كَوتْني حُمْرَةُ الشَّفَتيْنِ كيّا
حبيبك من يلين إذا انزعجتا***ويصْفحُ بالسّخاءِ متى أســـــــــــأْتا
يشاركُك السّرائِرَ والأماني***ويسرع في الجــــــــــواب إذا سألتا
فتشعرُ أنّ عشرتَهُ ابتهاجٌ***وأنّك في الغَرامِ قـــــدِ انْتــــــــصرتا
وإنْ أنتَ ابْتُليتَ وجدْتَ روحاً***تمدُّ لكَ الدّواءَ متــــى طـــــــلبْتا
ومنْ لمْ تكثرتْ بكَ لا تُبالي***أكُنْتَ من الحضورِ أم انْـصــــرفْتا
////
أتتني حُمْرَةُ الشّفَتَيْنِ طوْعا***وقالت:إنّها للعِشْقِ تَسْـــــــــــــــعى
قبلتُ مَحَبَّةَ الخنساءِ صِدْقاً***وكان شروقُها كالشّمسِ طبْـــــــــعا
تجاوبتِ المشاعرُ فانْشرحْنا***كأنّ العشقَ في الأحشاء مــــرْعى
تعمّدت التّخفّي خلف وجه***تلحّف بالهدى فازداد وقـــــــــــــعا
وحين طلبتُ منها ما دهاني***وجدتُ جوابها قد صارَ لسْـــــــعا
////
شرحتُ لها المظاهرَ والخفايا***وسقْتُ لها السّليمَ من النّــــــوايا
حكيتُ لها الغرائبَ منْ حياتي***ومن شعْري صنعتُ لها الهدايا
ولم أعلمْ بأنّ زَفيرَ شعري***سيُرمى في الحضيض مع الزّوايا
وجدتُ صدودَها خدشَ اشْتياقي***وأظهرَ لي الدّفينَ من الخبايا
فعدتُ إلى فؤادي مُسْـــــتجيراً***وغادرتُ التّـــــوهّمَ في هوايا
////
كوتني حُمْرَةُ الشّفتيْنِ كيّا***وفي أشْــــــواقِها كذبتْ علـــــــــيّا
تصنّعت المــــــحبّة كيْ أراها***بصدقِ الحُــــبّ قد قدِمتْ إليّـا
وقد نسيتْ بأنّ الحـــبّ صدقٌ***وليس كما رأتْ وهــــماً وغيّا
ستذكرني إذا مرّ الزّمـــــــانُ***على أنّي عشقتُ الحـــبّ حيّا
فتأسفُ عن سلوكٍ كان خرقاً***بنارهِ قد كوى الأحشــــــاءَ كيّا
////
أحبّ الصّابراتِ من النّـــــساءِ***فهنّ القادراتُ على العــطاءِ
وهنّ الأمّـــــــهاتُ بكلّ عصرٍ***يلدْنَ لنا المـــزيدَ من الـذّكاءِ
وأكره في النّساء المومساتِ***لأنّ الفسقَ يوصفُ بالبـــــــغاءِ
يمارســـــنَ الدّعارةَ بازْدراءٍ***وداءُ الجنسِ يصْعبُ في الدّواء
وهذا أخطرُ الأمراض فتـــــكاً***وأعسرُها امتثالاً للشّــــــــفاءِ
محمد الدبلي الفاطمي