أمسك لسانك
وأبكِ على خطيئتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألم تر خــلقُ الله ذرئُك في الحشا ... فدع المدير بالآيات يفعل ما يـشا
فكم تطاول من محدود فينكر خلقه ... كمثل ضوارٍ بقـــضم الخلق نهشا
فغرب عقلٌ ساربٍ في الغيّ يسمو... فخُشب عرقاً فبات الكف راعشا
فمالك تشكو والقلب ران شــوائبٌ ... وبما أثرت بموتٍ للضمير وشى
فأبدلت جلدــك كالــــــحرباء لونك ... فأفشيت دائك نــخراً بالعظام فشا
وجذذت لحماً بسكين الهدام لـعائلٍ ... كهدير مـوجٍ تداعى الـجرف هشا
فاختلت فخراً بالحـطام بمن ونــى ... كديك يُــخاصم ندهُ بالـريش نفشا
ما كُنت تعلم سقطة من مكر فاعلٍ ... ولاقطة الســـقوط بـوطء من نشا
فمن استمال الغدر يُغـــــدر يومها ... فما حملت تـــروساً كـظهر رفشا
فلبست ثـوب الــوهم عنية جاهــل ... فاترك هواك بغلٍ نــراهُ معشعشا
كأنك الشــجر البــغيّ إذا اشتبــك ... ستُعزق يوما بـــجذ الكف مُقـفشا
فيسرمدُ الليل البهيم حلك الخطب .. ويبكر صبحك كالغراب لنا غَبشا
فتبكي الهــــوام لخلع تـراهُ بلُحمةٍ ... والريم تفـقأ عينها ما عنــته رشا
كتراب ليل سفا فخــالطه الرهــج ... وحتف المنية والموت مركبهُ مشا
سترى أُسل الزمان تتــرا بنـــائبة ... كسمِ ألأفــــــاعٍ لمــلدوغ إذ غـشا
فيران قلبـــك مما تــــــراكم غَـلُك ... تذـكر بمن أنكى الـمآل إلا تخشى
فما كان فعلك إلا ما نراه بلا لمّم ... برمي الــسهام بليل داجيٍ أعشى
فاترك مثالب غلة ما شــــان طبعٌ ... وابكِ الخطيئة صب الدمع جهشا
فلا منجى لمن ظن النـــجاة بفعلة ... فأخر منزل نـوم اللحود لنا فرشا
فتُـــدار أرواح كــطحن بــالرحى ... لامن خلاص إذ ما يُدار بنا هبشا
فلا خبٌْ لسرٍ بقبر الصدر عنـدها ... سيبان خــــافٍ بحث الصدر نبشا
كثيرٌ بــــــنا أمن الزمان فــــخانهُ ... وغرره التوسد بالمقام بعلو عرشا
ستنبأك الأيام ما تخـــفيه من زلل ... فتنبذ الأجفان كُـحل العــين رمشا
فما من فرار عند التــــناد وعــدهُ ... فاترك قبيـح الفعل ما كان فحـشا
سينطق جلدك ما اقـتــــــرفتهُ آثمٌ ... فتدرك عندها خط الصحائف نقشا
فأعقد لها الــــعزم لجُهزك رحلةٍ ... كجمع الحـــمام لـنوم الزغب قشا
ابو مصطفى آل قبع