الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

سودان ينام على جرحه بقلم رنا عبدالله

 قصيدة: سودانٌ ينام على جرحه

في السُّودانِ نافذةٌ بلا ضوءٍ،

وبيتٌ يتهجّى أسماءَ مَن غابوا،

ولا يجدُ الطريقُ إلى الطريقِ…

لأنَّ خرائطَ القلبِ احتُرِقتْ.


في السُّودانِ طفلٌ كان يرسمُ قمراً

فنامَ على دَفترٍ ممزَّق،

وترَكَتهُ الدبّاباتُ وحيداً

يعدُّ نجومَ الخراب،

ويضحكُ كي لا يسمعَ صوتهُ…

حينَ يرتجفُ العالمُ منهُ.


يا أرضَ النيلِ…

كم مَرّةً قلنا: سينبتُ القمحُ في الأيدي،

وسنحملُ فجرًا على كتفِ الكلامْ،

لكنَّ رائحةَ الحربِ

كانت أثقلَ من القصيدة،

وأثقلَ من حليبِ الأمِّ

حين يختلطُ بالبكاءِ.


يا سودانُ…

ليسَ لكَ إلّا المصابيحُ

التي خذلتها الكهرباء،

ولا للبيوتِ إلّا الأبوابُ

التي تُطرَقُ بالريحِ لا السُّكّانِ،

ولا للسماءِ إلّا دمعةٌ

تحاولُ أن لا تسقط.


ومَعَ ذلك…

في الخرطومِ نافذةٌ صغيرة،

وفتاةٌ تكتبُ: “سنعودُ”،

وتعلّقُ على صدرِ الليلِ

قلادةَ صبرٍ…

فيمشي النهارُ إليها،

كما لو أنَّ الفجرَ

ولدَ من حُنجرتِها.


السودانُ لا يموت،

ففي كلِّ نازحٍ

أغنيةٌ مؤجَّلة،

وفي كلِّ أمٍّ

يدٌ تنادي أبناءَها من ليلٍ طويل،

وفي كلِّ دمعةٍ

جسرٌ نحو غدٍ

يُخاطبُ السماءَ:

“سنُرمِّ


مُ ما انكَسَرْ…

ولو بِقَصيدة”.


رنا عبد الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( جَمالُ الرّوح ).... سمير موسى الغزالي

 ( جَمالُ الرّوح ) بحر الوافر بقلمي : سمير موسى الغزالي  و يَنأى عن حَرامِكُمُ الحَلالُ و هل يَخفى إذا اكتملَ الهلالُ ؟ جَمالٌ في المَظاهرِ ...