ما هكذا يا أخت بلقيسُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل كان ظنُك بلقيس صدق الهدهد ..أم هل أتاك بكذب زائفٍ كي تهتدي
فما ملكت لعرشٍ كان عزلهُ واصباً... بهـــديٍ أتاكِ مـما يـفوق الـعسجدِ
فلا بقاءٌ لسلطان بل زوال عرشهُ ... متـوهماً مـن ظن مــلكاً له لا يـنفدِ
يا أُخت بلقيس الـــسراب مـضللاً ... لظـمآنٍ آوام الحـر مـاءاً يــجتدي
فهل نــظرة ممــــا أُراه ولا تـرِي ... ذاك الوتين بنا بالـوهل بات مقدد
كطيش لفراش بقرب النار حرقة ... للحائمات رحـيق النصل من وردِ
فنطفأُ عـين للبصــيرة عن رؤى ... وتُصم أذان بـطرق السمـع مُوجـدِ
والرأس من صدعٍ يُكابد مؤرقاً ... ما عـاث من دنفِ الملهوف بالـكبد
فراح يشجو في غرامه عــــثرة... كالبحر يشكو جزره بالمد من زيد
فأرتد صوتٌ بالفناء به الصدى ... أفتـــك قــــــــفول القيد كفك تُـصفد
فلا إعارة عقل لـــــترفد عقلك ... ولا عينٌ لغـــــــير قد تُعينُ الأرمـد
بسعاية تدنو إلى خبل فاق حده ... حتى تعـدى جـــنون الوصب بالكمد
فأنت الغريق بلجة العشاق حتماً... بأخر نسمـة حُبس الشـهيـق مُــهددِ
فهل تستجر كفوفاً لحمل جنازة ... فقد جُـــهز الــرمس أكفــاناً ولـحد
تصارع حـــــــتفاً لا أخالك قادرٌ... فغُلبت أمراً بـــنأي الروح لا مـدد
لمختلبٌ قد ضـاع مفتـرق النوى... كــمثل الرضيع لثــديّ الأم يِــفـقد
فاترك هوى النفس وأذرف دمعةً ...فالشـوك مجبول به الإيذاء باليَــد
فأنف لمن حــط العــثار بمـسلكٍ ...وأطرق مسالكها ما كان من جُـدد
ما هكذا بلــقيسُ نُــورد بــالأسى ...خمط المرارة دس السم بالشــهد
أبو مصطفى آل قبع