غازلني
غازلني... أيها الصوت المتموج
وراء نقاب الليل
كي أمزق صرير الريح
أنزع ثوب الحصار
أدوس على عاطفتي الخرساء
أعزف أوتار قلبي على الورق
حين تسكب الزيت في السراج
تملا دواخلي نورا
وحين ترتشف فنجان عشقي
أستحيل لهيبا من البوح
أحاكي البحر صخبا ..
ونبضا هائجا كالموج
تكلم... أنا لا أحب صمتك اللعين
أخبرني عن الاحتفال بعرسي
لا تعصف بأحلامي الراشدة
لا تغتل غرور جسدي
فتنكأ جرح قلبي الملقى على صفيح ساخن
خاطب أنوثتي... أيها السر الخفي
فقد بات قلبي غارقا في الغياب
وكوني سديم
ايقظ في الحياة...والحلم الملتف بذاك السكون
أكسبني قوة الريح
جنون البوح وعصف الحروف
لا تصلبي ايتها الأصوات المنتفضة..!
أغنية عشقي التي ارتعشت لها الاوتار
أيها الصوت المتموج وراء نقاب الليل!
علمني كيف أرقص السامبا وسط الحقول
هنا ، عند مُنْحَدَرات التلال
أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت
كيف يمتص جسدي لهيب الشمس
لأصبح واحة شعاع.. لوحة الوان.. سخاء سحاب..
كيف اغمض عيني
فارسم ضجيج التمرد فوق شفاه القمر
كيف أسقط مطرا سخيا
يداعب الجبال والوديان والشعاب
فأغسل عيون الصخور من
غبار عواصف الشوق...والحنين
علمني كيف أتحدث بلغة الصمت
كيف تتحول الألفاظ طائرا في فمي
ينثر الشوق فوق الريح بالتغريد
يفتح ابواب الضباب فوق وادي الحيرة
في زمن صمت الحكاية
لن.. ولن أغرق بالحرقة بوادي العشق ...يا عطار
لن يندثر ما اثبتت في احلامي
تحت غيمة...ظلال النسيان
إلى متى سيمتدُّ هذا الحصارُ؟!
فتمردي لم يزل.. والموج والصخب
إلى أن يتعلِّم اعدائي نماذجَ من
شِعْرنا الجاهليّ..درويش!
وحتى على سفينة بحر الموت
ساغزل حكاية الأرواح السابحة
فوق اجنحة قلبي الملتهب.. الثائر
غازلني... يا ابن ابي ربيعة على
نغمة ناي الجنون
بصوتك المتموج وأشعل لنا النورَ في حلكة الأَقبية.
فلا أحدا منا يدرك نبت اصل العشق
فلا أنت ولا أنا... من الخطاة
لن يقير عشقك وعشقي كالأموات..
وتحت الماء.
فالعشق للاحياء في اليقظة والاحلام
بشهادة ابن الرومي والعطار
زكية لعروسي بباريس يوم 16/12/2021