الأحد، 20 يونيو 2021

مرشد سعيد الأحمد

 قصة قصيرة

بقلم: مرشد سعيد الأحمد

                          ثورة المعلوماتية

الجزء الثاني: 

غادر خلف قاعة الندوة متوجها إلى بيته خائباً يائساً ونادماً على ما قام به وما تحدث به في هذه الندوة

وفي اليوم التالي عاد إلى مركز الكومبيوتر وجلس على كرسي خيزران في وسط القاعة وهو ينظر إلى أجهزة الكومبيوتر ويسأل نفسه ما ذنب هذا المجتمع الذي يُحرم من هذه التقنية على الرغم من مواصفاتها المتدنية في الأداء وسرعة المعالجة وقدرة التخزين وأسعارها المرتفعة وما ذنبه هو أن يعيش في مجتمع يجهل هذه التقنية ومع ذلك متزمت في رأيه وأفكاره. 

وفي هذه اللحظات تفاجأ برجل متوسط العمر يدخل القاعة يبدو من هيئته أنه إنسان مثقف صاحب هيبة ومكانة اجتماعية مرموقة

وبعد أداء التحية دخل معه إلى المكتب ليتعرف عليه 

بأنه من تل ألمگأصيص اسمه يعقوب بحي أبو حنا

عاد من أمريكا منذ عدة سنوات يحمل الإجازة في الأدب الإنكليزي وشهادة الماجستير في الترجمة

ويعرض عليه مشروع عمل بتأسيس مركز لتعليم برمجة الكومبيوتر. 

تقبل خلف هذه الفكرة بكل سعادة ووجدها فرصة مناسبة  لنشر ثقافة المعلوماتية في هذا المجتمع من خلال الدارسين في هذا المركز. 

بدأت الدورة الأولى في المركز بعد توقيع عقد العمل بينهما وكان الدارسين في الدورة  من كبار الأطباء والمهندسين ممن يحملون الشهادات العليا ويجيدون اللغة الإنكليزية ومنهم كبير الجراحين في تل ألمگأصيص الدكتور دكران نعلبنديان  

استهل خلف محاضرته الأولى بلمحة تاريخية فتحدث عن أهمية المعلومات في بناء وتطور المجتمعات 

مما دفع الإنسان منذ القدم إلى البحث عن وسائل وطرق لمعالجة البيانات للحصول على هذه المعلومات فاستخدم أدوات بدائية في المعالجة  إلى أن وصل إلى الحاسبة الميكانيكية التي تستخدم المسننات في عمليات المعالجة. 

وبعد اكتشاف نظام العد الثنائي في الرياضيات المكون

من 0٫1 تم تصنيع أول حاسب إلكترون يعتمد على الصمامات وكان كبير الحجم يحتاج إلى مليون صمام

وبعدها تم اكتشاف الترانزستور والدارات التكاملية 

حيث تم تصنيع الحاسب الشخصي الذي أمامكم وفي المستقبل القريب سوف يكون حجمه أصغر وأصغر إلى أن يصبح بحجم باكية الدخان 

هذا بالنسبة للحجم أما بالنسبة للسرعة في المعالجة 

فسوف تكون هائلة جداً مما سيؤدي إلى تضاعف كميات المعلومات المعالجة بسرعة هائلة والتي  تشبه المتوالية الهندسية في الرياضيات. 

الأمر الذي يمكن اعتباره ثورة في مجال المعلوماتية 

غيّرت طرق الحصول على المعلومات وتخزينها ونقلها 

من جهاز إلى آخر عبر خط الهاتف تحت مسمى الشبكة العنكبوتية أو شبكة الإنترنيت وظهرت بنوك المعلومات التي يستطيع من خلالها أي شخص الحصول على المعلومة التي يحتاجها مجاناً. 

فالطبيب يستطيع الدخول إلى المواقع الطبية للاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الطب والأدوية والأجهزة الطبية. 

