الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

 لا يلاما


لاَ يُلاما لاَ يُلامَا 

إنْ أحبَّا ثُمَّ هَامَا


فَجنونُ العِشقِ يَبقَى

دائماً مالشوقُ دامَ


لَيسَ في البُعدِ سروراً

لَيسَ في البعدِ سلامَ


فاقْرُبي مِنِّي قَليلاً

ارشُفُ الشوقَ مُدامَ


صديق الحرف. أحمد محمد حنّان

24/11/2021


الصورة لصاحبها

 من كتابي  مطارق على جدران الصمت

رغيف الخبز 

سمع الجميع نداء المنادي و هو يقول كل من يشعربأنه مسكين يأتي للقصر , فأسرع الناس زُمراً زُمراً ظانين أن صاحب القصر سيساعدهم و يمحو عوائزهم , لكنه جعلهم يهتمون بحديقته الخاصة و يجهزونها لحفلة خاصة به .

و لما أنهوا أعمالهم ؛أعطاهم بعض القطع النقدية، و قدم لهم بعض الخبز و الحلوى .

سأل أحد الأرغفة عن سبب تجمعهم، و عرف السبب فذهب فوراً لصاحب القصر و قال له :هؤلاء ادعوا أنهم مساكين  وأعطيتهم و لكني أنا المسكين الحقيقي، فماذا ستعطينني ؟ سأله صاحب القصر كيف تكون مسكيناً و كلنا نحبك و نرحب بك ؟ فرد الرغيف: إن الجميع يجري ورائي، و يتشاجرون من أجلي، و يتنافسون على امتلاكي؛ فتتناوشني كل الأيادي و تفتت وجهي الجميل المضيء و تمزقني أسنانهم بوحشية . رد عليه صاحب القصر:  هذا يعني أننا نحبك. أجاب الرغيف بل تحبون مصالحكم , إنكم إذا شبعتم ترمون لقماتي بأكياس الزبالة أو بجوانب الجدران، فبدلاً من ذلك اجعلوني هديةً لفقرائكم الذين يحتاجون تلك اللقيمات ,أليس كلامي صحيحاً ؟ .رد صاحب القصر من أجل مصلحتك لن نأكلك و سنضعك على الرف حتى يتمتع الجميع بجمال وجهك. و قام و وضعه أمامه على رفٍ بالحائط و لكن الرغيف رجع يشكو قائلاً إن وجهي الجميل قد تيبس وشاخ ارحموني لن أستطيع تحمل ذلك. فحمله صاحب  القصر و وضعه في كيسٍ من النايلون و في اليوم التالي مر عليه و سأله كيف حالك اليوم ؟ رد الرغيف إن جوانبي تظهر عليها بقعٌ رطبةٌ فظيعة تسمونها أنتم البشر بالعفن , أهذه آخرتي ؟ يا ويلتي ماذا أفعل ؟ فضحك صاحب القصر و قال له إننا نصنعك بأيدينا لا لتتذمر علينا و لكن ليكون مصيرك في بطوننا فإن الجميع يجري و يتعب لا من أجلك و لكن من أجل بطونهم فتلك طبيعة الحياة و داعاً أيها العفِن، و سألتقي برغيفٍ آخر أطيب و ألذ منك وأنت إلى مجامع القمامة و النفايات .

شادية دحبور/ الزعانين

فلسطين

 راقصة الفلامينكو 

الجزء السادس


كانت ديانا تتحرق للعودة إلى فرقتها في فرنسا، وهي مشوشة كيف ستجد مسعود في اسبانيا...

ماريا كانت سعيدة مع مالك وشعلة حب بينهما  فضحتها النظرات واللمسات الناعمة.

مالك كان يقول من الأفضل لكما البقاء حتى تصلني رسالة من مسعد ونعرف أين هو. 

ماريا طبعاً كانت مؤيدة إلى رأي مالك ومتمنية البقاء... لكن ديانا قالت: سأتصل بك يوميا من فرنسا أو أي مكان آخر لتخبرني أخبار مسعد. أنا لا أعرف أين سأكون.    

