(أتهجر)
بقلمي : سمير موسى الغزالي
سوريا
وافر
إذا ما رُمْتَ للحبّ انبثاقا
فَعدْ لي صادقاً ودعْ الفراقا
وقُلْ لجفاك أن ينأى بعيدا
وقُلْ لِهَناك أن يأتي اسْتراقا
فإنّ السّعدَ في الدّنيا قليلٌ
وجاء الحب سعداً واستباقا
حبيبي لاحُرمنا منك وصلا
ولا سعداً وحباً واشتياقا
فقمْ للحُبِ نأتيه جميعا
نُذيبُ الهجرَ في اللُّقيا حِرَاقا
أتهجرُ والهَنا طفلٌ رضيع
يكاد يموتُ في الهجر افتراقا
أتهجرُ والهنا زهرٌ رقيقٌ
ألا تخشى من الغصن انعتاقا
فإمّا أن يموتَ الزّهرُ فينا
وإما الطفلَ تُسعِدَه عِناقا
وإنّا في وصالٍ وافتراقٍ
كما الشّمسين نوراً واحتراقا
إذا ما القلبُ أوجعَهُ حنينٌ
ولاحَ البرقُ في اللُّقيا بِراقا
يرقُّ العمرُ في لُقياكَ سَعداً
يبيحُ لعينهِ غداً استراقا
فلا ذُقْنا الهَنا في الشّام حتّى
يذوقَ العُربُ من( بيكو) انعتاقا
تعالوا نحتسي حبّا وعزّا
فسيفُ القُدسِ للحربِ استفاقا
سأسفحُ في هواكَ حدود قلبي
بمغربها ومشرقها استباقا
فلا حدٌّ يُباعدنا بحبٍّ
وليس( لبيكو) من موتٍ فَوَاقا
أنا في الشّام قد أعليتُ أهلي
وكلَّ العُربِ صدقا لا نفاقا
فهل ياعُربُ قلبي في هواكم
ضِيا بدرٍ أم الحَلَكُ المِحاقا
وقلتُ لهم وحبّي يعربيٌّ
فقالوا ذا الغريبُ يداً وساقا
وَهِمْنَا في ضياعٍ واغْترابٍ
أتانا الذُّلُّ في عتمٍ طِراقا
غريبٌ بينَ أهلكَ يا فؤادي
(وبيكو )الذُّلَ قد رَبِحَ السِّباقا