والطالب يستطيع الدخول إلى هذه المواقع وتشكيل مجموعات مع طلاب المجتمعات الأخرى في مجال الرياضيات والعلوم الأخرى 

ويستطيع كل منا أن يتواصل مع أي شخص عبر هذه الشبكة بشكل صوت وصورة لتقديم التعازي أو التهنئات

أو المشاركة في حفلة أو ندوة. 

وباختصار سيتحول العالم إلى قرية صغيرة يستطيع أهلها التواصل مع بعضهم بكل سهولة ويسر

ومرت سنين طويلة وأصيب خلف بوعكة صحية وغيبوبة دخل على أثرها المشفى. 

وبعد عدة ساعات استيقظ خلف من غيبوبته والى الدكتور دكران يقف بجانبه ويهتم به عرفاناً بالجميل الذي قدمه له ولبلدته 

فبادره بالسؤال مازحاً بالعامية: 

وين الوعد والمستقبل المشرق الذي وعدتنا به يا أستاذ خلف 

فرد عليه خلف بعد أن استعاد عافيته قائلاً: 

دائماً كنت أدعو الله أن يمدني بالصحة والعافية حتى أعيش هذا المستقبل المشرق الذي وعدونا به 

مدرسينا في الجامعة وفي الدورة التدريبية في الوزارة

لكن بكل أسف لقد كُتب على هذه الأمة ألا تستخدم هذه التقنية الحديثة إلا في المجال السلبي وبدلاً أن تكون نعمة أصبحت نقمة  عندما استغلها الغرب لتدمير هذه الأمة والإساءة إلى مبادئها وقيمها وإثارة النعرات الطائفية بين أبنائها من خلال الفتاوى المسيسة والملفقة 

وتدمير مستقبل الأجيال 

هذه التقنية الفضائية يا دكتور   سلاح ذو حدين دخلت مجتمعنا دون استئذان ودون أن نكون مهيئين للتعامل مها وهذا ما جعلها السبب الرئيس لتدمير الأجيال 

لذا نجد الكثير من الطلبة أهملوا دراستهم نتيحه اهتمامهم بالألعاب والتسالي والمباريات والمسابقات وغيرها وهذا الإهمال يتضاعف أكثر عند الغالبية منهم نتيحه المشاكل العائلية وتفكك الاسر بسبب انشغال الاب او الام او الاثنين معاً بالنت والصداقات الوهمية على حساب راحة الاسرة ومستقبلها ففُقِدت الثقة بين الزوجين وتحولت حياتهم الى جحيم من المشاكل والمشاحنات والمشاجرات بسبب كثرة المواقع الإباحية الجنسية والذي استطاع من خلالها الكثير من الأزواج الاطلاع على مداعبات وحركات ومغريات كان يجهلها ولا يستطيع أن يطلبها أحدهما من الآخر بسبب العادات والتقاليد أو التزمت الديني والخوف من الفضيحة. 

مما يدفع البعض منهم للبحث عنها خارج عش الزوجية

مما جعل الزوج يعيش بواد والزوجة بواد آخر 

والأطفال يتيهون في صحراء فقدوا فيها البوصلة التي توجههم  وترشدهم إلى الطريق الصحيح

لدرجة أن كل زوج من هؤلاء الأزواج تنطبق عليه وعلي زوجته قول الشاعر ابن زيدون: 

أَضحى اَلتَّنَائِي بَديلاً مِن تَدانينا

                   وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تُجَافِينَا

أَلّا وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ صَبَّحَنا

                      حِين فَقامَ بِنا لِلْحِينِ ناعينا 

                      انتهت

بقلم: مرشد سعيد الأحمد

ملاحظة هامة: 

أعزائي الأصدقاء والمتابعين لمنشوراتي اعتذر منكم

عن التأخر في النشر بسبب انشغالي بالامتحانات العامة

إضافة إلى ضغط العمل.

