أنين الليل.
....
أوراق الليل قد جافيت
فيك الكرى وجافتك عيونى.
ولامست بيدى أنات الجوى
وفيك قد لامستنى ظنونى .
حتى أن قلبى هام بالحبيب
ولم ينفعه حبه وطيف جنونى .
وتركت قلبى مسخنا بجراحه
و آلامه و أوجاعه ونوبات مجونى.
وتبدلت ألوان حياتى ألوانا
باهتتا فيها دمعات أنينى .
لا أوراق الليل نامت فى
أحضانى طائعة ولا عيونى.
ولم يزل الكرى على عهده
ولم تنذره دقات وصوت طبولى.
رحماك ياقلبى من عذاباتك
وعذبات نفسى وطوال صهولى.
أرأيت ياليلى كم قاسيت
وعانيت ولم تمدد يدا لقبولى.
وكم تخاصمت مع أوراق الليل
وهى ضاحكة من سهدى ووجومى .
.................................................
أرأيت إن كان للقلب قدم
فى قلب الحبيب مكانا يهمس.
همسا رقيقا يناجى الروح
يحيى وينام فيه وفيه يتنفس.
وتستلقى مدد من الأجسام
ماجنتا تشهق فى بعضها تنغمس .
وتتلظى قلوب العشاق فى
دجى الليل لا تقوى على التنفس.
تحيى وتموت بين روضات
الشوق والشيطان لها يوسوس.
وليلها الطويل تمتد ساعاته
سرمدا لا ينتهى وفيه تيأس.
بأس لكم صانعى شوق الليل
وكم قلوبكم الحزينة فيه تبؤس .
ويا ذات الثوب الطويل لك
الله ،لا يحن حبيب لك يؤنس .
وما زلت أعيش في غى عشق
يا فؤادى هو للمهلكات متفرس .
تأبى روحى على المجون
وتزهد الأدناس وكل هاجس .
رغما عنك ياقلبى يارقيق
الحال وللباس التقوى تلبس.
وتنهال عليك لعنات ساقطات
الزمان وبالصبر عليها متونس.
لا فض فاهك يازميلى إلا أنا
لقد ظللت طوال حياتى فارس.
أقض مضاجع عاشقات الليل
لوجهها الماجن ناظر ومتوجس .
إنى أعشق صبايا الحور
نظيفات طاهرات للعهر ترفس.
هن حبيبات قلبى وقلبى
لهن بالمرصاد يهيم ويهمس.
وهن غاديات ذاهبات راقصات
فى ثياب العزة ترفل وتهوس .
دعك ياليل من هذا القلب
فالقلب ذاهب لله راج ومتلمس .
أحمد المتولى مصر.