أحمد والسياب
حط الطائر المهاجر على نخلةٍ مثمرةٍ من بساتين البصرة الفيحاء ، قرب تمثال ( السياب ) على شط العرب .
رأى الطائر أطفالًا يلعبون في الحديقة ، لكنهم كانوا يقطفون الأزهار ويرسمون بالألوان على تمثال الشاعر الكبير ( بدر شاكر السياب ) .
غضب الطائر من هذا التصرف الخاطئ ، وقرر التحدث الى الأطفال ، إقترب منهم قائلًا : ماذا فعلتم ؟!!
ردوا بخجل : لم نكن نقصد ذلك ، كنا نلعب فقط .
عاتبهم الطائر قائلا : هذا خطأ يا أحبائي الحديقة ملك للجميع ، والعبث بها تصرف غير مهذب ، بدلًا من ذلك تمتعوا بالمناظر الجميلة الخلابة ، وفكروا بالآخرين وجمال المكان كذلك .
بعدها حانت منه التفاتة الى تمثال السياب وقد شوهت معالمه برسوم وكتابات وذكريات خطت بأصباغ ملونة .
صرخ الطائر مصدومًا : من فعل هذا ؟ … كونوا شجعانًا وتكلموا .
أشار الجميع الى أحمد .
توجه الطائر اليه ، وجده جالسًا تحت الشجرة وحيدًا وحزينًا .
- : لماذا فعلت هذا يا أحمد ؟!
رد بيأس: نعم أنا فعلتها
- : أعلم ذلك ، لكن لماذا ؟
قال أحمد بصوت حزين : لإنني وحيد دائمًا ، لا أحد يلعب معي أو يكلمني ، لذا كتبت هذه العبارات ، لكي أتذكر دائمًا وحدتي وحزني .
أبتسم الطائر قائلًا : لا تقل هذا يا صديقي ، أنت لست وحيدًا ، الكل يحبك ويرغب بصداقتك ، فقط حاول وسترى .
نادى الطائر الأطفال ضاحكًا : هيا يا أصدقائي .. تعالوا نلعب معا ، رحبوا بصديقكم أحمد ، وشاركوه العابكم .
فرح الطائر كثيرًا ، حين بدت السعادة على أحمد وأصدقائه ، وبدأوا بتنظيف الحديقة وإزالة الرسوم والكتابات من تمثال السياب .
تعلم الجميع درسًا جميلًا لن ينسوه أبدًا ، وتعاهدوا أن يحبوا بعضهم ويحافظوا على وطنهم .
ثم حلق الطائر ألى مكان آخر ، وحكاية جديدة .
مها حيدر
من مجموعتي القص
صية ( الطائر المهاجر )