سامي حسن عامر

 كم اتعبني هذا البعاد

حتى صرت اعاتب الزمان

على أيام لم التقيك

على صباح

لم احتويك

على ليل لم تعانقني عيناك

على عمر سرق سعادتي

حتى صرت احتضن وسادتي

تعانق يا وجعي دمعتي

مورق حبك بقلبي

تحكيه النظرات

وانين الدمعات

صرت احتسي كل خيالاتك

وأنت بقربي نعانق المدى

يبلل وجهي قطرات الندى

ارسمك على وجوه العابرين

عطرا عبقري النسمات

ما زال في نبض يذكرك

أسمع خفقه كل حين

ما رحل طيفك

مازال شعور حبك

يعانق زهرات الربيع

وقد أقسمت على حبنا

يثمر لن يذبل

ترويه عطر الحكايات

ما زلت بصدق

أعشقك يا حلم ما اعرف مداه

خذ كل الأشواق

واترك ذكراك

تعانق الجسد

يا ملتقاي

وعشق خطاي

وحنين رؤاي

أحبك

ترددها شفتاي

كل ليل

عندما يزورني طيفك


يزورني طيفك. الشاعر الدكتور سامي حسن عامر

أنس أنس

 أنس ترتل!! 

هنا أنا أرتل

 سورتين وامضي 

أعض على زند الفراق

أطير بين سحابتين

وظل

أتهاطل بين شوقين

وغياب

تعلوني سحابة 

أهيم بغيمي 

أهجر بحري 

يضمني نهري

أعرقل الشوق

في مطبات الأنا 

لاحنين لي 

أنت الفارق 

الضئيل

بين حبين 

وغدر

نادي

من زمن العتاب 

يأتيك صدى 

الود القديم

عابرون نحن 

على جسرين

ونهر مهترء حزين

من أيقظ اليمامة 

من شوقها العتيق 

وقال لهدهد سليمان 

هناك بلقيس 

فأتوني منها بقصرها

المنيف

أنا الضياع والمتاهة

التي ران 

العزيز فيها

جب يوسف

لا تلم زليخة

ففيها يكمن 

عشق النساء

اعد ترتيب روحك

من جديد 

واضرب بأخماسك

أسداسك وهيئ

قصر الوفاء

للبعيد

واركن الياسمين

على جدار بيت 

ونادي الوقت

فهل من فراغ.. 

كصدى أنت

كوادي فرعون 

العتيق 

آتيني من جبل 

الطور وردد

صوتي البعيد

وقل : للإله

رد لي بصري

فيعقوب عاد

من جديد

أنس أنس

طاهر مصطفى محمد

 صوت المرآة


تمهل ... وترقب

وانظر وجهك في المرآة

ليخبرك ظلك العقيم

بأنك سفينة بلا شراع

مرساتها أكلتها سنون القهر

لتلعن بؤس ماض امتزج حاضره

بأحلام فساد الأضواء

هي نزوات واستسلام النفس

لبقايا سكنت الظلمات

حدق وانظر إلى  الم النفس

في أعماق تشقق الندى

يكون جرحك متعطش للاه

هي خطوة ضيقة الرؤيا

لتاريخ هش التنهيدات

تربع على صوت شتاء

مضى في ليل الدموع

تعال نخبر العقل أن البحر له صرخة

فوق أجساد العابرين تضيء جفونها المهملة

فوف بيوت انهارت في عيون بحر عقيم

أيتها الشوارع والمقاهي

كتبت حروفاً لوجوه هرمت

شذراتها عطشى أصابها ثمالة الجنون

هو زمن الانكسار في عمق الوجود

وبكاء أرهقته قصائد تشردت في شوارع

أنينها أمسيات حالمة لصقيع يأس

من براءة ألوان الشتاء

ويبقى ذلك العصفور

وحيداً على أشجار الزيزفون

يرسم خارطة الدموع

فوق عيون وشحت جفونها

سواد سديم عصر ندى الحقيقة


طاهر مصطفى محمد / العراق

سلوى يوسف

 على شاطيء تبكيه الأمواج ، أشير بسبابتي لغيمة أرجوها حبلى ، آتية من أفق يفصل بين حلم بحجم السماء يعلو ، وبين بحر مضطرب الظنون .

 زهوري التي جمعتها لتدلك عليَّ مقطرة في رئتك آلاف المرات ،  دلني كيف أحبك ؟

 كل طرائقي مخذولة بالإعتياد ،  كما برد مساءاتي الشتوية ، وأنا على نافذة الإنتظار أراقب نبضي ، وأحسب الوقت نبضة نبضة ،

 كلما فار صوت فيروز ترتبك لهفتي فأعيد الحساب  . 

لم أكن مثلك أكرر قصص الصيف على شاطيء الإسكندرية لأملأ ذاكرة الأغاني وذباب الملل يطاردني ، كنت ممتلئة بقصص خيالية ، أملأ بها أدراج المساءات وذاكرتي السجينة بك حتى من قبل أن ألتقيك ، حينما كنت أمتطي أمواج التلفاز لأسافر معك بفضاءات هوليود ، تكون أمير قصتي لأكون أنا سندريلتك المفقودة .

الآن أجدني كزهرة صادفت يوما دافئا فتفتحت  (قبل الأوان وربما بعده لست أدري  ) ،ثم داهمها الصقيع أنت ممتليء بتفاصيل صيفية ، وأنا مزدحمة بضباب أنفاسك على زجاج ذاكرتي .

سلوى يوسف 

ساميا موسى عقيقي

 سلام   سلام  يا   بني   الإنسان

محبة تسامح سلام  تآخي إيمان

تعالوا نضرع معا في كل  الأديان

أن ننعم  بسلام  من رب الأكوان


سلام   للنفوس  لصحة   الأذهان

انبذوا  الحروب  العنف  والعدوان

ربوا أجبالَ سلام  لتبنى الأوطان

على حب الخير العطاء والاحسان


انشروا  السلام  للقاصي  والدان

نفذوا  تعاليم   الإنجيل  والقرآن

إشبكوا  أيديكم ليفرح  الرحمان

جان  محمد  علي   كلنا  اخوان


سلام سلام  للجميع   لكل إنسان

في الصبح  والمساء وفي  كل آن

أحبوا بعضكم  قبل  فوات الاوان

أعمالكم ستوضع في كفة الميزان


ربي إلهي معبودي يا كل الحنان

اعطف علينا وثبت فينا البنيان

لنجعل من عالمنا أجمل بستان

مزهوا  بورود أناس بهية ألوان


 محبة تسامح سلام تأخي إيمان

في كل العصور  وع طول الزمان


بقلمي

سفيرة السلام

د. ساميا موسى عقيقي

سهيلة مسة

 المياه المُشْبَعة


فاض الكأس من آخر رحلة 

قمنا بها بمطاردة الأحلام الهاربة

اختلط الأطلسي بالمتوسطي

ترسب ما تبقى مني ... في جوفه

تحنّطت رواسبه 

على برزخ بَتول من القلب

وتمرّغت بين الهدوء والغليان

انسلخ أغلبها عن هوية الحب ...

كم تمنيت أن يلتقمني الحوت 

ليهضم جسور النكران في الهجير .

تعبت من التنقيب عن الهيولى 

التي تحدد صورة الغد

بين الأقاحي والبوسيدونيا .

تترامى الأمواج على أشجار القُرْم

يرحل الزَّبد بعيدا

ويتكدّس الملح على البر

ليمشط جراحا غائرة في خنادق بكماء .

نوافير من الأنا تتعالى وتعتذر

أدرك ...أختصر

أن الملح لا يذوب في المياه المُشْبَعة.


