"الحسين.. صدى الدم والدهر"
بقلم :رنا عبد الله
يا كربلاءُ... وقد بكى فيكِ الدّما
وتشقّقتْ في مهدِكِ الأنغاما
هذا الحسينُ... يسيرُ وحدهُ صامتاً
ويشقُّ في وهجِ الدُّجى إظلاما
---
لا سيفَ في كفّيهِ... إلا دعوةٌ
هزّتْ عروشَ الظلمِ والإجراما
مضى، وفي عينيهِ وعدُ نبوّةٍ
يمشي.. ويوقدُ في الوغى اسلاما
---
قالوا: "أتسقيك السيوفُ من الردى؟"
قال: "الدمُ الحُرُّ... لا يُستهاما
إنّي ابنُ فاطم، وفي أعماقِها
جمرُ الحنينِ، يُقاومُ الأوهاما"
---
فمضى.. وريحُ الموتِ تعصفُ حولَهُ
وسيوفُهم نحتتْ لهُ الأعلاما
لكنّهُ شمخَ الجبينِ، كأنّهُ
وجد السبيل حين صار إماما
---
وسرى الرضيعُ إليهِ.. يختنقُ الهوى
وبصوته حرف لموت كان زؤاما
فمضى إلى الموتِ الصغيرِ مُسلّماً
روحًا تُعلِّمُ وردَها... الاياما
---
وزينبٌ... يا كلَّ نبضٍ خانني
وصف لبؤس بها إيلاما
صاحتْ: "أخي! والليلُ مدّ كآبتي
وحفرتُ في دمك الطريقَ رساما!"
---
كربلاءُ... خيولُهم لم تُبقِ لي
غيرَ النداءِ، ومقلةٍ قد ناما
لكنّ صوتَ الحسينِ لمّا انطفى
قد أوقدَ التاريخَ والأقلاما
---
ما ماتَ.. بل ذابَ الضياءُ بموته
وبقيتَ أنتَ الن
ورَ والإلهاما
في كلِّ محرابٍ، وفي أنفاسنا
نبكيكَ حبًّا... لا نريدُ خِتاما

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق