الخميس، 7 مارس 2024

 ألا تعرفي عشق الرحيق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألا تعرفي عشق الرحيق له ُمراسا ... لم يهجع اللـيـل في غمــضٍ نُعـــاسا

قد شــاقه زمنٌ طواه على النــــوى ... كمخبوء قطنٍ قلفة بالشوك إغماسا

فَنازع قلبه ترس الصدور بما كمد... فمزق الأضلاع ذاب اللحم أهـراسا

فهل من فتيل الشـــجو هذا يرتجى ... بطعم المرارة حنظلاً يجني غِراسا

فقارع ذاتهُ هل من نــــجاة لهالكٍ ... في غمرةِ النيران من حُرقٍ مسـاسا

فمُس بكيٍّ تلظى الجمر مــتقداً به ... إذ مـا حث في زُبر الحـديد له أُناسا

فكيف الثبات برمل إذ كان اسـهُ ... وهل يعبأ كــــثيبا خاوياً أساً أسـاسا

فساح بمركب للوهم ضاع بـغربة ... كمثل الغريق بضـحل فاقداً إحساسا

فمالك من لهف كهذا دنــوت لذلةٍ ... فراشت سهام الــقتل بالـسُم أقواسا

فَفررت مذعور الفرائـص بالنؤى ... لدنيا العجاف كطرقٍ بالمرانِ نُحاسا

كخمار تَرنحَ صدغ الرأس من ثملٍ ...فـبتَ كرفتٍ حـُـطام الكأس مقــياسا

والدهرُ يغدقُ باباً بالــلواعج حدةٍ ... والجــنْ يركبُ ذاك المُــخ وهــواسا

فما ظننتُ بقـدحٍ تــعالى بالشـرر ... في باحةِ العُشاق نار الوجد ضُراسا

فرهت نبال الطـــعن فتك مغرراً... وذاك القرينِ رفـيقَ الشـر وســواسا

متحيزاً للغير لا من معين لـغارقٍ... فضاع الرجاء خواء الــروح إفلاسا

فبتَ تصدحُ بالبرى بالغمِ هائــــما... مما رأت غشــــاوة بالعين منْ ناسـا

وعُلم ألفاه صمتاً بالقــفول حُجب ... كصك الغـمام بحبس الفطر إخراسا

فاستحكمتْ فيك النـــوازل قِفلـها ... وعلا نذيًر الشؤم دقـتْ لــه أجراسا

فصرتْ بعقلٍ كقشٍ تُناحر عاصفا ... وكدرٍ بقعر حوت أصــــدافه ماسـا

وعاثت ندوبا بالقروح وعشعشت ...واستوطن الـجن فوق الصدر خناسا

فرحت تنشد عزلة بالروح مغترب... ونـفرت عن قومٍ عُصاة الله جُلاسا

فرحتُ تتلو كتاب الله تأنسُ خلوة ... لا من مضاْءٍ قنــــــوط الذات أيأسا

فأبكرت فـجر تردد آيــــات ذكر... والليلُ من حلك الظلام بعابدٍ معساسا

إلا تعرفي من ذا بقدٍ للجروح مُكلمٍ ...وعـرسٌ الرثيثٌ ذماُءُ الدم أعراسا

كثيرٌ تقول أن العشقٍ فينا ـمقدسٌ ...فلا مقدس إلا لرب أفضى لنا أقداسا


أبو مصطفى آل قبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...