قال مسعد فيما بعد: ودعت مالك صديقي في مطار دمشق الدولي وسافرت، كنت ملتهب العواطف، أبغي الوصول إلى سلمنكا بأسرع الوسائل الممكنة، حتى ألاقي حبيبة القلب التي عشقتها بكامل أحاسيسي وقلبي وفكري حتى الثمالة،بل حتى النخاع، وكأنه لم يعد يوجد أنثى في الدنيا غيرها... 

نزلت من القطار في سلمنكا أحمل معي هدايا من دمشق، الحرائر، والبروكار السوري، والخزفيات، والنحاسيات، وحلويات دمشق العربية الفاخرة المصنعة بالسمن العربي الأصيل، بكميات كبيرة هدايا إلى ديانا وإلى فرقتها...كلفتني زيادة الوزن بالطائرة أكثر من ثمن البطاقة ذاتها...

ركبت أول سيارة أجرة صادفتها وطلبت منه توصيلي إلى معهد الفلامينكو...

قال السائق أتقصد معهد ديانا؟

قلت: نعم، وهل تعرفها؟ 

قال السائق: وهل هناك من لا يعرف راقصة الفلامنكو الشهيرة؟

قال الحارس في مكتب ديانا، هي اتصلت من اسبوعين من فرنسا وأعطتني رقم هاتفها في باريس ها هو...

قالوا لي الفرنسيون: فرقتها لا تزال عندنا، لكن هي نظن عادت إلى بيتها لأنها حامل...وممنوعة من الرقص...

طار صواب مسعد، وكاد يسقط على الأرض، وقال إذن هي كانت متزوجة، ولذلك لم تترك لي عنوانها، وهربت تحت جنح الظلام...

أعطيت الهدايا إلى الحارس، وقلت له هذه من حظك، 

لم تعد تلزمني...

عدت إلى مدريد، كانت دموعي في القطار لا تتوقف، وكنت أدخن بلا وعي أشعل السيجارة الجديدة، والسابقة لا تزال مشتعلة...

شعرت بأن أحلامي انهارت، لقد جاء الفيضان وجرف كل ما كان إلى العدم... 

في مدريد، سكنت في فندق صغير، تملكه سيدة كبيرة بالعمر، قالت لي ما هذا الاسم مسعد، هذا صعب علينا، ما رأيك اسميك خوان، اسم اسباني سهل النطق علينا وعلى العرب... ومن تلك اللحظة صار اسمي خوان...

كنت اتردد على المكاتب العقارية حتى اشترى دار سكن كما كنت مقرراً...

إحدى المرات، صادفت رجلا بدا لي رجلاً نبيلا في مكتب عقاري، أعجبني منطق الرجل وأردت مصادقته. دعيته لاحتساء فنجان قهوة في مكان قريب...تحادثنا كثيرا، 

بعدها صرنا نلتقي ونتنزه سوية في شوارع مدريد، ونحتسى القهوة وغيرها في المقاهي التي تصادفنا...

ذلك اليوم سألني، ماذا كنت أعمل في سورية قبل قدومي إلى مدريد؟

قلت في مديرية للطيران المدني، سألني وهل تعرف كيف تقطع تذاكر السفر بالطائرات.

قلت نعم. هذا من صلب عملي.

قال: أنت تملك مهنة عظيمة، لماذا لا تبحث عن عمل في هذا المجال؟

قلت: لم أفكر بالأمر بعد، ولا أرغب العمل الوظيفي.

قال: تعال معي، ذهبنا إلى مكتب ضخم في شارع مشهور في مدريد ودخلنا إلى مكتب المدير مباشرة.

قال الرجل: هذا خوان من سورية، وأظن إنه الانسان الذي تبحث عنه...

تبادلنا أحاديث مختلفة عن سورية والرئيس حافظ الأسد وعن محاولاته في تطوير سورية إلى الأفضل...وعن محاربته الفساد بكل قوته، وقال الرجل: الاسد هو أسد قوي تمكن من مسك كل الخيوط حتى سارت سورية فعلاً في طريق الحداثة والتقدم. ولولا ذاك الرجل القوي كان الفاسدون نهبوا سورية، بحجة أنهم يحرسون الكرسي الرئاسي.

سألني الرجل أسئلة مختلفة في مجال الطيران وقطع تذاكر الركاب، أسئلة بالنسبة لي بسيطة من صلب عملي في سورية.

