ بالكراسي
عـنِ الـوِديـانِ تَـنـفَـرِجُ الـزوايـا
عـلى جَـبَـلَيْـنِ ذي دُرٍّ ومـاسِ
ولا أدري لـمـاذا الـفُـلُّ أفـتـى
وجـمَّـعَ وردَكِ الجُـوري بـكاسي
إلى أنْ أصـبَحَـتْ لُـغـتي نبيـذًا
تَـزعـفَـرَ بالـطِـبـاقِ وبـالجِـنـاسِ
وقـافيتـي صـبـاحُ الـوردِ رُوحًا
ونـاشِئـتي غـزالٌ فـي كِـنـاسي
وعـاتـبْـتُ الذي أوسـعْـتُ لـثْـمًا
فـأغـفـى بـيـنَ مُـدَّكِـرٍ ونـاسِ
ومـا راضـيْـتُ بـالـرُمّـانِ زوجًا
تـكـبَّـرَ رافِـضًا لُـغـةَ الـمـسـاسِ
تـشـاكَـتْ كـلُّ مـؤمِـنَـةٍ لأُخـرى
ولا أدري بـصدرِكِ مَنْ أُواسـي؟
ــ النُواسي: هو الشاعرُ أبو نواس الحسنُ بنُ هانئ
ــ الكِناسُ: بيتُ الغزالِ