قصة قصيرة
مأتم أرملة.
أفراح فتاة جميلة متفائلة صبورة يحذو روحها الأمل .
تزوجت بسن مبكر بناءً على رغبة والدها. بعد فترة م̷ـــِْن الزمن انتقل بها زوجها إلى مناطق الجنوب للعيش في إحدى المحافظات الوسطى .حيث توجد فرص عمل: فالسياحية الدينية مزدهرة هناك .
وقفت معه بالسراء والضراء: باعت مصوغاتها الذهبية واقترضت مبلغا م̷ـــِْن المال لتشتري لهُ (ستوتة ) تعينه على كسب الرزق.
كانت حياتهم رغم البساطة هادئة جميلة يسودها الحب والوئام رغم العوز…
تغرس،أحلامها وتسقيها بماء الصبر. وقد أثمر هذا الحب أربعة أطفال..
ذات يوم خرج زوجها للعمل . والسماءمتلبدة بالغيوم فبدت أعمدة الإنارة وأبراج الاتصالات كأنها مغروسة بها ….
قال لـٍهآ؟
-حبيبتي (إني طالع على باب •اللّـہ̣̥ تحتاجين شيئ؟؟؟)
-لٱء،حبيبي،سلامتك اذا •اللّـہ̣̥ رزقك فقط قوطية حليب للصغير )
-إن شاء،•اللّـہ̣̥ حبيبتي،
ذهب يدحرج عربته بالشارع المبتل م̷ـــِْن هطول المطر.
بعد فترة م̷ـــِْن الزمن سُمع صوت انفجار هائل قرب سوق شعبي… فتصاعدت أعمدة من الدخان
أثر هجوم إرهابي راح ضحيته العشرات…
انقبض،قلبها تسارعت دقاته كاد أن يخرج م̷ـــِْن بين أضلعها..
يومها توقف الكلام على لسانها عيونها انطفات يغلفها حزن لٱ يقاوم….
بدأت الهموم تدور بسرعة تغرف م̷ـــِْن نهر أوجعها وألمها.
مرت الأيام مر السحاب…
(ابنتي ..أفراح …لملمي أغراضك سوف تعشين معنا.)هي كلمات خاطب بها الأب ابنته …
حاولت أن تبقى في بيتها مع ذكرياتها فرفضت ….
قال لـٍهآ (بوية عيب ما عندنا بنات تسكن وحدها بدون زلمة) …
حياتها الخاصة انتهت… أسدلت عليها ستار العبودية فهي كالأطفال تستأذن.
وأصبح يضرب عليها حصار فوق أطر كل القوانين :
لا للتسوق
لٱ تبتسمي
لٱ تخلعي حجابك حتى أمام إخوانك
فأنت أرملة…..!!
تقدم شاب لطلب يدها
وتعهد برعاية أولادها وافقت لعلها تخرج م̷ـــِْن هذا اليأس والبؤس..
لكن والد زوجها رفض الزواج وإلا تتنازل عن أولادها …
فرفضت وبشدة وصارت تحيط بها نيران الحصار م̷ـــِْن كل جانب….
طلبت م̷ـــِْن والدها أن تذهب لإكمال معاملة الراتب التقاعدي لزوجها الشهيد …
شرط أن لٱ تتأخر بعد أذان الظهر.
لم ترجع للبيت في ذلك الوقت المقرر…
قلق عليها الجميع ..ليس،خوفا عليهاولكن انتابتهم الشكوك.
رن الهاتف…
-الوالو هل أنت والد أفراح؟
-ڼـعمًـْ م̷ـــِْن أنت ؟؟؟
-طوارئ المستشفى ابنتك تعرضت لحادث دهس…
ما إن وصل الجميع… فارقت الحياة ….وروحها
تئن ما بين حصار الأب وعائلة زوجها.
سحب الوالد أطفالهامن بين أيديها وهم متشبثون بالسرير….
و تتراقص جوارحة الفرحة بمأتم أرملة ….
حيدر الفتلاوي