قال الرجل: أنا أنوي فتح مكتب قطع تذاكر في شارع أنطونيو، وهذا شارع  مشهور في مدريد، وأريد موظفاً مسؤولا عن إدارة هذا المكتب، ما رأيك؟

الفكرة عجبتني، لكن أنا استقلت من الوظيفة لا لأجد وظيفة أخرى تسرق عمري، وتقضى على طموحي... قلت سأفكر بالأمر....

هاتفني صديقي روفائيل، وقال لي، أين أنت يا خوان،

أنت أعجبت وليام وهو يريدك أن تستلم إدارة مكتبه في شارع أنطونيو...

قلت لصديقي روفائيل، أنا بالفعل أشكرك، لكن بصراحة أنا لا أحب الوظيفة، أشعر بأنها ستسرق عمري، وتنهي أحلامي، أنا أريد أن اصنع أحلامي بنفسي، وأكون أنا سيد مكتبي لا موظفاً فيه... 

أرجوك أن تسامحني، بكل الأحوال لن أنسى لك هذا المعروف الكبير الذي فعلته لي...

بعد أسبوع هاتفني روفائيل وقال لي هناك أخبار ستسعدك.

وليام عرف مقدرتك، وعرف معدنك، وقال لا مانع إن رغبت أن تدخل شريكا معه، وبدل أن تدفع انترادا لدار سكن يمكن أن تكون شريكا في المكتب، ومن الأرباح سوف تسدد ما عليك لتكون شريكا حقيقياً في الربع أو الثلث أنت وقدرتك على العمل. حتى تصبح شريك النصف.

تم الاتفاق بيني وبين وليام ودفعت كل ما أملك لأكون شريك الربع، وسوف اسدد له ما أقدر عليه من أرباح المكتب لأصبح لاحقا شريكا الند للند في المكتب. 

في مكتب الادارة توجد كنبة كبيرة جعلتها سريرا لي في الليل، وصار المكتب هو مركز عملي ودار سكني...  

 وافق شريكي على تسمية المكتب الحلم الطائر، أنا 

عنيت، بأن ديانا كانت الحلم وطار... 

تناسيتها، وبدأنا العمل. وكنت جاداً لأكون شريك النصف. 


كاتب الرواية: عبده داود

إلى اللقاء في الحلقة السابعة.

الحلقات السابقة موجودة على جدار صفحتي الشخصية.

 همسة للوفاء

ما أوفى الخل إن دامت طبائعه

يرعى  الخليل  ويسقيه  نعائمه

إن الوفاء طبعُُ جِدُ  السَّعيِّ نأمله

بات  الاصيلُ على اللهيب يطفئه

لأجلِ الكيانِ  وبعزِ صدقٍ يرافقه

الهي امنحنا الامان ورحباشمائله

بقلم /ياسر عبد الفتاح

مصر/ منيا القمح

 همسات من قلب* **


همسات تطرق باب الذاكرة وفي سطور يحتار الحرف والكلمات 

عندما يخوض القلم  حكاية 

كيف تنفذ الكلمات  ولايزال بينها 

بعض من حروف تزخر بالوجع 

حروف تتساقط بين جنباتها دموع الالم

 دون ان تستصرخ الحرف 

ترسم لوعة التوهان

عيناها تخفي وتخبئ

وجعاً في سديم الافق

يامن انبت َّ في معاقل الحروف 

صرخة

ازهاراً على شُرفات القمر

سقيتها بأنين 

بشعاع فجر قارب على الرحيل

فأستشاطت الغربة

بعض من حروف 

بعض من انتظار

بعض من وجع

قال لها  : حين اردت ان امنحك القمر

قلت ِ تكفي نجمة واحدة 


ب قلم ✒ ابو روان حبش ****

 قصيدتي بعنوان ( انكسار )

