شيبةٌ خضراء
يُواكبُ في الربعِ الأخيرِ إيابَها
ويخشى عليها في البعادِ اغترابَها
نضا عنهُ صوتَ العمرِ يغزلُه الصدى
وألقى إلى عُرْيِ السنينَ ثيابَها
وتبقى جِهاتٌ أسرجُ الحلْمُ ريحَها
تقودُ على الدربِ الطويلِ رِكابَها
ويُخلِصُ وردٌ للشعاعِ مَحبّةً
ويبعثُ مِرسالُ الفَراشِ جوابَها
فأوفى بقلبٍ ما استراحَ لنبضةٍ
وأورى على وجْدِ الليالي شِهابَها
تُشارِكُ في البحرِ الرياحُ سفينَها
وما خانَها موجُ ولا هوَ عابَها
وتلكَ شراكاتٌ تقدَّسَ وحيُها
من الموجةِ الأولى التي نوحُ جابَها
يُواظِبُ يومياً زِيارةَ زوجِه
على الرغم ِ من أنَّ *الزهايمرْ أصابَها
ويُطعمُها من زادِ عمْرٍ ودمعةٍ
ويطوي على حِبرِ الودادِ كتابَها
ويسألُه البدرُ الشفيفُ عن السنا
لتبلُغَ في نورِ العيونِ نِصابَها
فقلتُ له ما عادَ تملكُ وعيَها
وقد أدركتْ نارُ الهشيمِ يبابَها
فقالَ ولكنَّ الخضارَ على دمي
أجلَّ بريقِ الخافقَينِ سرابَها
إذا لم تكنْ تدري أنا من أنا لها
فمَن هيَ أدري ما نسيتُ شرابَها
تميسُ بيَ الذكرى تَحُفُّ أضالعي
ويكفي بأنّي كنتُ يوماً شبابَها .
محمد علي الشعار
٢٨-١١-٢٠٢٠