🌼🌼🌼

بقلمي سهيلة مسة/ المغرب

فتحى موافى الجويلى

 يا ليل بداخلك سري

             فتحى موافى الجويلى


     ذات عناق سأخبر الطيف عنك

     لتعلمى ما معنى عذاب حبك    

     وما معنى البعاد  وما معنى التمني

    ذات مساء  سأحتضنك وأشعل الوتين

    شوقآ ونيران  


     عندها ستدرك ما كنت أعانيه من أشواق

    وفى تلك الليله سأكون أنا الليل وخيوط

    الفجر ضياء  طوق النجاة هو أنت  

    من عمق الأحلام  وطول المسافات

    ومتأهه الإنتظار  غياب حطم الأسوار

     فأين المفر من تلك الأجواء...

     أراة السكون والأعتكاف بداخلك أنت...


     فجمعى شتاتى من حولي

     وأمسحى أنينى ودمعي

     لن أشتكى طينآ لتاء همي

     تألمت منك حتى ثملت روحي

      وتأذت نفسي

      فلن أبقى بمكانآ غصبآ عني

      فهل نهايه مطافي

      شروق غربآ  أهذا اكبر من حلمي

       فتلك مشقتى ولي عذري


       سأبقى قويآ فقصتى لم تنتهي

       ولم يخيب بعد ظني

       فهل الشك حرمان

       فكيف يتخلل نفسي

       فأنا الصدق وعدي

       والكلام صدقي


       ونبضي بقولي لا يهزه عاصفة وهذا شغفي

      فيا لهفتي تأرجحي مني

      ويا سوء ظنآ أهرب وأغرب منها وعني

       توقف وأخمدي شرور غرورك 

       فكبريائك سكن قلبي

       فهل يرضيك أن بداخلي تظلي

.      فظني فيك لن يعكره غيرتي

      أو نبرة صوتك ونظرة عطف منكي

      على ضفاف الكلمات التقيك دون أن يؤذيك صوتي

      فسر الليل عينيك  وأنت أمانة بقلبي

      فتحى موافى الجويلى

      الإسكندرية/ العامرية 

           ٢٠/٦/٢٠٢١

{ محمود عبداللطيف شاهين

 حوار مع القلب

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••

تسابقت ونفسى للوصول 

                       إليك فأتيناك معا

فدهشنا لوجود قلبي عندك

                     وأصبح هو الأسرعا

فناديته ليعود مكانه فأبى

                    إلى صدري أن يرجعا

وقال صدرك ما عاد سكن 

                   لي فسكنت عند الأروعا

أتريد  أن  أعود  يوما

                     حتى أمزق أو أتصدعا؟

إرجع حيث أتيت فلن أترك

                      محبوبتى وإليك أرجعا

فقلت له وكيف العيش 

                      بدونك وبالحاة أتمتعا؟

قال هي لي الحياة وبدونها

                        لن  أعيش  أو  أقنعا

وجدت فى حسنها وصوتها

                        ما حييت عمرا لأسمعا

هى  التى  رأتها  الأعين

                      ففرحت وجففت الأدمعا

هى من تفوق الحسن كله

                    فسبحان الذى صور فأبدعا

وهى من ملكت إحساسي كله

                     فهام بحب الكون أجمعا

أتريد أن اتركها وآتيك

                      فبالمستحل أنت تطمعا

فترجوته  بدمع  العين 

                       أن نعيش جميعا  معا

وافق فنسج الحب لنا أجنحة

                      وتسابقنا والنجوم فكنا  

                                        نحن الأسرعا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

             { محمود عبداللطيف شاهين }

               [ دماص ميت غمر دقهلية ]

                        (٢٠٢١/٤/١  )

حيدر الفتلاوي

 قصة قصيرة ...