بصوت الاعلامية المبدعة رشا طاعون


انكسار


في عزلتي الإرادة مهزومة

الروح مكلومة

النفس مهمومة

والذات موجوعة


كطائر غدرته شبكة صياد

نسر فقد بصره الحاد

طفل فقد امه يوم الميلاد

بريء تحت رحمة جلاد

صرحي تحطمت فيه العماد

ما عاد النبض يخفق في الفؤاد

كجبال شاهقة بلا أوتاد


من فتح علي باب عزلتي

دون إذني

من رغم توسلاتي له

ان يبتعد عني 

غير مبال احتل قلبي


من سكن الروح وفجر براكين

العشق في الوتين

من سيطر على تفكيري وخيالي

واحلامي في منامي

وكل حين

وبين الحين والحين


من احتضنته جفوني

واستقر في عيوني

من احتل الجسد

واستوطن في اوردتي

واستعمر الشرايين

كيف على إصراري انتصرت

وبإرادتي لك خضعت

معلنا استسلامي


ملكت مشاعري وسحرتني

روضتني واقنعتني 

لاجعل منك ملكا  

وأكون لك وطنا تحكمني

يا امسي ويومي وغدي

لم غادرت وخنت كل العهود

لم بكثرة الوعود اوهمتني

لم خيبت فيك ظني

فلم يخطر على ذهني

أن اخسرك يوما وتفارقني


فانا 

لم اعط روحي دروسا في الفراق

او أعلم الفؤاد عدم الاشتياق

فمنذ التقيتك اسكنتك في الأعماق

ومسحت من الذاكرة قصص الأهل والرفاق

ونقشت فيها بلون الزمرد البراق

كلمتين ( عشقي ) و ( اسمك )

وتحتهما رسمت قلبا وتاريخ التلاق


محمد ريان

ابو اياد

 "الأطباء"


بقلم/إبراهيم الديب

أصيبت بنزلة شديدة أخيرا وكأن البرد لم يجد مكان يأوي اليه غير جسدي ،قابلت في نفس اليوم مجموعة من الأصدقاء  وبدا واضح تأثري الشديد بالبرد فعرض علي أحدهم المساعدة من باب الشفقة على حالي متطوعاً وأعطاني إسم نوع من الدواء فأخبرته أنني تناولت كبسول  اعتدت تناوله في مثل هذه الحالة ويأتي معي بنتيجة طيبة فسألني متى تناولته؟فاخبرته قبل القهوة مباشرةً التي ما زال كوبها بيدي.

شاهدني  شخص آخر بالجوار ،والذي أصبح طرفاً في الحوار وقال متطوعاً أيضاً بخبرته في مجال الطب ثم بحماس وإخلاص شديد و دون أن يسأله أحد : هذا الدواء الذي ذكره صديقك ليس مفيد على الاطلاق في حالتك ،وعن تجربة ... يبدو أن القهوجي كان يسترق السمع أيضاً وكان معنا منذ أن جلسنا فحضر إلينا مسرعا  ثم أخرج من جيبه : شريط كبسول فارغ  يرفعه لأعلى وكأنه بائع خضار سريح يعلن عن ما معه من بطاطس وطماطم وخلافه قبل أن يقول :هذا هو الدواء الفعال والحقيقي لحالتك أقسم لك أن مفعوله أكيد و سحري وسوف تدعوا لي...وتحول الجميع لأطباء وأنا واثق وأعلم تماما حسن نوايا الجميع فالكل يتمني لي الشفاء ثم خرجت من المقهى لأذهب للصيدلية أحضر ما كتبه أصدقائي ومعي أيضا شريط القهوجي فقابلتي أحد الأشخاص ألقيت عليه السلام  فبدا من صوتي أنني مصاب يالبرد فنادي علي ليمارس هو الآخر فائض علمه وخبرته في الطب على شخصي الذي أقترب أن يتحول لحقل تجارب  ثم قال :هل انت مصاب بالبرد وأجبت بنعم  فأخرج علي الفور ورقة وقلم وكتب لي دواء هوا الآخر بعد أن شدد على إهمال كل الأدوية الأخرى التي استشرته في أمرها بما فيهم شريط القهوجي .


