(( أجنِحةُ الشَّمع ))
تمَهّلْ
أيّها الراحلُ بمَركبٍ مَثقوب.
أيُّ زادٍ ملأتَ به خافِقيكَ؟
لِتَكسرَ الموجَ العتيّ
وعيناكَ ظامِئةٌ تدنو للغروب.
جَدَلتَ حبالَ العَنتِ بأصابعِ الهجرِ الثقيل
وأفرغتَ الكؤوسَ من هوى عُذريّ
حتى أسدَلَ الليلُ شُرفاتِه
نجمٌ ضامرٌ وقمرٌ في شحوب.
فأنتَ لستَ كأصحابِ السفينةِ
نَجَوا من ماردِ الشَقاء
بل أنتَ غريقُ الحُزنِ بأمَلٍ مَكذوب.
أُساءِلُكَ.. أ زَرعتَ شوكاً تُضرِّجُ به الفؤادَ؟
وسقيتَه من بِئرٍ مسلوب؟
كيفَ تراءى لعيني برجُ الأماني؟
وشيّدتُ صرحَ بلقيسَ في غرامي.
ماكنتُ أدري أنكَ ستكونُ القاتلُ والمقتول
فأيُّ قَبرٍ سيلقفُ أشياءَنا؟
أ حَقّاً كنتُ لكَ كضراوةِ الأعداء؟
هكذا حدّثتني الرياح
حينَ اقتَلَعَتْ أنيابَ زَيفِكَ
في هبوب.
إن جادَ بكَ البحرُ دونَ غَرَقٍ
هل عساكَ تطيرُ بأجنِحةِ الشمع إلى مجهول؟
ليتكَ تعلو وقد نفختَ في بوقِ الموتِ بِلا شهادة مُهلهل الدروب.
فَفيمَ غُربة التلول؟
ها قد طفقتَ تخصفُ على هواكَ بوَرَقِ اليأسِ المكدوس.
وَرَكَستَ بؤبؤَ العشقِ بِقَدَمٍ مَشلول
أما علمتَ أنّ كلَّ نافِلتكَ
لاتغني عن موبوءِ سُقياك
وأنّ الطَمي سيخنقُ شُريانَ مَحياك
البلابلُ الزرقاءُ أخرَستَها
في أوجِ تغريدها
كأنّكَ منذُ عصورٍ مُتجهِّمُ الروحِ، تطارِدُ في قدرٍ مكتوب.
سَلْ القوافي كم أبرَمتَ منها رعوداً
ما استبانَ منها إلاّ خيطُ رَماد.
يا مَنْ اصطَفَتكَ روحي من رُكامِ أعوامٍ
لو طَقطَقتَ حَجَراً بحَجَرٍ في عُبابِ
ما أسمَعتني نَبضاً فاقدَ الصوابِ.
غيمٌ مائِجٌ أحاطَ بِنا
أنىّ أن تولَدَ منه أمطارُ؟
قد رَمَقتُ خيالاً بانَ لي كمِشكاةٍ
ويكأنّي حينها أنظرُ بِنصفِ أهدابِ.
تَمَهّلْ .. القلبُ تَبَدّل
إن اسطعتَ أن تظهرَ على سَدِّه، فالبثْ به ماشِئتَ
وذاكَ ضَربُ مُحال
فَسِرْ في بَحرِكَ المنحوس
فلن تجمعَ من أعماقِه غيرَ حُطامِ.
بقلمي /سناء شمه
العراق 🇮🇶