عند حافة الحياة...
مذ حملني الغياب،ساقتني الغربة...وأغلقت أبواب الإياب..
غربة مني وإليَّ، وأخرى ممن حولي لم لما أرى وجوه واجمة لم أألفها...
لم أعرفها أو أعرفني...
ومر أعوام تلو أعوام...
وأنا هناك لست أعرف كيف ومن أين أبدأ الطريق...؟!
تلك الغيوم تحيط بمداري تجتذب الرحال!
أترى تنذر باقتراب الرحيل..؟!
آثام غربتي أحمال ثقال على كتفي...
أصوات ذاكرتي صداها صدى مرتجف...
وفتات أحلام تخطو على استحياء في شرود...
زفرات وتنهدات قاب شهقات البقاء..
وخلفي الشمس تستطع هزيلة تجتر بقايا الآمال،
ومن خلفها يتوارى القمر مكبل بوعود قيدها المحال..
حرارة تلهب أضلعي،وصقيع يقضم أناملي...
لتنتحر القوافي وتبتر القصيد..!
رحلة طويلة.....ما تبقى منها ضيف ثقيل..
وبين هذا وذاك وتلك....!!
روح تسحقها طواحين السراب...
كم قطعت من الوقت؟ وكم تبقى حقائب الوهن،نمضي إليه فى سكون؟!
عام تلو عام.....
وأنا أفترش هذا الركن المظلم...
لم إنجِ من عويل النداء، وصراخ الذكريات!
أرنو لشغف النهاية دون البداية!!
وعلى شفا الضياء..يبتعد خيط الفجر!!
لم تبقِ أمنية بالقلوب،وصارت الآهات عنوان القلوب..
مرة تكبلنا الخطى،وأخرى نجوب فتلهو بنا الحياة اللعوب...
ما زلت أجلس على مقعدي الأخير..
الغيوم تقترب،والمدى ثقبًا شيئًا فشيئًا يضيق....
وحدي بين هذا الصخب أسير....
عام تلو عام.....
وأنا رهن المغيب!!
أبدًا لن أعود....
ما عدت أقوى على السعي بين تلك الآرائك رغم شوقي إليها...
يعتريني الحنين...وتملأني دهشة العمر الغريب...
عين ملؤها الشغف...ودموع محتقنة بالرهبة والخوف...
ربما هي موتتي الأخيرة،بعدما تعددت وتوالت الموتات!!!!
نعم......أنا رهن الغياب...أرقُب أنين الخطى تنزلق لتسقط
عند حافة الحياة...!!
---هويدا غنيم---