لم أغضب من كل هؤلاء الأطباء المنتشرون في كل مكان والذين هم على أتم الاستعداد لمساعدتك مم أجل الشفاء متبرعين بذلك دون طلب لا يريدون منك جزاءا ولا شكورا... لا أستثني أو أبرئ نفسي أنا الآخر فأنا أفعل مثلهم كثيراً مع من أجده يشكو لي من مرضه ، أو يطلب نصيحة  وخاصة القولون والنقرس الذي أعاني منهما منذ فترة طويلة... وكنت أكتب للآخرين دواء وكنت عندما أسأل من يشكوا المرض أتجهم في وجهه  وأنا أستمع إليه  وكأني أبقراط أو جالينوس  وخاصة القولون وخاصة العصبي منه والذي اشتكي منه..

وبعدها سخرت من نفسي و من أصدقائي أيضا  فالأطباء يفنون أعمارهم  في دراسة الطب وتفنى حياتهم ولا يحصلون منه إلا القليل , وتذكرت الآية الكريمة" وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" وأنا أصدقائي وكل من كان خطه جميل، وحبذا لو كان بالإنجليزي  ويستطيع أن  يكتب إسم الدواء يتحول  في لمح البصر لطبيب في كل التخصصات.؟!

 كلمات متطايره


مثل كل الطيور المهاجرة 

هاجرت روحي اضلعي

مثل كل حبات الرمل المتطايرة

مع زوابع الصحراء

طارت من عيني ادمعي

مثل سحاب السماء اذ تلعب

به رياح الشتاء هنا وهناك

كثرت داخلي مواجعي

رحيلك زاد من عذاب قلبي

غيابك زاد من قهري وكربي

فا متى ياترى ترجعي؟؟؟؟

بعدك اصبح كل شئ مظلم

سواد وسواد .....معتم

بعدك لا حياة تحلو واشعار

تقال ...بعدك اصبحت. ابكم

لا اتكلم

لا انطق 

ولا حتى ارد السلام  على 

من سلم

بعدك انتهى كل شئ جميل

مات الهوى ومات الغرام

وهاجرت الروح تطلب الخليل

بعدك انا مبهم

رجل دون قلب 

رجل دون عقل 

رجل ..لا يفهم

انتهى كل شئ بعد غيابك

اغلقت ابواب الحب

وشمعت وراء ذهابك

مثل كل الطيور المهاجرة

هاجرت الروح بدني

فقط ...ل تطلب بلادك 

لتكون حارس  يقف

امام دارك...امام بابك


متيم الهلال

 دور النخب في ذاكرة التاريخ :

إن الدور المنوط بمؤسسات المجتمع الأساسية كلها" السياسية والإجتماعية والفكرية والاقتصاديه وغيرها والقادرة كلها على دفع المجتمع إلى مراحل متطورة دون أن يتهدد الوطن أي خطر بالإنهيار أو الأرتباك أو التوقف..

فإذا ما اردنا تحقيق التطور الشامل والمتكامل والبعيد يجب إعداد الجيل جيل الشباب والناشئة إعدادا علميا وتربويا وسياسيا وعسكريا واجتماعيا للوصول إلى مجتمع { متحرر..منتج..متعلم..منظم..ملتزم..

تسوده الحرية والعدالة الإجتماعية} ؛ فعلى النخب تقع هذه المسؤولية كضمانة للصمود والتطور ..ويجب على جميع النخب أن تتيح للأجيال معرفة حقيقية بالتاريخ وتجلو كل طبقات الزيف والتزوير ..وتحرر بوابات الفكر التي مازالت تسيطر على العصبيات الجاهلية والتاريخ المزور وهدم كل مخافرها القائمة في المؤسسات التعليمية من المراحل الدراسية الأولى إلى المرحلة الجامعية وكذلك الثقافة والإعلام؛ هي خطوة كبيرة على طريق إنجاز ما نصبو إليه جميعنا ومن شأن ذلك أن تغدوا سلاحا من أشد الأسلحة فعالية في معركتنا الحياتية المصيرية مع أنفسنا ومع عدونا.

إن التاريخ أشد التصاقا بحياتتا وأمانينا المستخرجة من هذا التاريخ؛ لذلك عمد الاستعمار والمتآمرين على امتنا على التزوير والتحريف وغمط تاريخنا وعملوا تمزيقا وتشويها وتحريفا لتعطيل ذاكرة الأمة وإبعادها عن تاريخها ؛ لتبدأ شخصية الأمة بالتفكك والإنحطاط والقعود والفوضى ؛ وتفرض علينا مناهج تعليمية من شأنها أن تبتر الشعب عن ماضيه لتغرس معلومات مصبقة الصنع جاهزة لتجعل منا أطرافا متناحرة يقتل بعضنا بعضا..