رَحَى


انتظر  طويلاً على شاطئ الأمل ومع ذلك مازال  يبذر حبات الأماني والأحلام. ولا يجني إلا الوجع والخيبات. طفح به الكيل. سئم الانتظار. يتنفس بحسرة .يستنشق دخان سيجارته والمرارة تذوب بحنجرته المبحوحة م̷ـــِْن كثرة الصراخ والعتاب.

تأمل حال أبنائه العاقين

الذين فرقتهم رياح هوجاء.فهي  تارةً شرقية وتارةً  غربية. وأغوت البعض من أبنائه الكرام  جارته العاهرة فأطبقت فخذيها ملتوية عليهم كأفعى رقطاء تنفث بسمومهاالخبيثة. وتوغل أنيابها في أحشائهم لتكرّع قوتهم .

والبعض الآخر مدت لهم تلك المومس الداعرة

أطراف ثديها لترضعهم 

التخلف والخيانة تتلقفهم بمخالبها .

ولم يبقى معه  إلٱ أولاده الصغار يلتحفهم بردائه

يخشى عليهم م̷ـــِْن كيد إخوانهم.

كان لهم قصركبير تطل شرفاته على نهرين  عظيمين  وحدائق وأشجار نخيل سامقة وفي باحته نصب كبير يرمز للمحبة والسلام.

 منقوش على جدرانه لوحات سومرية  لايعرفون حلها ولافك شفرتها لأنهم ببساطة جاهلون بكل شيء . وبليلة  

ظلماء شرعوا النوافذ والأبواب.

فسلب منهم  أمام أنظار اعينهم  وأذا  الشمس تشرق  عليهم بكوخ متهرئ الأضلاع لايقيهم م̷ـــِْن لظى الشمس المحرقة، ولا م̷ـــِْن وابل المطر.

حقول قمحهم   يحصدها الغرباء،بمنجل مبتور. وبيادرهم تتقاذفها الأمواج .وأما (المرواح)1 فهي بيد شيخ كبير طاعن بالسن. انتزعه م̷ـــِْن صاحب الأرض ليغرس ثالوثه بخواصرهم عكس اتجاه الريح.

بعد أن يغربل القمح ويستخرجه م̷ـــِْن القش (التبن) .يعطي الحب للمرأتين العجوزتين تقلبهم بين حجري الرحى الصلدين يهرسانه ثم يعجنان الدقيق بدموع الأرامل والأيتام ويخبزانه بنار قلوب الأمهات الفاقدات.

ليطعم به أبناء جارته العاهرة وأبناؤه ينامون جياعا ..

إلا أن بعض الحب يتناثر رافضا أن يكون مصيره بين شقي الرحى. فيأخذ حفنة ليبذرها بشاطئ الامل لعلها تزهر وطنا .


1المرواح يقصد به المذراه يستخدم قديما  لتصفية القمح م̷ـــِْن التبن 


حيدر الفتلاوي

سمير مقداد

 ليتكِ . . .

ما يجول في خاطري

تعلميه

حبيباً شاء به الهوى

يتيما لا تتركيه

و قلب  اكتوى 

كم ذاق مرّ الجوى 

في حاله لم تترأفي . . .

فأنا بلهفة المشتاق 

وقع خطواتك 

على إيقاع خافقي

أقتفي . . .

رفيفاً في ليالي السمر 

سميراً مع شموع السهر 

رفيقاً في دروب المطر 

ألبستكِ روحي 

قبل معطفي . . .

بالحب زماناً تعانقنا 

شاء الهوى بنا 

دروباً اِفترقنا

خطيئة العشق اِقترفنا 

لا لم نتوب منه

رغم الألم لم نكتفي . . .

ليت ثلوج الصمت

بحرارة لقاءٍ تذوب 

ليت فجراً وردياً

يشرق بعد غروب 

نتلاشى كغبار طلع 

نتوحد في ضوعة 

الطيوب

نقول أيا حزناً 

من قاموس عشقنا 

آن لك أن تختفي . . .


سمير مقداد

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...