إن الأمم المتخلفة والمتقدمة تتساوى جميعا في تكييف علم التاريخ لمتطلبات التربية الوطنية وهنا يجب على النخب خاصة المثقفة منها:

١) إبراز الإيجابيات الفردية والجماعية في تاريخ الشعب والأمة.

٢) انتخاب الوقائع التاريخية الأقدر على التأثير في خلق الإنسان الجديد.

٣) الغوص خلف الحقيقة التاريخية خلف القضية التي نكافح من أجلها والولوج الواعي إلى وجودها الموضوعي ومنطقها وجوانبها النيرة وإيمانها العميق بمقدرة الشعوب.

لأن حقيقة الأمم والشعوب تكمن دائما في دور النخب من خيرة أبنائها الواعين لمصالحها وظروف تطورها والمناضلين من أجل قضيتها وانتصار حقيقتها والمعبرين عن صمودها أيام النكبات والمحن.

" إن صمود الأمم بجماهيرها هو الذي يفقد انتصار الخصوم كل بريقها؛ ثم يحولها إلى هزائم ..ولنا في تاريخنا دروسا بالغة في هذا الشأن".


الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

 ***لا تَقُلْ إِنّا هَرِمْنا***

********************************************************


لا تَقُلْ قَدْ رَقَّ عَظْمِي

بِالْمُنى تَشْتَدُّ عَظْما


لا تَقُلْ إِنّا هَرِمْنا

والدَّوى قَدْ هَدَّ فَهْما


لَوْضَعُفْنا  أَوْ كَبُرْنا

لَنْ يَقِلَّ الْعُمْرُ رَقْما


كُنْ شبابًا وَانْتِصارًا

وابْنِ عُمْرًا صارَ سُقْما


مِنْ حُروفِ الضّادِ رَنِّمْ

حَرْفَ حُبٍّ عُدَّ نَظْما


فَارْسُمِ الدُّنْيا جَمالا

وَامْلَإِ الْأَيّامَ نَغْما


كُلُّ لَيْلٍ فيهِ فَجْرٌ

فَاجْعَلِ اللَّيْلاءَ نَجْما

 

لا تَقُلْ شِبْنا بِهَمٍّ

كُلُّ شيبٍ صارَ حَزْما


كُلُّ عُمْرٍ فيهِ سِحْرٌ 

فَاغْنَمِ الْأَيّامَ غَنْما


غَنِّ وَاطْرَبْ دونَ خَوْفٍ 

وَانْسَ بُؤْسًا كانَ خَصْما


إِنَّما الْأَحْلامُ يَوْمٌ

فَانْسُجِ الْأَيّامَ حُلْما


لا تَدَعْ لَيْلًا كَئيبًا

يَصْنَع الْأَحْلامَ وَهْما


بُلْبُلُ الْأَصْباحِ غَنّى 

وَاسْتَزادَ الشَّدْوَ عَزْما


أَيُّها الشّاكي تَبَسَّمْ

لا تَزِدْ دُنْياكَ لَوْما


وَاسْقِ نَفْسًا خَمْرَ زَهْرٍ

تَبْدُ طِفْلًا تَمَّ جِسْما


   لطيفة تقني / المغرب

 نار البعاد

طال         . بُعدي

                 وزادت      الأشواق


فملأتُ دفاتري شوق

                وفاضت       الأوراق


ضللت عن درب الهوى

               وقصرك بين   الأحداق


بالبعاد الصدر إنكوى

              فصرنا كما        العشاق


سهرنا الليل مع النجوم

              فنهاره لا يُليق او يُطاق


كم خشينا من  البعاد

               كم خشينا    الإنشقاق


وقد تمنينا   الوصال

             حتى نعلو        بالأفاق


أو نُحقق     الأمال

              بكأس حلو      المذاق


كأس عاشق إلتقى

               بالحبيب   بعد الفراق


ورغم       الصبر

               دمع المحبين     دفاق


محمد عبد الغنى

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...